الحذر الحذر من تربية الكلاب أيها البشر!
أميّة سليمان جبارين (أم البراء)
انتشرت في الآونة الأخيرة بين شبابنا وفي بيوتنا المسلمة ظاهرة هجينة على ديننا وعلى عاداتنا وعلى أخلاقنا ألا وهي ظاهرة تربية الكلاب في البيوت، وتدليلها وصرف المبالغ الطائلة عليها والتنزه معها، فنرى الشاب أو الفتاة يجر الكلب معه أينما ذهب بل يجلسه معه في السيارة ويتجول به وكأنه صاد العَلَم كما يقولون وحقق ما لم يستطع غيره تحقيقه! غير أن جل ما حققه هذا الشاب في تربية الكلب تحقيق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه).
وفعلًا هذا ما يحدث الآن مع شبابنا الذين استحدثوا هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا حتى يلحقوا بالموضة الغربية، حتى يقال فلان متقدمًا ومتحررًا!! فأصبحت تربية الكلاب في أيامنا هذه عبارة عن موضة فقط، وابتعدت كل البعد عن المفهوم الشرعي الذي يحرم تربية الكلاب إلا لعدة مواضع كما أخبرنا النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من اتخذ كلبًا لغير صيد أو حراسة أو حرث انتقص من أجره كل يوم قيراط، والقيراط مثل جبل أحد”. وفي حديث آخر رواه أبو طلحة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب وصور والمقصود بالصور التماثيل المجسمة والأصنام”.
هذا وقد اتفق جمهور العلماء على عدم جواز تربية الكلاب إلا لحاجة كالصيد والحراسة أو أية مصلحة للشخص المربي أو للناس عامة، كتربية الكلاب البوليسية التي تكشف عن المخدرات والسلاح وتساعد في العثور على المجرم، وتربية الكلاب التي تساعد الكفيفين وما إلى ذلك من منافع أخرى، ولكن الأصل في القضية عدم الجواز كما ذكرت. ومن الجدير ذكره أن الكلب نجس مهما كان الهدف من تربيته، وعلى المربي أخذ الحيطة والحذر الشديدين لتلافي هذه النجاسة. أضف على ذلك الأمراض التي تتسبب فيها الكلاب وهي على سبيل الحصر لا القصر:
1- داء الكَلَب وهو مرض فيروسي يُنقل للإنسان بواسطة لعاب الكلب المصاب وعضته، وقد تسبب هذا المرض (داء الكلب) بعشرات الآلاف من الوفيات سنويًا معظمها في أسيا وأفريقيا ويشكل الأطفال دون سن الخامسة عشر 40%من المتعرضين لإصابتهم بهذا المرض نتيجة لعضات الكلاب.
2- مرض الأكياس المائية في الرئة: وهو مرض خطير، الذي يدخل لجسم الإنسان ويمكث فيه مدة دون أية أعراض مرضية وما أن يُكتَشف هذا المرض حتى يكون المريض بحاجة لتدخل جراحي.
3- مرض الدودة الشريطية الشوكية التي تتواجد في فضلات الكلاب وتحدث العدوى للإنسان بتناوله طعامًا ملوثًا بفضلات الكلاب الحاملة لبيوض هذه الدودة.
4- سرطان الثدي: حيث حذرت جامعة ميونخ في ألمانيا من تربية الكلاب في المنازل إذ وجدت دراسة علمية قامت بها هذه الجامعة أن 80% من النساء اللاتي أصبن بسرطان الثدي كن يمتلكن كلابًا وعلى احتكاك دائم بها حتى أثناء النوم.
كما كشف العلماء أن لعاب، ودماء، ووبر الكلاب تعتبر مأوى للجراثيم والفيروسات، وهو ما حذر منه الرسول عليه الصلاة والسلام عندما أخبرنا: (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسل سبع مرات إحداهن بالتراب). وقد أثبتت الدراسات العلمية أن التراب فيه مادة تقتل كل الجراثيم والفيروسات في لعاب الكلب. أضف إلى ذلك ما نسمعه وما نشاهده عبر منصات التواصل عن هجوم الكلاب على أناس وكيف قتلتهم أو شوهتهم وبالذات هجومها على الأطفال!
بعد ما ذكر سابقًا، هل هنالك عذر لك أيها الشاب لتربي كلبًا داخل المنزل؟! وتصرف عليه الأموال الطائلة، حيث أننا نسمع كثيرًا عن هذه المصروفات الكبيرة والتي قد تصل حد البذخ على الكلاب، لا بل قد وصل الأمر في بعض الدول الأوروبية أن يورثوا الكلاب! وقد قرأنا وسمعنا عن عدة حالات قام المربي الثري بتوريث كلبه دون أرحامه بحجة أن الكلب كان أوفى معه! وهنالك من يبنون بيوتًا خاصة لكلابهم مع موظف خاص بالكلب! مع العلم أن هنالك الملايين من البشر ممن لا مأوى لهم ولا يجدون قوت يومهم أو ما يسدون به جوعتهم!! وحتى لا يفهم البعض الموضوع خطأ، أؤكد أننا كمسلمين مع الرفق بالحيوان، لا بل فإن الإسلام أعطى للحيوان حقوقًا، من مأكل ومشرب ومأوى وجميعنا قد سمع بقصة الباغية التي دخلت الجنة لأنها اسقت بحذائها كلبًا عطشًا في حر الصيف ولهيبه، وفي ذات السياق سمعنا عن المرأة المسلمة التي دخلت النار بهرة إذ حبستها فلا أطعمتها ولا سمحت لها بالبحث عن طعامها وماتت الهرة!! ولكن كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: لا ضرر ولا ضِرار، وبما أن تربية الكلب في البيت تجلب لنا الضرر فلا يجوز لنا تربيتها داخل المنزل حتى لا نجلب الضرر لنا أو لغيرنا.