انتخابات إسرائيل المقبلة تحسم مستقبل نتنياهو السياسي
– إسرائيل تخوض انتخابات بداية نوفمبر القادم هي الخامسة خلال 3 سنوات ونصف السنة
– نتنياهو يتصدر السباق المقبل؛ لكنّ احتمالية فشله مجددا بتشكيل حكومة قد ينهي مستقبله السياسي
– حزب “الليكود” يتصدر الأحزاب بالكنيست ولكن نتنياهو يفتقر إلى 61 صوتا من أصل 120
– هناك أغلبية لليمين وليس لنتنياهو، وقد يتخلى عنه حزبه والأحزاب المتحالفة معه إذا فشل مجددا
يتصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، المنافسات في الانتخابات القادمة، لكنّ احتمالية فشله مجددا بتشكيل حكومة قد يضع حدا لمستقبله السياسي.
والانتخابات القادمة في 1 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ستكون الخامسة في غضون 3 سنوات ونصف، فشل خلالها نتنياهو 3 مرات بتشكيل حكومة.
وكما هو الأمر في الانتخابات السابقة، فإن حزب “الليكود” اليميني الذي يقوده نتنياهو، ما زال يتصدر قائمة الأحزاب بالكنيست.
وتكاد تجري الانتخابات المرتقبة حول شخص نتنياهو، أكثر من أي أمر آخر.
ويقول إيمانويل نافون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة تل أبيب، إن سبب إجراء جولة انتخابات خامسة خلال أقل من 4 أعوام، هو وجود أغلبية لصالح اليمين، وافتقاد هذه الأغلبية لصالح نتنياهو، بعد أن تخلت عنه بعض الأحزاب.
وأضاف نافون في تصريحات للأناضول: “لهذا، فإذا ما نظرت إلى نتائج الانتخابات الأخيرة، فإن هناك أغلبية لصالح اليمين، ولكن نتنياهو لم يُترجم هذا الأمر بشكل جيد، لأنه لم يعد يحظى بدعم سياسيين يمينيين إسرائيليين”.
وتابع: “لذا توجهت الأحزاب اليمينية الخارجة عن معسكر نتنياهو قبل عام من الآن إلى أحزاب من الوسط واليسار، رغم الخلافات السياسية فيما بينها”.
وتسيطر أحزاب اليمين (الدينية والقومية) على نحو 60 بالمئة من مقاعد الكنيست الحالي.
وتابع الأكاديمي الإسرائيلي: “لذا فإن الانتخابات القادمة ستكون مرة أخرى عن شخص نتنياهو نفسه، بشكل أساس، سواء أكانت الأحزاب معه أو ضده”.
وتُظهر استطلاعات الرأي التي نشرتها محطات تلفزة وإذاعات وصحف في الأسبوعين الماضيين أن معسكر نتنياهو يحصل على 59 مقعدا، مقابل 55 مقعدا للمعسكر الرافض له و6 مقاعد للقائمة المشتركة (تحالف 3 أحزاب عربية) ترفض دعم أي من المعسكرين.
وإضافة إلى حزبه “الليكود”، يضم معسكر نتنياهو أحزاب “شاس” و”الصهيونية الدينية” و”يهودوت هتوراه”.
أما المعسكر المعارض، فيضم أحزاب: “أمل جديد” و”إسرائيل بيتنا” و”يمينا” اليمينية، وأحزاب “هناك مستقبل” و”أزرق أبيض” و”العمل” الوسطية، وحزب “ميرتس” اليساري، والقائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس.
ويرفض قادة أحزاب “أمل جديد” و”إسرائيل بيتنا” و”أزرق أبيض” الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو، لأسباب شخصية.
ويقول قادة هذه الأحزاب إنهم لن يكونوا في حكومة يرأسها نتنياهو، الذي تنظُر المحكمة المركزية الإسرائيلية في لائحة اتهام ضده تشمل شبهات ارتكابه جرائم فساد.
ولكي يُشكل حكومة، فإن على نتنياهو ضمان تأييد 61 من أعضاء الكنيست الـ 120.
ويرجّح مراقبون إسرائيليون أن يسعى نتنياهو لضم حزب “يمينا” الذي ترأسه وزيرة الداخلية إياليت شاكيد خلفا لرئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، من أجل ضمان تشكيل حكومة.
وقد يؤدي فشل نتنياهو بتشكيل حكومة ما بعد الانتخابات القادمة، إلى وضع حد لمستقبله السياسي.
وفي هذا الصدد يقول نافون: “قد نصل إلى طريق مسدود مجددا، ويخفق نتنياهو في تجنيد 61 نائبا بالكنيست، وفي هذه الحالة ممكن أن يتخلى عنه حزبه والأحزاب الدينية المتحالفة معه لأنهم لن يحتملوا الأمر أكثر بعد إجراء 5 جولات انتخابية في أقل من 4 أعوام”.
وأضاف: “حاليا فإن حزب الليكود يتقدم بدون منافس حقيقي، ولذا فإن الفشل يعني أن نتنياهو شخصيا هو العقبة الرئيسية أمام تشكيل حكومة يمينية”.
وفي العام الماضي 2021، خسر نتنياهو السلطة بعد أن بات الأطول في الحكم بين رؤساء وزراء إسرائيل، بفترة امتدت لأكثر من 12 عاما.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن نتنياهو قوله لمقربين منه، مؤخرا، إنه إذا ما ترأس الحكومة القادمة فستكون ولايته الأخيرة في رئاسة الوزراء.
ولا يوجد في القانون الإسرائيلي سقفا زمنيا محددا لرئاسة شخص للحكومة، طالما أنه قادر على نيل ثقة الكنيست.
وتكتلت الأحزاب المعارضة لنتنياهو العام الماضي لتشكيل حكومة ولكنها لم تدُم طويلا.
وليس من الواضح إذا ما كان تكتلا مشابها سينشأ بعد الانتخابات القادمة، ولكن المعطيات التي تظهرها استطلاعات الرأي، تجعل مهمة تشكيل حكومة صعبة جدا، سواء على نتنياهو أو على رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد، الذي يتزعم حزب “هناك مستقبل” الثاني من حيث القوة في الكنيست.
ويقول نافون: “ممكن أن يتشكّل تكتلا جديدا بعد الانتخابات، ولكن المشكلة هي أن هناك الكثير من الغموض حول فرص بقاء بعض الأحزاب الموجودة الآن بالكنيست، فبعض الأحزاب الموجودة حاليا بالائتلاف قد لا تتمكن تخطي نسبة الحسم للتمثيل (العتبة) بالكنيست وهي 3.25 بالمئة من عدد الناخبين”.
وذكر أن أحد الأسباب الرئيسية لانهيار الحكومة الأخيرة الذي أدى إلى حل البرلمان، هو عدم التزام بعض أعضاء الكنيست بقرارات قيادة أحزابهم، وسحب دعمهم لها.
وأضاف: “لذا فإذا ما تم تشكيل ائتلاف مشابه بعد الانتخابات القادمة، فإن على كل رئيس حزب أن يكون حذرا جدا في تشكيل قائمة حزبه للانتخابات، والتأكد من أن كل المرشحين يدعمونه”.
وتمرد أعضاء كنيست من أحزب يمينا وميرتس والقائمة العربية الموحدة، على بعض قرارات الحكومة ورفضوا تأييد بعض مشاريع القوانين، وهو ما تسببت في النهاية بحل الكنيست.
وكان نتنياهو قد هاجم الحكومة الأخيرة، لاعتمادها على القائمة العربية الموحدة، الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية، برئاسة منصور عباس، وتعهّد بعدم تشكيل حكومة بدعم من الأخير.
لكنّ نافون، يُذكّر أن نتنياهو نفسه كان قد فاوض عباس العام الماضي عندما كان يحاول تشكيل حكومة، دون أن يستبعد تكرار ذلك رغم تصريحاته الأخيرة.
وقال نافون: “إذا ما احتاج نتنياهو لعباس من أجل تشكيل ائتلاف فقد يحاول ذلك، ولكن السؤال هو على أي أساس؟”.
وكان عباس قد أبدى انفتاحا على إمكانية دعم حكومة برئاسة نتنياهو، في حال تمت تلبية مطالبه المتعلقة بالمواطنين العرب داخل إسرائيل.