“هآرتس”: الضفة تغلي وتل أبيب تخشى غياب عباس
أكدت صحيفة “هآرتس” العبرية، أن الضفة الغربية المحتلة تشتعل على نار هادئة، في الوقت الذي تستعد “إسرائيل” فيه لليوم التالي لرئيس السلطة محمود عباس.
وقالت الصحيفة في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل؛ إنه “بعيدا عن العناوين، الضفة الغربية ما زالت تغلي والساحة الفلسطينية غير هادئة، وجزء من البخار يتحرر في نضال عنيف ضد إسرائيل، يتركز مؤخرا في أحداث إطلاق نار تستهدف الجيش الإسرائيلي في المناطق”.
ولفت إلى أن “هناك العديد من الأسباب لهذا التوتر، منها؛ ضعف السلطة الفلسطينية وشيخوخة رئيسها محمود عباس”، موضحا أن “الضغط الواقع على القيادة وعدم قدرتها على تحقيق نتائج، برزت في أواخر رئاسة دونالد ترامب، وحول قضية الضم، كما أن فخ عباس ورجاله تجسد بصورة أكبر في حزيران/يونيو 2021 بعد فترة من العدوان على غزة”.
ونبه إلى أن “السلطة فقدت نقاطا لدى الجمهور الفلسطيني مقارنة مع حماس”، لافتا إلى أنه “في الصيف الماضي وعلى خلفية نشاطات متزايدة لخلايا مسلحة في مخيم جنين، طلبت إسرائيل من السلطة اتخاذ خطوات، لكن أجهزة أمن السلطة وجدت صعوبة في تلبية هذا الطلب، وبقي المخيم منطقة مستقلة، وفي شباط/فبراير الماضي وحينما عاد الجيش للعمل في المخيم، ساهم الاحتكاك العنيف باشتعال موجة العمليات بعد حوالي شهر”.
وذكر أن العمليات الكبرى التي وقعت في المناطق المحتلة عام 1948، في تل أبيب، الخضيرة، بئر السبع، و”بني براك” و”العاد” و”أريئيل”، “أجبرت الجيش على اتخاذ خطوات، وتم نشر قوات نظامية بشكل واسع لإغلاق الثغرات الكبيرة في الجدار على طول خط التماس، وتم البدء في عمليات اعتقال واسعة النطاق، تركزت في جنين”.
وأضافت: “في هذه العمليات التي شملت العديد من مدن الضفة، تعرض الجيش لعمليات إطلاق نار كثيف، وظهر في المواجهات تعاون متزايد بين عناصر “فتح” ونشطاء “الجهاد الإسلامي” مع خلايا محلية مرتبطة بـ”حماس”، منوها إلى أن “عباس بالنسبة لإسرائيل لم يتغير، هو لا يشجع العمليات، وهذا ببساطة مؤشر آخر على ضعف السلطة التي تجد صعوبة في فرض سيادتها وسلطتها على الأرض”.
وأشار هرئيل، إلى أن “النقاش الواسع في إسرائيل حول “اليوم التالي” لعباس، ربما جاء بشكل متأخر؛ التغيير التدريجي في الضفة بدأ من قبل، في الوقت الذي فيه ما زال عباس على كرسي الحكم، مع وفرة كبيرة من السلاح على الأرض، وهذا السلاح هو سلعة متاحة لكل من يطلبه”.
وفي إطار محاولات الاحتلال الحد من العمليات، طالب “الشاباك” بإضافة الـ”ايرسوفت” (بندقية تطلق رصاص بلاستيكي وتستخدم في فرع الرياضة) كـ”سلاح يحتاج لرخصة من أجل امتلاكه، ومشروع القانون الذي تمت بلورته مؤخرا كتعديل لقانون السلاح، يفرض عقوبة السجن على امتلاك هذه البندقية بدون ترخيص، وهي أداة تنتشر في أوساط الجمهور العربي وتستخدم في العمليات، وعثر على هذه البندقية لدى معتقلين. وفعليا؛ عملية سن مشاريع القانون هذه، تم تجميدها بعد تفكك الائتلاف وحل الكنيست”.
وفي تقرير له، أجمل جهاز الأمن الإسرائيلي بيانات النصف الأول من 2022، وفي هذه الفترة سجل 61 عملية تم تصنيفها كـ”مهمة” و36 “حدث حربي” (مثل إطلاق النار على الجيش في أثناء القيام باعتقالات في الضفة)، وتم اعتقال ما لا يقل عن 1720، كما سجل قتل 66 فلسطينيا على يد جيش الاحتلال، مقارنة بـ 81 خلال السنة الماضية”.
وذكر أن جيل الشباب برز في المواجهات ضد جيش الاحتلال، حيث 87 في المئة من المعتقلين من القدس كانوا تحت عمر 25 عاما، معتبرا أنه “لا شيء في هذه البيانات يبشر بالخير بالنسبة لإسرائيل”.