ميدل إيست آي: غضب فلسطيني من أميركا لتقييمها غير الحاسم بشأن مقتل شيرين أبو عاقلة واتهامات لها بمحاولة دفن الجريمة
أورد تقرير نشره موقع “ميدل إيست آي” (Middle East Eye) البريطاني أن ناشطين فلسطينيين عبروا عن غضبهم من التقييم “غير الحاسم” لمقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة الذي أصدرته واشنطن، واتهموها بمحاولة دفن ما تم التوصل إليه في هذه الجريمة، وانتقدوها لإصدارها تصريحات بدا أنها تعفي إسرائيل من كل المسؤولية عن حادثة القتل وتساعدها في الإفلات من العقاب.
وانتقد الناشطون الفلسطينيون البيان الأميركي الذي وصفوه بـ”الغامض وغير المنطقي” وكذلك إعلانه في الرابع من يوليو/تموز يوم الاستقلال الأميركي، وهو عيد وطني كبير يقضي فيه كثير من الناس الوقت مع عائلاتهم ولا يركزون على هذا الإعلان.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت هذا الأسبوع أن “إطلاق نار من مواقع إسرائيلية كان على الأرجح مسؤولا عن مقتل شيرين أبو عاقلة”، لكنها نفت أن يكون ما حدث متعمدا.
بيت القصيد
وقالت ديانا بطو المحامية الفلسطينية في مجال حقوق الإنسان والمستشارة القانونية السابقة لفريق التفاوض في منظمة التحرير الفلسطينية، للموقع، إن “عطلة العيد كانت نهاية أسبوع طويلة يكون فيها الناس بعيدين وهذا هو بيت القصيد. ومنذ مقتل شيرين على يد إسرائيل، بذلت الإدارة الأميركية قصارى جهدها لمحاولة دفن هذه القضية”.
وأضافت بطو أن البيان صيغ بعناية لتجنب أي توترات قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المقررة إلى إسرائيل الأسبوع المقبل.
يريدون الهدوء
وتضيف بطو أن واشنطن طلبت من إسرائيل في الشهر الماضي وقف هدم المنازل وإجلاء الفلسطينيين وأي قرارات بشأن بناء المستوطنات “إلى ما بعد زيارة بايدن”، قائلة إنهم يريدون “الهدوء” لزيارة بايدن.
ونقل الموقع عن عمر زحزة أحد منظمي حركة الشباب الفلسطيني قوله “ليس من المستغرب أن نرى هذا الإعلان يصدر عن وزارة الخارجية الأميركية؛ فقد أوضحت الحكومة الأميركية الرأسمالية الإمبريالية منذ مدة طويلة أن حياة الفلسطينيين وكرامتهم وحريتهم لا قيمة لها”.
من جهتها، وبّخت عائلة شيرين واشنطن توبيخا لاذعا، ووصفت تقييمها بأنه “إهانة صريحة لذكرى شيرين”.
محاولة لتدوير الرواية
وأشارت العائلة والناشطون الذين تحدثوا إلى الموقع إلى أن التركيز على الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة كان محاولة لتدوير الرواية حول ما حدث، بدلا من السعي وراء المساءلة الفعلية.
وقالت بطو “أصبح التركيز على الرصاصة والمسدس الذي أطلق الرصاصة وكل هذه الأشياء الغبية، بدلا من التركيز على ما نعرف أنه حقيقي؛ لقد قُتلت شيرين لأنها كانت تكتب عن الاحتلال العسكري الإسرائيلي”.
وأضافت أنه بالنظر إلى قدرات إسرائيل العسكرية المتقدمة والتقنيات المتطورة، فإنها تشك في أن إسرائيل لا تعرف هوية القاتل. ففي عام 2018، نشرت القوات الإسرائيلية تغريدة محذوفة الآن قالت فيها “نعرف أين سقطت كل رصاصة”، وذلك بعد أن أصيب 773 فلسطينيا في غزة بالرصاص الحي من القوات الإسرائيلية في مظاهرات حاشدة.
إسرائيل تعرف مطلق النار
وأوضحت أن لدى الاحتلال الإسرائيلي القدرة على معرفة مكان جنوده ومن يقوم بإطلاق النار؛ “إنهم يعرفون الشخص الذي أطلق النار على شيرين”.
وقال رمزي بارود الصحفي والمؤلف الفلسطيني الأميركي إنه يعتقد أنه كان من الخطأ السماح للولايات المتحدة بالمشاركة في التحقيق، مشيرا إلى أن منح الخارجية الأميركية الفرصة للتعبير عن رأيها في حادثة القتل قد أثبت “صحة” وجهة النظر الأميركية السابقة وأربك بشكل كبير مجموعة الأدلة الموجودة، التي بدت حاسمة في التأكيد بأن شيرين قُتلت بيد إسرائيل.
ومع ذلك، قالت نورة عريقات، المحامية الفلسطينية الأميركية في مجال حقوق الإنسان والأستاذة في جامعة “روتجرز”، إن الوقت قد حان للمجتمع الدولي، وخاصة الصحفيين، لزيادة تدقيقهم في التحقيق في جريمة القتل.
وأوضحت عريقات أنه إذا علمنا أن إسرائيل تكذب بشكل صارخ ويمكن أن تقتل وتفلت من العقاب، فيجب على الصحفيين الآن تغيير الطريقة التي يغطون بها هذه القضية من أجل مزيد من التدقيق.
وقالت آية زيادة مديرة الدعوة في “منظمة مسلمي أميركا من أجل فلسطين”، في إجابة على سؤال عن الكيفية التي تجب بها محاسبة المسؤولين عن مقتل شيرين، “إن المحاسبة يجب أن تبدأ بتعليق كل التمويل العسكري لإسرائيل، وتنتهي بتقديم المسؤولين عن قتلها إلى العدالة”.
وأضافت أنه ليس مقبولا أن يقوم الرئيس الأميركي بزيارة دبلوماسية عادية إلى دولة تمارس الفصل العنصري.