إيران تعلن اعتقال “جواسيس” للموساد الإسرائيلي “كانوا بصدد الإعداد لاغتيال علماء نوويين”
أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، عن اعتقال من وصفتهم بأنهم “جواسيس” لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، متهمة إياهم بالتخطيط لاغتيال علماء نوويين إيرانيين.
وقال مهدي شمس أبادي، المدعي العام في مدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشتسان جنوب شرقي إيران، إنّ قوات الأمن الإيرانية اعتقلت “الجواسيس” في المحافظة، مؤكداً أنهم “كانوا بصدد اغتيال علماء نوويين”، من دون أن يذكر عددهم.
وأضاف شمس أبادي، وفق ما أوردت وكالة “تسنيم” الإيرانية، أنّ الاعتقالات تمت قبل فترة، والملف “في مرحلة التحقيقات التمهيدية، وستصدر لائحة الاتهام قريباً، ويرسل الملف إلى المحكمة”.
وتابع أنّ “القبض على عملاء الموساد جاء في عملية استخباراتية معقدة بعد 8 أشهر من الرصد الدقيق للأهداف الأمنية”، كاشفاً أنّ “ثمة وثائق ومستندات كثيرة جمعت ضدهم لدرجة أنه عندما صدر قرار اعتقال المتهمين لم يعترضوا على ذلك”، حسب قوله.
إلى ذلك، نقلت وكالة “إرنا” الرسمية عن شمس أبادي، قوله إنّ أعضاء الشبكة كانوا في محافظات مختلفة، فضلاً عن محافظة سيستان وبلوشستان، وتم القبض عليهم.
يشار إلى أن دائرة الاستخبارات الإيرانية في محافظة سيستان وبلوشستان، كانت قد أعلنت، في 20 إبريل/نيسان الماضي عن اعتقال 3 “عملاء” للموساد بأمر قضائي، متهمة إياهم حينها بنشر “المعلومات والوثائق السرية”.
ويأتي الإعلان الإيراني عن هذه الاعتقالات في وقت شهدت فيه البلاد حوادث وفاة أو مقتل أو اغتيال لعلماء وعسكريين إيرانيين خلال الفترة القليلة الأخيرة، أكدت السلطات الإيرانية رسمياً أنّ واحداً منها فقط جاء نتيجة عملية اغتيال، في إشارة إلى حادث مقتل العقيد في الحرس الثوري حسن صياد خدايي أواخر مايو/أيار الماضي، مشيرة في الوقت ذاته إلى مقتل ثلاثة أشخاص في وزارة الدفاع والحرس الثوري في “حوادث وأثناء تأدية المهام”، من دون الكشف عن تفاصيلها.
وأمس الإثنين، كشف رئيس جامعة الإمام الحسين العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، العميد محمد رضا حسني آهنغري، عن أنّ الحادث الذي وقع أواخر مايو/أيار الماضي في منطقة بارشين العسكرية، شرقي طهران، كان ناجماً عن “عملية تخريبية”.
وقال إنّ “خطوطنا الإنتاجية تستهدفها عمليات تخريبية صناعية”، مشيراً في السياق إلى أنّ القتيل في وزارة الدفاع لم يكن مستهدفاً بنفسه، “لكنه وقع ضحية عملية تخريبية صناعية”.
وكانت وزارة الدفاع الإيرانية قد أعلنت، يوم 26 مايو/أيار الماضي، مقتل المهندس إحسان قدبيغي وإصابة شخصین آخرین جراء “حادث”، يوم الـ25 من الشهر نفسه، في مركز بحوث تابع لوزارة الدفاع الإيرانية في منطقة بارشين العسكرية، شرقي طهران، التي تضم مجمعاً عسكرياً، لكن الوزارة الإيرانية لم تكشف عن طبيعة الحادث وتفاصيله.
وأوردت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، نقلاً عمّن وصفته بأنه مسؤول إيراني، أنّ هناك اعتقاد بأنّ عالم الجوفضاء أيوب انتظاري وعالم نووي إيراني آخر يدعى كمران آغا مولاي قد تعرّضا قبل فترة لاغتيال من قبل إسرائيل بتسميم طعامهما.
إلا أن القائد العام السابق للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، قد أشار، الأربعاء الماضي، في مقابلة مع وكالة “تسنيم”، إلى حوادث غامضة شهدتها إيران أخيراً، قائلاً إنّ “الأعداء يسعون إلى نسب بقية حوادث البلاد إلى أنفسهم، عبر عمليات نفسية وإعلامية، بينما هم يعلمون أكثر من غيرهم أنّ هذه الحوادث لا تعود إليهم”.
وأكد جعفري أنّ بلاده وجهت “ضربات سرية” لإسرائيل، و”هي مستمرة ولا يمكن الكشف عنها”.
شهدت إيران خلال السنوات الـ12 الأخيرة، عدة عمليات اغتيال لعلمائها النوويين، كان أبرزهم محسن فخري زادة، خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في عملية بالقرب من العاصمة طهران. حصل اغتيال فخري زادة في ذروة التوتر الإيراني الأميركي بعد انسحاب الأخير من الاتفاق النووي عام 2018.
ووجهت إيران أصابع الاتهام لتل أبيب بالوقوف وراء اغتيال علمائها النوويين، واعلنت خلال العقد الأخير عن اعتقال جواسيس وعملاء وإعدام عناصر قالت إنها كانت مرتبطة بهذه الاغتيالات.