استشهاد شيرين أبو عاقلة أحزن العالم وأغضب العرب..
أدانت العديد من الدول والمنظمات مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة (51 عاما) الأربعاء برصاصة في الرأس خلال عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وتصاعدت مطالبات تركية وعربية ودولية بتحقيق شامل وسريع في مقتل مراسلة قناة “الجزيرة” القطرية، فيما شهدت مدن عربية عديدة احتجاجات شعبية نددت بممارسات إسرائيل بحق الفلسطينيين.
واتهمت كل من شبكة “الجزيرة” والسلطة الفلسطينية إسرائيل بتعمد قتل شرين أبو عاقلة (51 عاما) بإطلاق النار عليها بينما كانت تمارس عملها.
وفي البداية، قال الجيش الإسرائيلي إن تقديراته الأولية تفيد بأنها “قُتلت برصاص مسلحين فلسطينيين”، قبل أن يتراجع بقوله إنه “لا يستبعد أيا من الفرضيات”.
صدمة وحزن دوليان
أدان رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون وعبر حسابه بتويتر، قتل الجنود الإسرائيليين لأبو عاقلة.
وطالب بإجراء تحقيق سريع وشفاف وشامل ومحاسبة المسؤولين، معربا عن حزنه الشديد جراء مقتل الصحفية.
وفي واشنطن، غرد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، تويتر، قائلا “نشعر بالحزن العميق وندين بشدة مقتل أبو عاقلة”، داعيا لفتح تحقيق فوري ومحاسبة الجناة
وكتب السفير البريطاني لدى إسرائيل، نيل ويغان، في تغريدة: “إنني حزين للغاية للوفاة المأساوية”، داعيا إلى فتح تحقيق “سريع وشامل وشفاف”.
وعبر توتير، قالت متحدثة الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، روزي دياز،”صدمني وأحزنني خبر مقتل أبو عاقلة”.
فيما أعربت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان عن “صدمتها الشديدة” بمقتل أبو عاقلة، داعية لفتح تحقيق شفاف في الحادثة.
وقال وزير خارجية هولندا فوبكه هوكسترا: “مصدوم من الوفاة المأساوية لصحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة”.
وأكدت الخارجية الإسبانية، أن “الحوادث الخطيرة” المتعلقة بمقتل أبو عاقلة يجب “التحقيق فيها وتوضيحها”.
احتجاجات وإدانات عربية
كان رحيل “شيرين أبو عاقلة” بمثابة شرارة لانطلاق حراك عربي متزامن لأول مرة منذ سنوات.
ففي فلسطين، لايزال الغضب مشتعلا مع بيانات من الرئاسة والخارجية منددة بمقتل الصحفية الفلسطينية، وسط تظاهر العشرات في مدينة القدس الشرقية، أمام منزل “أبو عاقلة”، بجانب عدة مناطق بالضفة الغربية،
وفي قطاع غزة التجمع بإشعال الشموع حدادا على رحيلها ، والهتاف باسمها في مباراة بدوري الدرجة الممتازة لكرة القدم بالقول “الشعب حزين عليك يا شيرين”.
وفي قطر، أدانت الخارجية، بأشد العبارات، اغتيال شيرين أبو عاقلة مراسلة فضائية “الجزيرة”، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، واصفة ما حدث بأنها “جريمة شنيعة”،/ مطالبة بتحرك دولي ضد سلطات الاحتلال.
كما نظم العاملون في شبكة الجزيرة القطرية، الأربعاء، وقفة احتجاجية داخل مقرها بالعاصمة الدوحة، تنديدًا باغتيال مراسلة الفضائية شيرين أبو عاقلة.
وفي مصر، عدت الخارجية المصرية، في بيان قتل أبو عاقلة “جريمة نكراء وانتهاك صارخ للقانون الدولي”، مطالبة ببدء تحقيق فوري شامل يحقق العدالة الناجزة.
وفي الأردن، ووصف المتحدث باسم الحكومة فيصل الشبول، اغتيال أبو عاقلة بـ”جريمة نكراء ارتكبت بدم بارد”، وعدها وزير الخارجية أيمن الصفدي، “جريمة بشعة”.
بينما شارك عشرات الأردنيين، بوقفة احتجاجية، قرب سفارة إسرائيل بالعاصمة عمان، تنديدا “أبو عاقلة”.
وفي لبنان، أدان الرئيس ميشال عون، ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، “جريمة قتل أبو عاقلة”، بينما نظم عشرات وقفة احتجاجية أمام مقر للأمم المتحدة في بيروت، للمطالبة بمحاسبة قاتليها.
وفي السودان، أدانت الخارجية، بشدة قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي للصحيفة الفلسطينية، شيرين أبو عاقلة، داعية إلى إجراء تحقيق دولي، بينما شهد مقر مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم، وقفة تضامنية.
وفي المغرب، نظم صحفيون وناشطون وقفتين، أحدهما بمدينة مراكش والأخرى أمام سفارة فلسطين بالعاصمة الرباط تنديدا بجريمة قتل الجيش الإسرائيلي الصحفية شيرين أبو عاقلة.
وفي ليبيا، أدان رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، ووزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، قتل أبو عاقلة.
وفي الكويت، عدت الخارجية اغتيال “أبو عاقلة” جريمة نكراء تتحملها سلطات الاحتلال، داعية المجتمع الدولي لفتح تحقيق.
كما أدانت الخارجية اليمنية في بشدة اغتيال أبو عاقلة داعية “إلى محاسبة مرتكبي الجريمة وتقديمهم للمحاكمة”.
كما قالت الخارجية التونسية، إن جريمة اغتيال أبو عاقلة برصاص قوات الاحتلال الغادر تعد سافر على حرية الإعلام، داعية المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية.
إدانات منظمات وهيئات دولية وعربية
شهدت جريمة اغتال صحيفة قناة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، إدانات من منظمات وهيئات دولية ، ودعوات بفتح تحقيق سريع وشامل فيها.
وجاء ذلك في بيانات منفصلة صادرة عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ومتحدث السلك الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي، مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، ومنظمة العفو الدولية، والمعهد الدولي للصحافة.
وهي مطالب وإدانات صدرت بعضها من نقابات وأحزاب وهيئات وشخصيات عربية، مثل نقيب الصحفيين اللبنانيين جوزيف القصيفي، و نقابة الصحفيين في كل من العراق، ومصر، وحملات توقيعات لصحفيين مصريين، بجانب نقابة المهندسين الأردنيين، ومركز “حماية الصحفيين” بالأردن (خاص)، والمركز الليبي لحرية الصحافة (غير حكومي).
كما أدانت مقتل “أبو عاقلة” الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، ورئيس مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي، مرزوق الغانم، بجانب جماعة الإخوان وجمعية الصحفيين البحرينية، واللجنة التمهيدية للصحفيين وأحزاب الأمة القومي والتجمع الاتحادي وحزب البعث العربي بالسودان، وفق بيانات منفصلة.
كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي، والجامعة العربية، مقتل الإعلامية الفلسطينية، فيما عدها الأزهر، “جريمة بحق الصحافة والصحفيين تبرهن بقوة أمام العالم على بشاعة هذا الكيان الغاشم”.
وكانت أبو عاقلة من أوائل المراسلين الميدانيين لقناة “الجزيرة” القطرية، وانضمت إلى الشبكة 1997 أي بعد عام واحد فقط من انطلاقها.
وهي من مواليد القدس عام 1971، وحاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك بالأردن، وتحمل أيضا الجنسية الأمريكية.