بايدن في إسرائيل.. ما هي ال 5 قضايا التي تتصدّر أجندة الزيارة ؟
يتصدرها الملف الإيراني إلى جانب الملف الفلسطيني والحرب الروسية الأوكرانية والعلاقات مع السعودية والعلاقات الثنائية
السفير الأمريكي: نتطلّع أن تكون الزيارة مثمرة، وهي العاشرة منذ زيارة بايدن الأولى كعضو في مجلس الشيوخ في عام 1973
خلال زيارته الأولى إلى إسرائيل كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، سيتعيّن على جو بايدن أن يكون حذراً في تصريحاته، كي لا يبدو وكأنه يتدخل بالانتخابات الإسرائيلية.
ومع ذلك فإن جدول أعمال اجتماعه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال يائير لابيد في أحد فنادق القدس الغربية، سيكون مثقلاً بخمس ملفات ثقيلة إقليمياً ودولياً.
هذه النقاشات يتصدّرها الملفان الإيراني، والفلسطيني، وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، وتوسيع نطاق التطبيع مع دول عربية وإسلامية، إضافةً إلى الدعم العسكري للإسرائيليين وإعفائهم من التأشيرات الأمريكية.
يستهلّ بايدن بزيارة إلى قاعدة “بلماخيم” الجوية العسكرية وسط إسرائيل، حيث سيقدم له وزير الدفاع بيني غانتس عرضاً لأنظمة الدفاع الصاروخي “حيتس” و”مقلاع داوود” و”القبة الحديدية”، وسيتلقى طلباً لدعم منظومة الدفاع الجوي بأنظمة الليزر.
الاجتماع الأكثر راحة لبايدن يكاد يكون عصر الخميس، حيث سيحصل على “ميدالية الشرف” من الرئيس إسحاق هرتصوغ خلال احتفالٍ يُعقد في مقرّ رؤساء إسرائيل.
أما الاجتماع الأكثر صعوبة فسيكون على الأرجح مع زعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، الخميس، وفق وسائل إعلام عبرية.
فالعلاقات بين نتنياهو والحزب الديمقراطي الأمريكي، الذي ينتمي له الرئيس الأمريكي، تتسم بالتوتر والخلاف، خاصة بما يتعلق بالملفّين الإيراني والفلسطيني.
5 ملفات
في تصريحات للأناضول، فصّل يوناثان فريمان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية، الملفات الخمسة التي من المتوقع أن تهيمن على زيارة بايدن لإسرائيل.
1- الملف الإيراني
وقال فريمان: “أعتقد أن الموضوع الأول هو إيران، إسرائيل ستستخدم هذه الزيارة لتُظهر بشكل أكبر للولايات المتحدة الأمريكية التهديد الذي تمثله إيران ضدها”.
وأضاف أن إسرائيل ستقوم بذلك “من خلال المعلومات الاستخبارية ومواقع مختلفة، سواء ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني أو بالوجود الإيراني في سوريا وأنشطة حزب الله”.
وتابع: “بالنسبة لإسرائيل، هذا هو الموضوع الأول لأنها تريد التأثير على المفاوضات حول البرنامج النوويّ الإيراني، وتريد الاتفاق ولكنها تريد اتفاقاً جيداً، ولذلك تستخدم الزيارة كفرصة للتعبير بشكل أكبر عن مخاوفها”.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس دعا مؤخراً إلى تحالفٍ إقليمي، يشمل إسرائيل وتقوده الولايات المتحدة الأمريكية، لمواجهة إيران.
2- الحرب الروسية الأوكرانية
ويشير فريمان إلى أن الموضوع الثاني على جدول أعمال اللقاءات سيكون الأزمة الروسية الأوكرانية وانعكاساتها.
وقال: “رغم عدم نشر التفاصيل إلا أن إسرائيل تواصل نشاطها بالوساطة بين روسيا وأوكرانيا، رغم التقارير التي تتحدث عن خلاف ذلك”.
وتابع: “أعتقد أن إسرائيل ستستخدم هذه الفرصة لنقل رسالة إلى بايدن حول جهود الوساطة التي تقوم بها وأين وصلت وما يمكن القيام به في المستقبل”.
وأضاف: “لدى إسرائيل الكثير من المخاوف من تدهور الأوضاع أكثر فأكثر، فروسيا تعتبر أن إسرائيل قد لا تكون محايدة بما يكفي بما يتعلق بالحرب، ولذا فإنها تنتقد النشاط الإسرائيلي في سوريا”.
وأردف: “هناك تقارير بأن الوكالة اليهودية قد لا تتمكن من مواصلة العمل في روسيا، وهذا تطوّر دراماتيكي يعني أن اليهود هناك قد لا يتمكنون من المغادرة والهجرة إلى إسرائيل”.
وتابع: “لذا فإن هذه الحرب ستكون موضوعاً أساسياً على جدول الأعمال”.
3- الملف الفلسطيني
ويرى فريمان أن الملف الفلسطيني سيكون بنداً بارزا على جدول الأعمال قبل يوم واحد من لقاء بايدن مع الرئيس محمود عباس، الجمعة، في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.
ويرجَّح أن يكون هذا الملف محور خلاف بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل، خاصة ما يتعلق بدعم بايدن لحل الدولتين، ومعارضته الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب بما يشمل الاستيطان وهدم المنازل وطرد الفلسطينيين من منازلهم، والدعوة الأمريكية للحفاظ على الوضع القائم بالمسجد الأقصى وتجنب الاستفزازات فيه.
ومع ذلك تتفق الولايات المتحدة مع إسرائيل على أن الوقت ليس مؤاتياً لمفاوضات سياسية فلسطينية -إسرائيلية، وأنه يتعيّن الاكتفاء في هذه المرحلة بخطوات بناء الثقة.
وقال فريمان: “شاهدنا تقارير عن أن الولايات المتحدة تريد من إسرائيل إعطاء بعض الأمل للفلسطينيين عبر خطوات مختلفة بما فيها خطوات بناء ثقة مع السلطة، ولذا فإنه قد تكون هناك خطوات يتم الإعلان عنها خلال الزيارة”.
ولم يتضح إلى أي مدى ستؤثر قضية مقتل الصحفية الفلسطينية-الأمريكية شيرين أبو عاقلة على الزيارة، بعد ترجيح واشنطن أن تكون قد قُتلت برصاص إسرائيلي غير متعمّد.
4- “تقارب إسرائيلي- سعودي”
“التقارب الإسرائيلي السعودي” يشكل بدوره موضوعاً بارزاً على جدول أعمال الزيارة، فإسرائيل تبني أمالاً على تقاربها مع السعودية، خاصةً أن بايدن سيغادر تل أبيب ليتوجّه مباشرة إلى جدة.
وفي هذا الإطار قال فريمان: “أحد الأمور الكبرى التي قد تتوقعها إسرائيل هو نوع من التقدّم باتفاقيات أبراهام، لربما يكون هناك اتفاق يسمح للطائرات الإسرائيلية بالسفر في الأجواء السعودية”.
ولفت إلى أن “هذا مسموح الآن ولكن فقط إلى وجهاتٍ محددة، وما يجري الحديث عنه هو السماح بالسفر بشكلٍ كامل في الأجواء”.
وفي السياق، لفت مسؤولون إسرائيليون في تصريحات لموقع “والاه”، إلى التوقعات بأن تعلن السعودية خلال الزيارة عن السماح للطيران المدني الإسرائيلي المتجه إلى جنوب شرق آسيا بالتحليق في أجوائها، الأمر الذي من شأنه تحسين ظروف عمل شركات الطيران الإسرائيلية بشكل كبير.
وأضاف فريمان: “قد تكون هناك دول أخرى في أذهان الإسرائيليين والأمريكيين، وعليه، فقد تتوقع إسرائيل التوقيع مع دول عربية أو إسلامية”.
وقادت اتفاقيات أبراهام دولاً عربية (الإمارات والبحرين) إلى الاعتراف بإسرائيل لأول مرة منذ أن اعترفت بها مصر عام 1979 والأردن عام 1994.
وفي وقتٍ سابق، رجّحت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن يعلن بايدن خلال زيارته المنطقة عن إطلاق منتدى أمني إقليمي بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة، ويضمّ السعودية، البحرين، الإمارات، السودان، مصر والأردن.
5- الدعم الأمريكي لإسرائيل
وتأمل إسرائيل من واشنطن أمرين، الأول هو دعم منظومة الدفاع الجويّ بالليزر التي أعلنت عنها قبل عدة أشهر وما زالت تحت الاختبار، والثاني هو إعفاء الإسرائيليين من التأشيرات لدخول الأراضي الأمريكية.
وقال فريمان إن “إسرائيل تريد أن يتمكن مواطنوها من السفر دون تأشيرات إلى الولايات المتحدة، لذا فإن هذا سيكون بنداً على جدول الأعمال، ولا ندري متى سيتمّ اعتماد هذا البرنامج”.
الإدارة الأمريكية تميل إلى دعم الحكومة الحالية على حساب نتنياهو، لكنّ بايدن سيتجنّب الإفصاح عن ذلك علناً كي لا يُتهم بالتدخل في الانتخابات المقرّرة في 1 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال فريمان: “لأن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي لتسيير الأعمال، فإن الولايات المتحدة لن تريد أن تبدو وكأنها تتدخل بالشأن الإسرائيلي أو أنها تفضل طرفاً على آخر”.
واستطرد “مثلاً شاهدنا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو يقول لرئيس الوزراء لابيد خلال اجتماعهما في الإليزيه في باريس، إن الإسرائيليين محظوظون بوجود لابيد على رأس الحكومة، ومن المرجّح أن بايدن لن يستخدم هذا النوع من الكلمات لإظهار نفسه محايداً”.
وفي احتقال السفارة الأمريكية في إسرائيل بيوم استقلال الولايات المتحدة، قال السفير الأمريكي توماس نيدس: “من المقرر أن يزور الرئيس بايدن إسرائيل قريباً جداً. ستكون هذه زيارته العاشرة لإسرائيل. إنه رئيس يعرف إسرائيل ويحبها”.
وأضاف: “بدءاً من زيارته الأولى كعضو في مجلس الشيوخ في عام 1973، أقام الرئيس بايدن صداقة مع كلّ رئيس إسرائيلي ورئيس وزراء منذ جولدا مائير”.
وتابع نيدس: “هذا هو الرئيس الذي يعلن بفخر نفسه على أنه صهيوني، والذي يجسّد دعم أمريكا الصارم من الحزبين لأمن إسرائيل واندماج إسرائيل في الشرق الأوسط الكبير. لذا ، دعوني أقول إننا نتطلع إلى زيارة مثمرة”.