مقال بواشنطن بوست: لماذا استمعت الهند لحكومات الدول العربية وليس لمواطنيها المسلمين؟
نشرت صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) مقالا تساءلت فيه كاتبته بارخا دوت عن سبب استماع الهند للحكومات العربية قبل مواطنيها المسلمين بعدما أساءت المتحدثة السابقة باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند نوبور شارما إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم على شاشات التلفاز أوقات الذروة.
وبعد رد فعل عنيف غير مسبوق من الدول ذات الأغلبية المسلمة، عُلقت عضوية شارما من هذا الحزب الحاكم، وطُرد نافين جيندال المتحدث باسم بهاراتيا جاناتا في دلهي الذي غرد أيضا بملاحظات مهينة عن الإسلام.
ومع ذلك، ترى الكاتبة أنه من غير المرجح أن يرسم هذا الخلاف الدبلوماسي أي خطوط حمراء طويلة الأمد حول خطاب اليمين الهندوسي المعادي للمسلمين، وإن حدث شيء فقد تصبح المواقف أكثر تشددا.
من غير المرجح أن يرسم هذا الخلاف الدبلوماسي أي خطوط حمراء طويلة الأمد حول خطاب اليمين الهندوسي المعادي للمسلمين، وإن حدث شيء، فقد تصبح المواقف أكثر تشدد
لكن هذا يجعل بهاراتيا جاناتا المتطرف أكثر عرضة للمساءلة الداخلية عن سبب استجابته للغضب من حكومات 15 دولة ذات أغلبية مسلمة عل الأقل، وعدم تفاعله مع الأذى الذي لحق بأكثر من 200 مليون مواطن مسلم، وفق الكاتبة.
وبحسب المقال فإن الإجابة ربما تكمن في مليارات الدولارات من التجارة والنفط والصادرات الغذائية والتحويلات المالية المعرضة للخطر في هذه البلدان. أو يمكن أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الذي حقق نجاحا كبيرا في تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع العالم الإسلامي، يشعر بأن مكانته الشخصية قد تعرضت للأذى.
وأضافت أنه مهما كان السبب، فقد استغرق بهاراتيا جاناتا والحكومة أياما للتصرف ضد شارما، وفعلا ذلك فقط عندما أصبح الأمر قضية دولية.
وختمت الكاتبة بأن تجاهل الحكومة الهندية للانتقادات المحلية يوضحه ما يصفه الدبلوماسي المتقاعد نافديب سوري بـ “ازدواجية” بهاراتيا جاناتا. ويقول سوري الذي شغل منصب سفير الهند بالإمارات “الحزب يرى أن بإمكان الحكومة والدبلوماسيين ورئيس الوزراء التودد إلى العالم الإسلامي، لكن في الداخل يمكن اتباع سياسات الاستقطاب لتحقيق مكاسب انتخابية.. فهل هذا فشل دبلوماسي للهند؟ لا، إنه فشل سياسي يتعين على الدبلوماسيين إصلاحه”.