أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

ما حقيقة الأنباء عن انسحاب جزئي لقوات روسيا من سوريا؟

تتواتر أنباء عن تنفيذ القوات الروسية في سوريا عمليات إعادة تموضع وانسحاب جزئي من بعض المناطق، عن انحسار النفوذ الروسي، لحساب تعاظم نفوذ إيران التي تتولى مهمة ملء الفراغ بالتنسيق مع الروس.

وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، كانت الجغرافيا السورية مسرحا لإعادة عمليات انتشار نفذتها القوات الروسية، وفق ما أكدت مصادر عديدة، ومنها صحيفة “موسكو تايمز” (معارضة) الروسية المستقلة.

وحسب الصحيفة، اضطر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تقليص العمليات في سوريا، لدعم الحملة المتوقفة لضم إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، مؤكدة نقلاً عن مصادر خاصة، أن القوات الروسية انسحبت من نقاط عسكرية.

ولم تكشف الصحيفة عن المواقع التي انسحبت منها القوات الروسية، لكن مصادر محلية متطابقة أكدت أن النقاط التي شهدت تحركات روسية عسكرية هي مطار القامشلي بالحسكة، ومطار التيفور بحمص، ونقاط عسكرية في الجنوب السوري، كاشفة عن زيادة تواجد الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري في هذه المناطق وغيرها.

وما يؤكد ذلك، قيام الاحتلال الإسرائيلي بقصف مواقع عسكرية تسجل تواجداً للميليشيات المدعومة من إيران في القنيطرة جنوب سوريا.

وحسب الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، فإن القصف الأخير على القنيطرة، الذي جاء بعد زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد لإيران، وبعد الأنباء عن زيادة الحضور العسكري الإيراني في سوريا، يأتي في إطار الرد المباشر من الاحتلال.

وأشار السعيد إلى التقارير العبرية التي تتحدث عن مخاوف الاحتلال من تمدد إيران في سوريا، استغلالاً من طهران لانشغال موسكو بغزوها أوكرانيا، منوها بزيادة مخاوف الاحتلال من نتائج زيارة الأسد الأخيرة لطهران.

لكن الخبير العسكري والباحث بالشأن الإيراني، ضياء قدور، أشار إلى غياب التصريحات الروسية عن الانسحاب الجزئي من سوريا، مضيفاً بقوله: “يبدو أن تقليل روسيا لعدد قواتها في سوريا صار أمراً واقعاً”.

تغيّر الأولويات الروسية

ويرى، أن هذه التحركات لا تعني أن روسيا تخلت عن سوريا بالكامل، مبيناً أن “أوكرانيا أصبحت أولوية بالنسبة لروسيا حاليا، وتأتي سوريا في المرتبة الثانية، وهذا يترك هامشا بسيطاً لإيران للمناورة فيه”.

ويتابع قدور، أن روسيا لن تترك الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام إيران، وإنما قد تضطر، مجبرة لا راغبة، إلى زيادة هامش المناورة لإيران بسبب تغير الأولويات، وهو ما قد تستغله الأخيرة وتحديداً في شرق سوريا.

ويعني تمدد إيران العسكري النسبي في سوريا، أن منسوب التهديد الإيراني لإسرائيل يرتفع، وبدأت مؤشرات ذلك، من خلال القصف الصاروخي الإسرائيلي للقنيطرة، الذي كان بمثابة رد عملي لزيارة الأسد إلى طهران، مرجحاً أن تشهد المرحلة المقبلة مجموعة من التحديات الإسرائيلية والمخاطر الإيرانية في المقابل.

ويضيف قدور، أن الضربات الصاروخية الأخيرة لم تأت متناسبة مع عدد طلعات السطع الجوية من جانب إسرائيل، من دون أن يستبعد زيادة الضربات في المدى القريب.

وباختصار، يمكن القول بحسب الباحث، إن الانحسار الجزئي للتواجد العسكري الروسي، لن يؤدي إلى تبدلات جوهرية في المعادلة السورية، وتغير كبير في المشهد، الذي قد يشهد زيادة عدد الضربات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية، بسبب توسع نفوذ ميليشيات الأخيرة.

في المقابل، يؤكد الباحث في الشؤون العسكرية، النقيب رشيد حوراني، أن روسيا لا زالت المتحكمة بالقرار العسكري في سوريا، مدللا على ذلك بعدم رد النظام السوري وإيران على الضربات الإسرائيلية المتكررة.

ويقول، إن روسيا لا زالت متمسكة بالبقاء في سوريا، ومن الواضح أن سحب القوات الروسية يأتي في إطار رغبة موسكو بالاستفادة من خبرات وحداتها القتالية التي اكتسبتها من تواجدها في سوريا، بمعارك أوكرانيا.

ولا يعرف عدد القوات الروسية في سوريا، إلا أن مصادر متعددة تصفه بالعدد المتواضع، سيما وأن روسيا اعتمدت على وحدات قتالية من الشيشان للانتشار العسكري في سوريا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى