استشهاد 15 طفلا فلسطينيا منذ مطلع العام الجاري
أظهر تقرير صادر عن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي صعدت من انتهاكاتها بحق الأطفال الفلسطينيين، في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، حيث استشهد 15 طفلا فلسطينيا برصاص جنود الاحتلال في النصف الأول من العام الجاري.
ووفقا للتقرير، الذي صدر، اليوم الأحد، فإن لمحافظة جنين كانت الحصة الأكبر من هذه الانتهاكات، فقد استشهد خمسة أطفال وأصيب ستة أخرون وهدمت ستة منازل وشرد عشرات الأطفال، ضمن سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال بحق المحافظة.
وحسب ما وثقته الحركة في تقريرها، فإن قوات الاحتلال قتلت 15 طفلا فلسطينيا منذ بداية العام الجاري، آخرهم الطفل محمد حامد من سلواد (16 عاما)، خمسة منهم من جنين، هم: محمد أكرم علي أبو صلاح (16 عاما)، وسند محمد خليل أبو عطية (16 عاما)، ومحمد حسين محمد قاسم (16عاما)، وشوكت كمال شوكات عابد (17عاما)، وأمجد وليد حسين فايد (16 عاما).
والشهيد الطفل محمد أبو صلاح، من سكان بلدة اليامون، أصيب بتاريخ 13 شباط/فبراير 2022، برصاصة قناص إسرائيلي في عينه اليمنى، أثناء تواجده بالقرب من المدخل الشرقي لبلدة السيلة الحارثية، نقل إثرها إلى مستشفى ابن سينا في مدينة جنين، حيث أعلن عن استشهاده بعد أقل من 24 ساعة.
ووفقا للتقرير الطبي الصادر عن المستشفى، فإن الجزء العلوي من رأس الطفل كان متهتكا.
أما الطفل سند أبو عطية، من سكان مخيم جنين، فأصيب بتاريخ 31 آذار/مارس 2022، برصاصة في صدره أثناء محاولته مساعدة أحد الشبان الذي أصيب برصاصة في رأسه، وذلك خلال انسحاب قوات جيش الاحتلال من المخيم، ونقل الطفل والمصاب الأخر إلى مستشفى ابن سينا، حيث أعلن عن استشهادهما في اليوم ذاته.
وبخصوص الطفل محمد قاسم، من سكان مدينة جنين، فأصيب بتاريخ 10 نيسان/أبريل 2022، برصاصة في بطنه، أطلقها عليه جندي إسرائيلي من داخل جيب عسكري، خلال اقتحام مدينة جنين، نقل إثرها إلى مستشفى الرازي في المدينة.
ووفقا لما جاء بالتقرير الطبي، فقد خضع الطفل لعملية جراحية، حيث تبين أن الرصاصة مزقت الأوعية الدموية ما أدى لنزيف حاد، كما عثر الأطباء على العديد من الشظايا “الحادة” في منطقة الحوض والأرداف.
ونقل الطفل بعد الانتهاء من العملية الجراحية إلى وحدة العناية المركزة، ليعلن الأطباء استشهاده صباح اليوم التالي متأثرا بإصابته.
والطفل شوكت عابد، من سكان قرية كفردان، أصيب بتاريخ 14 نيسان/أبريل 2022، برصاصة في بطنه، أطلقها عليه جندي إسرائيلي من مسافة تقدر بحوالي 25 مترا من داخل جيب عسكري، وذلك خلال انسحاب قوات الاحتلال من القرية عقب اعتقال عدد من المواطنين.
وقد نقل الطفل إلى مستشفى ابن سينا في مدينة جنين، وخضع لعملية جراحية، بعدها أدخل إلى وحدة العناية المكثفة، ليعلن الأطباء استشهاده فجر اليوم التالي متأثرا بإصابته.
فيما أصيب الطفل أمجد فايد وشاب أخر بتاريخ 21 أيار/مايو 2022، بعدة رصاصات إحداها في صدره، أطلقها عليه جندي إسرائيلي خلال تواجد آليات عسكرية في طريق ترابية بالقرب من شارع حيفا في مدينة جنين، وذلك بعد اقترابهما من مكان تواجد القوة العسكرية.
وقد نقل الطفل إلى مستشفى ابن سينا، وبعد فترة زمنية قصيرة أعلن عن استشهاده متأثرا بإصابته.
كما وثقت “الحركة العالمية” إصابة ستة أطفال آخرين في محافظة جنين منذ مطلع العام الجاري، وصفت جروح اثنين منهم بالخطيرة.
كذلك، وفي إطار مواصلة استهداف الاحتلال للمواطنين في المحافظة، خاصة الأطفال، استخدمت قوات الاحتلال الطفلة عهد مرعب (16 عاما) كدرع بشري قرابة ساعتين لدى اقتحامها حي الهدف في مدينة جنين في الثالث عشر من أيار الماضي، كما أعاقت وصول الطلبة والمعلمين إلى مدارسهم.
كما استطاعت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال رصد اعتقال 17 طفلا من المحافظة منذ بداية العام الجاري، معظمهم بعد مداهمة منازل ذويهم في ساعات متأخرة من الليل.
إلى ذلك، وضمن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها، هدمت قوات الاحتلال ستة منازل في بلدتي السيلة الحارثية ويعبد ومدينة جنين، كانت تؤوي عدة أسر بينها 16 طفلا وطفلة.
وتجدد الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال التأكيد أنه لطالما لا يوجد محاسبة ومساءلة لقوات الاحتلال على جرائهما بحق الأطفال الفلسطينيين، فإنها ستمضي في استهدافهم بقصد القتل، أو الإصابة، أو الاعتقال، مستغلة حالة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل معاقبة جميع مرتكبي الجرائم الإسرائيليين الذين يقتلون الأطفال الفلسطينيين أو يسببون لهم الإعاقات الدائمة، في انتهاك مباشر للقانون الدولي.
يشار إلى أن الاحتلال قتل خلال العام الماضي 78 طفلا فلسطينيا في الضفة والقدس الشرقية، وقطاع غزة، 60 منهم خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع في شهر أيار/مايو 2021، إضافة لطفل آخر بعد انتهاء العدوان، فيما قتل 17 طفلا في الضفة والقدس من ضمنهم اثنان على يد المستوطنين أو الشركات الأمنية الإسرائيلية الخاصة.