حرب أوكرانيا.. فنلندا تتخذ خطوة مزعجة لموسكو وواشنطن تتهم روسيا بإدخال النازحين إلى “معسكرات فرز”
خطت فنلندا اليوم الخميس خطوة جديدة نحو الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، ورأت موسكو في ذلك “تهديدا” ولوّحت برد إزاءه من دون تحديده.
وبينما اتهمت واشنطن موسكو بنقل آلاف الأوكرانيين إلى روسيا قسرا بعد إدخالهم إلى ما وصفته بـ”معسكرات فرز”، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين الأوكرانيين بلغ 6 ملايين.
بدورها، أعلنت كييف عن بدء جولة جديدة من المحادثات لإنقاذ جنودها المحاصرين في مصنع آزوفستال في ماريوبول، وأبدت استعدادها لمبادلتهم بأسرى روس.
يأتي ذلك في وقت وافق فيه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأغلبية واسعة على فتح تحقيق في “الفظائع” المرتبكة في أوكرانيا والمنسوبة للقوات الروسية.
خطوة متقدمة
وأعلن رئيس فنلندا ورئيسة وزرائها أمس الخميس أنهما يؤيّدان الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “من دون تأخير”، وأن قرارا رسميا سيتّخذ في نهاية الأسبوع، بعدما أحدثت حرب روسيا على أوكرانيا تحوّلا سريعا في الرأي العام في البلد.
وتفصل حدود يبلغ طولها 1300 كلم بين فنلندا وروسيا. والتزمت هلسنكي بعدم الانحياز العسكري على مدى عقود.
وسارع الكرملين لانتقاد هذا القرار، وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف إن عضوية فنلندا في حلف الناتو ستشكل بالتأكيد تهديدًا لروسيا.
كما أكدت الخارجية الروسية في بيان أنه إذا تحققت العضوية فإن موسكو “ستكون ملزمة باتخاذ إجراءات عسكرية تقنية بالمثل وغيرها من الإجراءات لإنهاء التهديدات لأمنها القومي”، داعية هلسنكي إلى “إدراك مسؤولياتها”.
وعلى الجانب الغربي، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ والمستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمهم فنلندا، وكذلك فعل أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ الأميركي.
وقال ستولتنبرغ إنه إذا قررت فنلندا الانضمام ستستقبل بحرارة داخل الحلف، واعدا بعملية “سلسة وسريعة”.
وهنأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الرئيس الفنلندي بالخطوة خلال اتصال هاتفي، كما قال في تغريدة.
تحقيق أممي
وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأغلبية واسعة أمس الخميس على فتح تحقيق في “الفظائع” المرتبكة في أوكرانيا والمنسوبة للقوات الروسية.
وتبنّى مجلس حقوق الإنسان في جنيف قرارا يستهدف روسيا خلال جلسة استثنائية بأغلبية 33 صوتا ومعارضة عضوين (الصين وإريتريا) وامتناع 12 عضوا عن التصويت بينهم الهند والسنغال والكاميرون.
وطلب المجلس من اللجنة الدولية المختصة إجراء “تحقيق” في انتهاكات حقوق الإنسان التي تتهم القوات الروسية بارتكابها في مناطق كييف وتشرنيهيف وخاركيف وسومي نهاية فبراير/شباط ومارس/آذار 2022 “بهدف محاسبة المسؤولين عنها”.
وكانت كييف قد نجحت خلال اجتماع للمجلس في الرابع من مارس/آذار الماضي في إقناع الأعضاء بتبني قرار يقضي بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة على وجه السرعة، تنظر في الوضع في أوكرانيا منذ بدء الهجوم يوم 24 فبراير/شباط الماضي.
وتتهم كييف ومن ورائها الغرب القوات الروسية بارتكاب انتهاكات في أوكرانيا قد تصل إلى مستوى “جرائم حرب”، وهو ما تنفيه موسكو وتعتبره دعاية ضدها.
محاصرو ماريوبول
بدأت أوكرانيا جولة جديدة من المحادثات لإنقاذ جنودها المحاصرين منذ أسابيع في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول، بعد أن نجحت في إجلاء المئات من المدنيين من المكان.
وقالت إيرينا فيريشوك نائبة رئيس الوزراء “بدأنا جولة جديدة من المفاوضات”، وفقا لما ذكرته صحيفة “أوكراينسكا برافدا” مساء أمس الخميس.
وتابعت أن كييف منحت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر التفويض لعقد محادثات مع الجانب الروسي، وأن تركيا تقوم حاليا بدور الوسيط.
وأضافت فيريشوك “نود أن يكون هناك اتفاق موقّع حول كيفية تنفيذ الإجلاء من مصنع آزوفستال، ونحن مستعدون للتوقيع”. وقالت إن الهدف هو إجلاء متعدد المراحل، مشيرة إلى أن إنقاذ 38 مقاتلا لديهم إصابات خطيرة في صدارة الأولويات.
وتابعت “إذا تم ذلك، فإننا بالتالي سنقوم بالمزيد من الخطوات”، وأوضحت أن أوكرانيا مستعدة لتبادل سجناء حرب روس مقابل المصابين في آزوفستال”.
ورفضت روسيا حتى الآن أي إجلاء لآخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع الصلب مترامي الأطراف في مدينة ماريوبول الساحلية، وطالبت الأوكرانيين الموجودين في المصنع بالاستسلام.
نقل قسري
اتهمت الولايات المتحدة أمس الخميس الجيش الروسي بأنه نقل “قسرا” إلى روسيا “آلافا عدة” من الأوكرانيين منذ بدء الحرب يوم 24 فبراير/شباط الماضي، غالبا من خلال “معسكرات فرز” حيث يتعرضون لمعاملة “قاسية”.
وقال السفير الأميركي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مايكل كاربنتر أمس الخميس إن “الولايات المتحدة تقدّر أن القوات الروسية نقلت آلافا عدة من الأوكرانيين إلى معسكرات الفرز هذه، وأجلت عشرات الآلاف على الأقل إلى روسيا أو إلى أراض تسيطر عليها روسيا، وأحيانا دون أن تُبلغ من تم إجلاؤهم بوجهتهم النهائية”.
وأضاف في خطاب ألقاه في فيينا “نقدّر أن القوات الروسية نقلت قسرا آلافا عدة من المدنيين نحو الأراضي الروسية”.
وتحدث الدبلوماسي عن شهادات حول “استجوابات وحشية” تترافق مع “تعذيب” داخل “معسكرات الفرز” تلك، بهدف تحديد أي شخص لديه أدنى ولاء لأوكرانيا.
6 ملايين لاجئ
أفادت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة في جنيف بأن أكثر من 6 ملايين أوكراني فروا من بلدهم منذ بدء الهجوم الروسي يوم 24 فبراير/شباط الماضي.
وذكر موقع المفوضية أنه حتى 11 مايو/أيار الجاري لجأ 6 ملايين و29 ألفا و705 أوكرانيين أولا إلى بلدان محاذية قبل أن يواصلوا طريقهم غالبا إلى دول أخرى. وتستضيف بولندا أكبر عدد من اللاجئين، قدّر حتى التاريخ المذكور بثلاثة ملايين و272 ألفا و943 أوكرانيا.
ويشكل النساء والأطفال 90% من هؤلاء اللاجئين كون الرجال بين 18 و60 عاما لا يحق لهم المغادرة. والملاحظ أن التدفق اليومي للاجئين تراجع تراجعا ملحوظا منذ بدء العمليات القتالية.