بين مرحب ومستنكر ومشكك في اغتياله.. أيمن الظواهري بميزان الشارع العربي
قوبل إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بزوبعة من ردود الفعل عبر المنصات العربية، وسط تباين بردود فعل مرحبة وأخرى منتقدة ومستنكرة، كما شكك آخرون بالرواية الأميركية برمتها.
واعتبر معلقون أن العملية تأتي ضمن جهود محاربة الإرهاب، وانتقدها آخرون مشيرين إلى أنها تأتي في ظل تراجع شعبية الرئيس ومن أجل إنقاذ موقف حزبه الديمقراطي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، كما انتقد آخرون خرق سيادة الدولة بتنفيذ هذه العملية.
وعقب هذا الاغتيال، علقت أسرة الظواهري، في تصريحات خاصة نقلها موقع “القاهرة 24” المصري، مؤكدة أنها لم تعرف الخبر إلا من خلال وسائل الإعلام.
وأشارت عائلة الظواهري إلى أنه لا يوجد أي تواصل معه منذ خروجه من مصر منذ عشرات السنوات، ومن ثم انضمامه إلى تنظيم القاعدة في أفغانستان، وقالت إنه إذا كان الخبر حقيقيا “فلا تجوز عليه إلا الرحمة”.
تعلن وزارة الخارجية عن ترحيب المملكة العربية السعودية بإعلان فخامة رئيس الولايات المتحدة الامريكية السيد جوزيف بايدن عن استهداف ومقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري pic.twitter.com/xDUuNOMA58
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) August 2, 2022
ترحيب
وكانت الخارجية السعودية من أول المعلقين معلنة في تغريدة، عبر حسابها الرسمي بتويتر، عن ترحيبها بمقتل الظواهري ووصفته بـ “الإرهابي”.
كما اعتبر المستشار السياسي الرئاسي بالإمارات، أنور قرقاش، أن الإعلان عن مقتل الظواهري “بالتزامن مع ذكري غزو الكويت في الثاني من أغسطس فرصة للمنطقة للتأمل والتفكير في عبثية التطرف والإرهاب والمغامرات العسكرية المتهورة”.
الإعلان عن مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري بالتزامن مع ذكري غزو الكويت في الثاني من أغسطس فرصة للمنطقة للتأمل والتفكير في عبثية التطرف والإرهاب والمغامرات العسكرية المتهورة وكيف مزق كل ذلك نسيجها،الدروس والعبر حاضرة والأمل معقود على دول المنطقة معاً لضمان الأمن والتنمية المشتركة
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) August 2, 2022
وقد وصف حساب الكاتب السعودي عبد الله الطاير زعيم هذا التنظيم بأنه “العقل المدبر للقاعدة” وأنه “سفك دماء الأبرياء” وأن “للقاتل القتل ولو بعد حين”.
كما اعتبر الكاتب السعودي فهد ديباجي أن دور الظواهري انتهى، وقال “ببساطة انتهت الفايدة وانتفت الحاجة الأميركية لوجوده، وطوت أميركا صفحته لتفتح صفحة أخرى كعادتها”.
أمريكا تتخلص من أحد رجالها المخلصين الذين صنعتهم لتدمير العالم الإسلامي وتشويه صورة الإسلام والمسلمين #ايمن_الظواهري pic.twitter.com/WWFsd2DaaT
— فيصل مدهش (@Faisal_Mudhish) August 1, 2022
شعبية بايدن
وفي تعليقه على تأثير هذا الاغتيال على شعبية الرئيس الأميركي، قال الكاتب عبد الباري عطوان “هذا الاغتيال لن يرفع شعبية بايدن لأن الرجل لم يكن فاعلا، ولا نستبعد قيادة يمنية شابة تتولى القيادة وأكثر تشددا تعيد بناء التنظيم”.
اذا صح خبر اغتيال ايمن الظواهرى في غارة امريكية بافغانستان فان الصف الاول المؤسس للقاعدة ربما انتهى ومعه التنظيم بنسخته الاصلية وهذا الاغتيال لن يرفع شعبية بايدن لان الرجل لم يكن فاعلا ولا نستبعد قيادة يمنية شابة تتولى القيادة واكثر تشددا تعيد بناء التنظيم والله اعلم
— عبد الباري عطوان (@abdelbariatwan) August 1, 2022
من جهته، قال الصحفي السعودي عضوان الأحمري “تبقى على الانتخابات الأميركية 3 أشهر، يرمي فيها الرئيس الأميركي بأوراقه لإنقاذ موقف حزبه الضعيف، فشل في الضغط على السعودية وزيادة إنتاج النفط فاستخدم ورقة مهترئة هي القاعدة”.
أما الكاتب عبد الله بندر فقال “بعد تراجع شعبية بايدن لأدنى مستوياتها عند الشعب الأميركي وداخل الحزب الديمقراطي، والتي بدأت بانسحابه من أفغانستان، وفشله في إدارة الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع أسعار الطاقة، يعود إلى الأراضي الأفغانية من خلال استهداف أيمن الظواهري محاولاً كسب ثقة الناس وإعادة إحياء شعبيته”.
انتقاد ونعي وتشكيك
على الطرف الآخر، قوبلت عملية الاغتيال بموجة من الانتقاد والاستنكار، واعتبرها مراقبون بأنها خرق لسيادة الدول. وفي هذا السياق، قال الأكاديمي الكويتي عبد الله الشايجي “إن أميركا خرقت سيادة أفغانستان، كما فعلت عند اغتيال أسامة بن لادن”.
🚨أدانت حركة #طالبان شن #أمريكا غارة أودت بحياة زعيم تنظيم #القاعدة الثاني #أيمن_الظواهري-وخليفة أسامة بن لادن في #كابول–
🚨لكن ماذا كان يفعل الظواهري في كابول تحت حماية طالبان؟
🚨حتى اللحظة لم يؤكد الرئيس جو بايدن رسمياً مقتل الظواهري بغارة أميركية في أفغانستان ولا تنظيم القاعدة— عبدالله الشايجي Prof (@docshayji) August 1, 2022
وقد نعى مغردون الظواهري وأكدوا استمرار مسيرة الجهاد، وقال أحدهم “إن الجهاد في سبيل الله قاعدة عامة ورسالة مستمرة لا تنتهي بموت أو مقتل أحد فهي رسالة ممتدة منذ أكثر من 1400 عام”.
وقال مغرد آخر “عشت طالباً عز هذه الأمة ورفعتها، وثبت خير ثبات، ومرت بك المحن خافضة رافعة، والتزمت طريق الشدائد، فما لانت لك قناة، ولا مالت بك دنيا، واليوم ترتقي من كوة الشهادة، تاركاً أثراً عظيماً (..) كالجبال مكيناً، فتقبلك الله في الشهداء، ورفع درجتك في الصالحين”.
إلتحق الشيخ المجاهد #ايمن_الظواهري برفاق دربه الذين سبقوه في الشهادة وهذا نهج المجاهدين.
إن قاعدة الجهاد في سبيل الله هي قاعدة عامة ورسالة مستمرة لا تنتهي بموت او قتل أحد فهي رسالة ممتدة منذ اكثر من 1400 عام.
نسأل الله وحدة الصف والكلمة وأن يمن علينا بالاعتصام بكتابه وسنة نبيه. pic.twitter.com/wGX2RNGsyW
— رجب سيف الدين بري (@Seyif_Al_Berri) August 2, 2022
وفي سياق آخر، شكك مغردون بالرواية الأميركية، ومنهم ناجح إبراهيم، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية بمصر، وهو خبير في شؤون الجماعات الإسلامية، موضحا في تصريحات صحفية أن عمر الظواهري لا يقل عن 70 عامًا، وحالته الصحية ليست مستقرة، وإن حدثت الوفاة فهي طبيعية.