لبنان يبلغ الوسيط الأميركي شفهيًا بمقترح جديد بشأن ترسيم الحدود البحرية
جال الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية جنوباً بين لبنان والسلطات الإسرائيلية آموس هوكشتاين، اليوم الثلاثاء، على المسؤولين اللبنانيين سياسيّين وأمنيّين، لبحث تطوّرات الملف، ربطاً بإعلان شركة “إينرجيان باور” اليونانية البريطانية وصول سفينة وحدة إنتاج وتخزين الغاز الطبيعي إلى حقل كاريش النفطي في البحر ، الذي يقع ضمن منطقة متنازع عليها بين الطرفَيْن.
واستقبل الرئيس اللبناني ميشال عون هوكشتاين، اليوم، بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، حيث جرى التباحث في ضرورة استكمال مفاوضات الترسيم التقنية غير المباشرة بين لبنان واسرائيل. وأكد عون أكد للوسيط الأميركي الحقوق السيادية للبنان في المياه والثروات الطبيعية النفطية، وقدّم له ردّاً شفهياً على المقترح الأميركي الأخير.
كما قدّم عون اقتراحاً جديداً للوسيط الأميركي، لكنه شفهي غير مكتوب، أكد خلاله التمسك بالخط 23 مقابل الحصول على حقل قانا النفطي بالكامل، كما طلب وقف الأعمال الإسرائيلية في حقل كاريش.
وأشارت مصادر القصر الجمهوري إلى أن هوكشتاين شكر عون على الردّ اللبناني، وأكد أنه سينقل المقترح للجانب الإسرائيلي الأسبوع المقبل، وعلى ضوء ذلك يعود إلى لبنان، فطلب منه عون أن يكون الجواب سريعاً نظراً للتطورات التي يشهدها الملف.
وكان عون قد أكد أمس، الإثنين، أن “المحادثات مع الوسيط الأميركي ستتناول موقف لبنان المتمسك بعودة المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، والتي كانت قد توقفت على أثر رفض العدو الإسرائيلي الاقتراح اللبناني باعتبار الخط 29 خطاً تفاوضياً، وبعد رفض الجانب اللبناني للخط رقم 1 وخط هوف”.
ويرتكز المقترح الأميركي على تقاسم الحقول النفطية المتنازع عليها بين لبنان وتل أبيب، واعتماد خط متعرّج من خلال تثبيت حق لبنان في مساحة الـ860 كيلومتراً مربعاً، ما يعني بالتالي أن حقل كاريش يصبح بالكامل للجانب الإسرائيلي، مقابل أن يكون حقل قانا للبنان، عدا عن وقف التفاوض انطلاقاً من الخطوط البحرية سواء 1 أو 23 أو 29 أو هوف، مع الإشارة إلى أن “حزب الله” اللبناني الذي دخل أخيراً على خطّ الملف بشكل علني، كان قد رفض أي تشارك في الحقول، في حين أن هذه المساحة تُعدّ أقلّ بكثير من المساحة الطبيعية للبنان، والمعترف بها وفق الاتفاقيات الدولية، ما يخسّره ثروة نفطية بمليارات الدولارات، بحيث إن لبنان، وعند توقيع تعديل المرسوم 6433 واعتماد الخط 29، وإيداعه الأمم المتحدة مع الإحداثيات، سيحصل على 1430 كيلومتراً مربعاً إضافة إلى المساحة السابقة 860 كيلومتراً مربعاً.
واستقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون الوسيط الأميركي، وتناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية. وجدّد عون موقف المؤسسة العسكرية الداعم لأي قرار تتخذه السلطة السياسية في هذا الشأن، ومع أي خط تعتمده، لما في ذلك من مصلحة لبنان.
إلى ذلك، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع هوكشتاين، الذي تبلّغ الموقف اللبناني الموحَّد من مسألة ترسيم الحدود، والحرص على استمرار الوساطة الأميركية، وفق ما أفاد بيان صادر عن مكتب ميقاتي الإعلامي.
وأضاف البيان أنه تم التأكيد أن مصلحة لبنان العليا تقتضي البدء بعملية التنقيب عن النفط، من دون التخلي عن حق لبنان بثرواته كافة.