عباس يعلن لبايدن استعداده لـ”صنع السلام” مع إسرائيل
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجمعة، استعداده لـ”صنع السلام”، مع إسرائيل.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية.
وقال عباس مخاطبا بايدن: “أنني أنتهز فرصة زيارتكم للمنطقة لأقول: إنني أمد يدي لقادة إسرائيل لصنع سلام الشجعان، وقد حصل ذلك منذ زمن، ونحن نمد أيدينا مع كل قادة إسرائيل من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة”.
ودعا الرئيس الفلسطينيّ، نظيره الأميركي، جو بايدن لإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس المحتلة، ورفع منظمة التحرير من قائمة “الإرهاب”، مؤكدا أنه لا سلام بدون إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية.
وطالب بمحاسبة قتلة الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة، فيما ذكر بايدن، أنه “ملتزم” بهدف تحقيق حل الدولتين، الذي “يشمل وجود دولة فلسطينية مستقلّة ذات سيادة ومتّصلة جغرافيا”.
كما دعا عباس “لإنهاء الاحتلال والتمييز العنصري، ونتطلع لجهود وقف الاستيطان وعنف المستوطنين”.
ورحّب عباس ببايدن في مستهلّ كلمته، ثم قال: “بحثنا سبل دعم العلاقات الثنائية ومراجعة ما يمكن لواشنطن أن تسهم به لخلق أجواء تحقق السلام العادل”.
وقال عباس: “أكدنا للرئيس بايدن رؤيتنا على أساس الشرعية الدولية وحل الدولتين”، وتساءل: “بعد 74 عاما من النكبة والتشرد والاحتلال أما آن لهذا الاحتلال أن ينتهي؟”.
وأكد عباس أن “مفتاح السلام في المنطقة هو الاعتراف بدولة فلسطين وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة”.
وشدّد على أن “تحقيق هدف السلام يكون بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 67”.
وأضاف عباس: “ندعو لإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية ورفع منظمة التحرير من قائمة ’الإرهاب’… ندعو لإنهاء الاحتلال والتمييز العنصري ونتطلع لجهود وقف الاستيطان وعنف المستوطنين… ونطالب بمحاسبة قتلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة”.
وذكر عباس أن “فرصة حل الدولتين على أساس سنة 67 قد تكون متاحة اليوم فقط ولا ندري ما قد يحصل في المستقبل”، مضيفا: “أمد يدي إلى إسرائيل لتحقيق سلام الشجعان وهذا ما واصلنا فعله منذ اتفاق ’أوسلو’”.
وأكد الاستعداد “للعمل مع الإدارة الأميركية من أجل تحقيق السلام القائم على أساس الشرعية الدولية”، وخاطب بايدن قائلا إن “السلام يبدأ من فلسطين والقدس ونمد أيادينا لكم لتحقيقه”.
من جانبه، قال بايدن: “كرئيس للولايات المتحدة لم يتغير التزامي بهدف تحقيق حل الدولتين (الذي) يشمل وجود دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة ومتصلة جغرافيا”.
وأضاف أن “هدف حل الدولتين قد يبدو بعيد المنال بسبب القيود التي تفرض على الفلسطينيين والشعب الفلسطيني يشعر بالحزن… لا يمكن لليأس والقنوط أن يصوغ مستقبلنا حتى إن لم تكن الأرضية جاهزة لبث الروح في المفاوضات”.
وقال بايدن: “نحاول تعزيز الزخم لبث الروح في مسار السلام ويجب أن نضع حدا للعنف”.
وذكر بايدن أن “شيرين أبو عاقلة وهي فلسطينية ومواطنة أميركية، قُتلت بينما كانت تقوم بدورها في إعلام مستقل”، مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة ستقوم بدورها من أجل دعم تحقيق مستقل في مقتل (استشهاد) شيرين أبو عاقلة”.
وفي ما يخصّ القدس المحتلة، قال بايدن، إنها “مركزية في الرؤية الفلسطينية والإسرائيلية لتكون مدينة لكل من يعيش فيها”، مؤكدا أن “وصاية الأردن أمر أساسي”.
وأضاف بايدن: “أعلن توفير تمويل بـ200 مليون دولار إضافية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمواصلة دورها الحاسم”.
وذكر أن “السلطة الفلسطينية مدعوة للعب دور أساسي بتعزيز المؤسسات والشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد”.
وأضاف بايدن: “يحدوني الأمل أن تكون زيارتي هذه دافعا للحوار بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأميركية”.
وفي وقت سابق اليوم، وصل بايدن، إلى مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، اليوم الجمعة، للقاء الرئيس الفلسطينيّ، وذلك بعد وقت وجيز من إعلانه تقديم 100 مليون دولار لمستشفيات القدس المحتلة.
وأفاد تلفزيون فلسطين الرسمي بأن عباس بدأ اجتماعا مع نظيره الأميركي، بعيد وصوله، مشيرا إلى أن عباس سيبحث مع بايدن سُبل إحياء عملية السلام المتعثرة وتعزيز العلاقات الثنائية.
وفي المقابل، ذكرت مصادر رسمية أميركية، أن “بايدن واضح بشأن رؤيته لحل الدولتين، وعندما يكون الجانبان مستعدان للتفاوض سيعمل على جمعهما”.
ولفتت المصادر ذاتها إلى أنّ لقاء بايدن وعباس قد يتطرق لقضية أراضي الكنائس بالقدس، التي كانت إسرائيل تعتزم مصادرتها.
وفرضت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، إجراءات مشددة منذ الساعات الأولى لصباح اليوم في مدينة بيت لحم، قبيل وصول بايدن. ووصل بايدن، بيت لحم، عبر موكب رسمي قادما من مدينة القدس، حيث جرت مراسم استقبال رسمية، تمّ خلالها عزف النشيدين الوطنيين.
ويزور بايدن كنيسة المهد، والتي تعد من أقدس الأماكن الدينية المسيحية، قبيل مغادرته بيت لحم عائدا إلى مدينة القدس عند الساعة 1:35.
وقال المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية، لؤي ارزيقات، إن نحو 1500 رجل أمن فلسطيني يشاركون في تأمين زيارة الرئيس الأميركي إلى بيت لحم.
وأشار ارزيقات إلى أن ما يزيد على 70 مركبةً تشارك في العملية، بينها وحدات من هندسة المتفجرات. وأوضح أن الطرقات الرئيسية في بيت لحم ستُغلق لعدة ساعات، حيث سيمنع تنقّل المركبات فيها والاصطفاف على جوانبها.
وأفاد ارزيقات بأن كنيسة المهد ستُغلق أمام السياح لعدة ساعات، تزامنا مع زيارة بايدن.
ووفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الجمعة، فقد امتنع بايدن عن طرح مطالب أمام إسرائيل في ما يتعلق بالفلسطينيين، موضحة أن “بايدن لم يطلب تجميد البناء في المستوطنات، ولم يحاول ابتزاز تصريحات سياسية حساسة وحتى أنه لم يطرح قضية إطلاق النار على الصحافية شيرين أبو عاقلة، خلال لقائه على انفراد مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، وثمّة شكّ إذا كان بايدن قد حذّر أو أنذر من خطوات إسرائيلية مفاجئة، قد تؤدي إلى تدهور الاتصالات مع الفلسطينيين”.
وليس متوقعا حدوث تطور في سياق الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني في أعقاب لقاء بايدن وعباس في بيت لحم، فقد بذل مستشارو الرئيس الأميركي جهودا من أجل إظهار تقدم سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين، لكنهم لم يحققوا أي نجاح.
وكرر بايدن، في وثيقة “إعلان القدس”، تأييده لحل الدولتين، مثلما كرر لبيد أيضا تأييده لهذا الحل، قائلا إنه “لم أغير رأيي في موضوع الدولتين. فحل الدولتين هو ضمان لدولة (إسرائيل) ديمقراطية مع أغلبية يهودية”.
إلا أن لبيد سيدعي أن التركيبة السياسية في إسرائيل، حيث الأغلبية يمينية ولا يمكن تشكيل حكومة من دون أحزاب يمينية ترفض قيام دولة فلسطينية، لا تسمح بتقدم بتقدم نحو حل الدولتين. وبدلا من ذلك، اتفق لبيد وبايدن على التزامهما بتعهد عبثي بدفع “مبادرات تعزز الاقتصاد الفلسطيني وجودة حياة الفلسطينيين” وبقائهم تحت الاحتلال.
ووصل بايدن إلى إسرائيل الأربعاء، على أن يغادرها اليوم،متوجها إلى السعودية.