أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

مخاطر الأسبرين قد تكون أكبر من فوائده

من المتعارف عليه أنّ تناول الأسبرين بشكل يومي بعد سنّ الأربعين يساعد في الوقاية من النوبات القلبية والجلطات الدماغية، إلا أنّ ثمّة من يشكّك في فوائد هذه العادة محذّراً من المخاطر التي قد تتسبّب فيها.

وقد وجد أطباء في الولايات المتحدة الأميركية أنّ الفائدة من تناول الأسبرين لدى معظم الأميركيين صغيرة جداً، وأنّه من المرجّح أن ينطوي الأمر على مخاطر حقيقية. وبحسب ما نقلته صحيفة ذا نيويورك تايمز الأميركية، فإنّ خبراء فرقة الخدمات الوقائية الأميركية عمدوا إلى مراجعة البيانات الخاصة بنظام الأسبرين اليومي المعتمد من أجل الوقاية من النوبات القلبية والجلطات الدماغية لفترة طويلة، ليتبيّن لهم أنّ الفائدة لم تكن عند المستوى المتوقّع.

وعلى مدى ثلاثة عقود، كانت فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية في الولايات المتحدة الأميركية، وهي لجنة مستقلة من الخبراء، تدرس بشكل متزايد تأثيرات الأسبرين في ما يخصّ الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية الأولى. وفي تقرير لها صادر في إبريل/ نيسان الماضي، أشارت الفرقة إلى عدم فاعلية الأسبرين لدى الأشخاص الذين لا تاريخ مرضياً لهم يتعلّق بنوبات قلبية أو جلطات دماغية. كذلك دعت هؤلاء الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً إلى ضرورة توخّي الحذر بشأن نظام الأسبرين للوقاية الأولية.

وبحسب ما نقلت عنه “ذا نيويورك تايمز”، أفاد الدكتور جون وونغ، وهو من أعضاء الفرقة وطبيب رعاية أولية وكبير المسؤولين العلميين المؤقتين في مركز تافتس الطبي في بوسطن، بأنّه “من شأن استخدام الأسبرين أن يؤدّي إلى أضرار صحية، لا سيّما زيادة مخاطر حدوث نزيف داخلي”.

كذلك خلص الخبراء إلى أنّ الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين للوقاية، وقد تعرّضوا بالفعل لنوبة قلبية أو سكتة دماغية في وقت سابق، ويواجهون بالتالي مخاطر أكبر في ما يتعلق بالإصابة بمزيد من النوبات والجلطات، فإنّ الأسبرين يبقى جزءاً من علاجهم وقد يساعدهم في عملية الوقاية. أمّا الأشخاص الذين لم يُصابوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية من قبل، والذين لا يعانون من أمراض القلب، فاستخدام الأسبرين ليس ضرورياً لهم.

تجدر الإشارة إلى أن ملايين الأميركيين من كبار السنّ يعتمدون على تناول الأسبرين بهدف الوقاية، ويكون ذلك في معظم الأحيان من دون أيّ توصية طبية. وبحسب فرقة الخدمات الوقائية الأميركية، فإنّ الأشخاص غير المعرّضين لمخاطر الإصابة بنوبة قلبية أو جلطة دماغية، فإنّ فوائد تناول الأسبرين يومياً ليست كبيرة، لا بل قد يكونون معرّضين لمخاطر النزيف، وهو أمر يهدّد حياتهم. أمّا بالنسبة إلى الأشخاص الذين تُسجّل لديهم مخاطر مرتفعة للإصابة بنوبة قلبية أو جلطة دماغية، فإنّ استخدام الأسبرين قد يكون مهماً لهم.

في سياق متصل، يرى الطبيب وليد عويدات، المتخصص في الطب العام، أنّ “استخدام الأسبرين بعد سنّ معيّنة أتى بداية بهدف الوقاية من التعرّض لأيّ نوبة قلبية، خصوصاً أنّ تغيّرات تطاول جسم الإنسان بعد سنّ الأربعين وتجعله عرضة للأمراض، وقد يُصاب بنوبة قلبية، لذا يوصف الأسبرين”. لكنّ عويدات يوضح في تصريحات صحفية أنّ “هذه الطريقة لم تعد معتمدة من قبل الأطباء (عدد منهم) في الوقت الحالي، إذ يلجأون إلى فحوصات دورية تعطي صورة أوضح عن الأمراض التي قد تصيب الفرد مستقبلاً”.

يضيف عويدات أنّه “من شأن استخدام الأسبرين أن يؤدّي إلى آثار جانبية مشابهة لآثار أيّ دواء يُوصَف لمدّة طويلة، من قبيل إصابات في الكلى. فالأدوية تحتوي على عناصر كيميائية كثيرة من شأنها أن تخلّف ترسّبات في الكلى. كذلك، فإنّ تناول الأسبرين قد يضاعف إمكانية حدوث نزيف داخلي، خصوصاً لدى مرضى السكري، أو تقرّحات في المعدة”.

النسبة إلى عويدات، فإنّ الأشخاص المعرّضين بالفعل لاحتمالات الإصابة بنوبة قلبية أو جلطة دماغية يستطيعون اللجوء إلى أساليب وقائية عدّة غير تناول الأسبرين. ومن بين تلك الأساليب “تغيير نمط العيش من خلال اتّباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة. يُضاف إلى ذلك التوقّف عن التدخين، لأنّ الأخير يُعَدّ سبباً رئيسياً لزيادة نسبة الإصابة بنوبات قلبية وجلطات دماغية. كذلك لا بدّ من الحدّ من التوتر والابتعاد عن مصادر الإزعاج عموماً”.

ويُعَدّ الأسبرين أو حمض ساليسيليسك من أقدم الأدوية وأكثرها شعبية حول العالم، ويُنتج سنوياً منه نحو 25 مليار قرص. هو مضاد غير استرويدي للالتهاب يُستخدم لتسكين آلام مختلفة، وتخفيض درجة الحرارة، وتقليل أعراض التهاب المفاصل، بحسب ما تجمع المراجع ذات الصلة. كذلك فإنّه، في حال استُخدم بكميات قليلة، يسمح بمنع تشكّل خثرات دموية من شأنها أن تتسبّب في نوبات قلبية وجلطات دماغية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى