خبير: معركة “علم فلسطين” بالقدس كشفت هشاشة المؤسسة الإسرائيلية

قال خبير فلسطيني إن استهداف الاحتلال الإسرائيلي للعلم الفلسطيني في القدس، كشف عن مدى هشاشته، وتعامله ككيان “مهزوز”.
وكثّفت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من قمعها لكل من يرفع علم فلسطين في المناطق المحتلة، حتى بات رفعه من قبل بعض الطلبة الفلسطينيين داخل بعض الجامعات الإسرائيلية يثير قلقا إسرائيليا.
وعملت الأجهزة الاسرائيلية على ملاحقة كل من يرفع العلم الفلسطيني في القدس وفي الداخل الفلسطيني، وظهر ذلك بشكل جلي في الاعتداء الوحشي على المشاركين في جنازة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
حالة مهزوزة
لم تقتصر إزالة العلم على العناصر الأمنية الإسرائيلية، وامتد ذلك إلى قيام المستوطنين بهذه المهمة التي تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى جاهدا إلى اجتثاث أي مظهر فلسطيني، حتى وإن كان ذلك في رمزية العلم، وخاصة في القدس المحتلة.
وفي قراءته للحرب الإسرائيلية على العلم الفلسطيني، أوضح الباحث البارز في شؤون مدينة القدس والمسجد الأقصى، زياد ابحيص، أن “الاحتلال ولأسباب كثيرة أصبح يختصر ويختزل فكرة سيادته المزعومة على مدينة القدس المحتلة في 3 عناصر رمزية أساسية”.
وذكر في حديث معه، أن “العنصر الأولي هو العلم، وهذه حالة مزمنة، فهو يعتبر منذ عام 1968 أن حضور العلم الإسرائيلي هو لإثبات هيمنته وسيادته على القدس، لأنه عندما ضم المدينة في الـ68 كان مركزها ومحيطها عربيا، وبالتالي فقد كانت الوسيلة الوحيدة هذه المسيرة (مسيرة الأعلام الإسرائيلية) والتي كان يصحبها استعراض عسكري في ذاك الوقت”.
وقال ابحيص: “بعد مرور 55 عاما (استكمال احتلال القدس) فما زالت ذات الوسيلة لاستعراض السيادة المزعومة عبر اختراقها بالأعلام، لأنه فشل في اختراق مركز القدس؛ البلدة القديمة ما زال 90 في المئة من سكانها مقدسيين فلسطينيين مقابل 10 بالمئة مستوطنين، والأحياء المركزية في القدس 94 في المئة مقدسيين”.
أما العنصر الثاني، “ساحة باب العمود، أصبحت وكأنها هي ميدان السيادة، بمعنى أنه إذا تمكن من اقتحام البلدة القديمة من خلال باب العمود، فهو سيد المدينة والعكس، وهنا يتأكد للجميع أننا أمام حالة مهزوزة لا تملك أدنى ثقة بنفسها”.
وذكر أن جيش الاحتلال الذي لم يستطع وضع المتاريس الحديدية في ساحة باب العمود العام الماضي وأجبر على تفكيكها، “اليوم ينظر لهذا الأمر، على أنه أحد وسائل استعادة الهيبة والثقة في النفس”.
وبين الباحث، أن العنصر الثالث يتعلق بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك، حيث “بات الاحتلال يشعر بأن استعراض الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى، هي رمز للسيادة”، منوهة إلى أن “هذه العناوين الثلاثة، تعبر عن حالة أزمة لدى إسرائيل النووية، وهي عناصر هزيمة للاحتلال، تعبر عن هشاشته”.
جدير بالذكر، أنه جرى أمس تنظيم “يوم العلم الفلسطيني” ردا على حرب الاحتلال ضده، حيث شهدت مختلف المناطق في الأراضي الفلسطينية المحتلة تفاعلا كبيرا، ورفع أبناء الشعب الفلسطيني في داخل وخارج فلسطين العلم الوطني الفلسطيني، وتم تنظيم العديد من الوقفات والمسيرات الجماهرية الحاشدة.