كيسنجر: لا بد لأوكرانيا أن تتخلى عن بعض الأراضي لروسيا وحذار من إلحاق الهزيمة ببوتين!
حث وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر الغرب على التوقف عن محاولة إلحاق هزيمة ساحقة بالقوات الروسية في أوكرانيا، محذرًا من أن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على استقرار أوروبا على المدى البعيد، وفق تقرير نشرته صحيفة “تلغراف” (Telegraph) البريطانية.
وقال كيسنجر، مهندس التقارب بين الولايات المتحدة والصين بعد الحرب الباردة، في كلمة ألقاها في منتدى دافوس أمس الاثنين إنه سيكون من الخطورة بمكان بالنسبة للغرب الانغماس في مزاج اللحظة ونسيان مكانة روسيا في ميزان القوى الأوروبي.
وذكّر كيسنجر القادة المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي بأن روسيا كانت جزءًا أساسيا من أوروبا على مدى 400 عام، كما كانت الضامن لتوازن القوة في أوروبا في الأوقات الحرجة. ولا ينبغي أن تغيب تلك العلاقة طويلة الأمد عن أذهان القادة الأوروبيين، كما لا ينبغي أن يجازفوا بدفع روسيا إلى الدخول في تحالف دائم مع الصين.
تحذير من إطالة أمد الحرب
وحذر وزير الخارجية الأميركي الأسبق والسياسي المخضرم من إطالة أمد الحرب في أوكرانيا، وقال إن على القادة عدم السماح للحرب بالاستمرار لمدة أطول، وحث قادة الغرب على حمل أوكرانيا على قبول الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع روسيا حتى وإن كانت شروط التفاوض أقل من الأهداف التي تريد الخروج بها من الحرب.
وقال كيسنجر “يجب أن تبدأ المفاوضات خلال الشهرين المقبلين قبل أن تؤدي إلى اضطرابات وتوترات لن يكون من السهولة بمكان التغلب عليها. ومن الأفضل أن يكون الهدف هو العودة إلى الوضع السابق (قبل اندلاع الحرب)”.
وشدد كيسنجر على أن مواصلة الحرب بعد تحقيق ذلك الهدف لن تكون من أجل استعادة حرية أوكرانيا، بل ستكون حربا جديدة على روسيا نفسها.
وأعرب عن أمله في أن يتعامل الأوكرانيون مع الأزمة بحكمة، وقال “آمل أن يقرن الأوكرانيون البطولة التي أظهروها بالحكمة”، مضيفًا أن الدور المناسب لأوكرانيا هو أن تكون دولة محايدة بدلاً من السعي لأن تكون جبهة أمامية أوروبية في الصراع مع روسيا.
انقسام غربي
وتأتي تصريحات كيسنجر وسط مؤشرات متزايدة على أن التحالف الغربي ضد فلاديمير بوتين يشهد تدهورا متناميا مع تفاقم أزمة الغذاء والطاقة وبلوغ العقوبات الغربية على روسيا حدودها القصوى.
ونقلت صحيفة تلغراف عن روبرت هابيك نائب المستشار الألماني قوله خلال مداخلة في منتدى دافوس “إننا نشهد الآن أسوأ ما في أوروبا”، متهما المجر ودولا أخرى بشلّ محاولات باقي دول الاتحاد الأوروبي فرض حظر كامل على استيراد النفط الروسي.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي الأسبق تأتي وسط مؤشرات على انقسام في موقف الساسة الأميركيين بشأن الحرب، بعد تصويت 11 عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ و57 عضوا في الكونغرس الأميركي ضد حزمة المساعدات الضخمة التي تعتزم إدارة الرئيس جو بايدن منحها لأوكرانيا والتي تبلغ قيمتها 40 مليار دولار أميركي.