السودان.. 7 قتلى في “مليونية 30 يونيو” والأمم المتحدة تعرب عن قلقها
أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية ارتفاع عدد قتلى مظاهرات أمس الخميس إلى 7 أشخاص، وأعربت الأمم المتحدة عن “القلق الشديد” إزاء مواصلة قوات الأمن استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن متظاهرا قُتل “إثر إصابته برصاصة حية في الرأس أطلقتها قوات السلطة الانقلابية بمدينة أم درمان، وبفعلتها هذه تؤكد أنها لا تستثني أحدا، وهي بذلك تؤكد مرة أخرى أن لا فرق بينها وبين العصابات”.
وحسب اللجنة، فإن العدد الكلي للقتلى الذين أحصتهم منذ استيلاء الجيش على السلطة يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قد وصل إلى 110 أشخاص، وقد وصفتهم اللجنة بـ”شهداء الحق والحقيقة”.
قلق الأمم المتحدة
وفي مؤتمر صحفي بنيويورك، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “أعلنا موقفنا من قبل، وسوف نستمر في إعلانه.. نحن منزعجون وقلقون بشدة إزاء مواصلة استخدام القوة المفرطة والذخيرة الحية من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين في السودان”.
وأضاف أنه يجب السماح للناس بالتعبير عن آرائهم في حرية، وأن على قوات الأمن في أي دولة أن تدافع عن هذا الحق.
ورأى دوجاريك أن الطريق الوحيد للمضي قدما أمام السودانيين يمر عبر تسوية سياسية بأسرع ما يمكن، موضحا أن رئيس البعثة الأممية في السودان فولكر بيرتس أصدر قبل يومين بيانا أكد فيه أنه “لن يتم التسامح مع العنف ضد المتظاهرين”.
مظاهرات في أنحاء البلاد.
وذكرت وكالة الأناضول أن المظاهرات التي دعت لها “لجان المقاومة” خرجت بمدن أم درمان (غربي العاصمة)، والأبيض (جنوب)، وود مدني والحصاحيصا (وسط)، والقضارف وبورتسودان (شرق)، وعطبرة (شمال).
وحمل المتظاهرون الأعلام السودانية وصورا لضحايا الاحتجاجات، مرددين شعارات تطالب بالحكم المدني الديمقراطي، و”إسقاط الحكم العسكري”، و”تحقيق العدالة” لضحايا الاحتجاجات.
وأفاد نشطاء سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي بأن بعض المناطق في الخرطوم شهدت انقطاعا للاتصالات وشبكة الإنترنت، كما تداولوا صورا لمواجهات، وقالوا إن قوات الأمن فرقت بالقوة مظاهرة قرب القصر الجمهوري وسط العاصمة.
ومنذ صباح أول أمس، الأربعاء، شهد عدد من مناطق مدن العاصمة الثلاث، الخرطوم وأم درمان وبحري، انتشارا كثيفا لقوى الأمن تركز حول المقار السيادية والجسور، إضافة إلى عمليات تفتيش دقيقة للعابرين للجسور.
الدعوة للتظاهر
وسبق أن نشرت قوى الحرية والتغيير بيانا تحت عنوان “الشعب ينتصر والانقلاب ينهزم”، وقالت فيه إن “الشعب يسطر ملحمة جديدة من ملاحم التحرر الوطني والثورة ضد الظلم والاستبداد”، مشيرة إلى خروج ملايين المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد رفضا لما سمته الانقلاب.
ونظم حزب المؤتمر السوداني -الأربعاء- عدة فعاليات لدعوة المواطنين إلى التظاهر والمشاركة في “مليونية 30 يونيو”، مطالبا بمواصلة التظاهر حتى “استعادة مسار الانتقال الديمقراطي” في السودان.
دعم غربي
من جهة أخرى، قال بيان مشترك لسفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا والنرويج وسويسرا واليابان في الخرطوم -نشرته السفارة الأميركية عبر تويتر- إن الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية تظهر أن الشعب السوداني يريد الانتقال الديمقراطي.
كما حثّ البيان جميع الأطراف في السودان على ضبط النفس وحماية المدنيين.
واعتاد السودانيون على إحياء ذكرى وصول الرئيس المعزول عمر البشير للحكم عام 1989، في 30 يونيو/حزيران، عندما أطاح بحكومة رئيس الوزراء الراحل الصادق المهدي. ثم في عام 2019 حددت القوى المدنية هذا التاريخ للتظاهر، أي بعد نحو 6 أسابيع من إزاحة البشير، للتنديد بمجزرة فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم.
ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي، وترفض إجراءات استثنائية اتخذها آنذاك عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، ويعدها الرافضون انقلابا عسكريا.