سخنين: لقاء بين “إفشاء السلام” القطرية وشخصيات من المدينة لتشكيل لجنة إفشاء سلام محلية
طه اغبارية
التقت لجنة “إفشاء السلام” القطرية (المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا) برئاسة الشيخ رائد صلاح، أمس الأحد، رئيس بلدية سخنين د. صفوت أبو ريا وأعضاء اللجنة الشعبية وشخصيات اعتبارية من المدينة، في لقاء هدف إلى تشكيل لجنة إفشاء سلام محلية في سخنين كما بحث اللقاء طرق تطوير وتعزيز السلم الأهلي في المجتمع العربي بالداخل الفلسطيني.
شارك في اللقاء من طرف “إفشاء السلام القطرية” إلى جانب الشيخ رائد صلاح: الأستاذ توفيق محمد جبارين سكرتير اللجنة والسيد مجدي أبو الحوف رئيس “إفشاء السلام” في إقليم الشاغور ومثلث يوم الأرض. بينما شارك من طرف سخنين إلى جانب رئيس البلدية كل من السادة: وليد غنايم، ماجد أبو يونس، غزال أبو ريا، محمود شاهين وفؤاد أبو ريا.
في البداية، رحّب الدكتور صفوت أبو ريا رئيس بلدية سخنين بوفد “إفشاء السلام القطرية”، مثنيا على مشروع “إفشاء السلام” الذي أطلقته لجنة المتابعة العليا ويترأسه الشيخ رائد صلاح، وأبدى أبو ريا استعداد بلدية سخنين وأهلها للتعاون الكامل مع المشروع بما يضمن تشكيل لجنة محلية تمثل كافة الشرائح والمكونات الاجتماعية والسياسية والدينية في المدينة، مشيرا إلى أن سخنين تشهد حراكا بهذا الخصوص من خلال التعاون بين البلدية واللجنة الشعبية ولجنة الصلح في المدينة، ونوّه إلى الحاجة إلى تعميق قيم إفشاء السلام داخل سخنين والمجتمع العربي عموما من أجل خير المجتمع بكل أبنائه ومكوناته.
بدوره استعرض الشيخ رائد صلاح، أهداف مشروع “إفشاء السلام” وغاياته الكبرى بأبعادها الوقائية والعلاجية والردعية، وتطرق إلى المسيرة التي قطعها المشروع في الداخل الفلسطيني عبر تشكيل لجان إفشاء سلام محلية في معظم البلدات العربية في الداخل بالنقب والمثلث والجليل والمدن الساحلية، كما تناول البرامج المستقبلية للمشروع مثل إقامة مؤتمر عام جامع لكل اللجان إلى جانب تشكيل لجان أخرى في المدارس وغيرها وصولا إلى توقيع “ميثاق السلم الأهلي في مسيرتنا الفلسطينية” في كافة البلدات العربية، وتناول الخطوات العملية التي يجب القيام بها من أجل تطوير وتنشيط عمل اللجان المحلية في كل بلد بحيث يكون لكل لجنة دورها الفاعل على الصعيدين المحلي والقطري.
تلى ذلك، مداخلات من الحضور، حيث رحّب السيد وليد غنايم بالمشروع، داعيا إلى أن تشمل اللجنة في سخنين كافة الشرائح في المدينة، مشدّدا على أن المشروع لا ينبغي أن يكون بديلا عن دور الشرطة التي يجب الضغط عليها للقيام بمسؤولياتها.
من جانبه، ثمّن السيد ماجد أبو يونس جهود الشيخ رائد صلاح والقائمين على المشروع، مشدّدا على ضرورة تضافر كافة الجهود داخل كل بلدة من أجل محاصرة العنف، مثنيا على اهداف المشروع الوقائية والعلاجية والردعية والآليات المقترحة لتمرير أهداف المشروع، كما دعا إلى الاستفادة من تجارب بلدات نجحت في وضع آليات للحد من العنف مثل دير حنا وغيرها من البلدات، وأشار إلى أن “سخنين بالرغم من النسبة القليلة للعنف لكنها مستعدة للتعاطي الكامل مع المشروع من أجل ترسيخ الأمن والأمان في المجتمع العربي عموما”.
بدوره أكد السيد غزال أبو ريا أن مشروع “إفشاء السلام” بحسب أهدافه يطرح تصورا شاملا لكل الشرائح في كل بلد، معتبرا أن الوصول إلى أعلى درجات من النجاح في تأصيل المشروع بحاجة إلى تشابك بين كافة الأطر في كل بلدة عربية.
مركّز اللجنة الشعبية في مدينة سخنين، السيد محمود شاهين، أبدى التعاون الكامل مع المشروع من أجل الخروج بحلول ناجعة للحد من العنف والجريمة في المجتمع العربي، وأوضح أن التعاون بين اللجنة الشعبية في سخنين وبين البلدية والأطر الأخرى كان مهما في وضع حلول للعديد من المشاكل والأزمات، ولفت إلى “ضرورة التعاون بين كافة الأحزاب في ظل ترهل العمل الحزبي”، كما دعا إلى تحييد الخلافات بين القوى بخصوص الانتخابات المحلية وانتخابات الكنيست وضرورة الإجماع على ملف محاربة العنف والجريمة، واقترح شاهين لتخفيف الحساسيات بين المكونات الحزبية والاجتماعية في البلدات العربية استبدال مسمى “رئيس لجنة” بمركز اللجنة أو سكرتيرها.
إلى ذلك، وبعد أن أشاد بالمشروع، دعا السيد فؤاد أبو ريا إلى البحث عن آليات لإيجاد حلول لعناوين العنف والجريمة في كل بلدة، هذا إلى جانب تشكيل المزيد من الضغط على الشرطة كي تقوم بواجبها بهذا الخصوص، وتحدث عن تجربة سخنين في هذا الشأن عبر تنظيم لقاءات مع عناوين العنف وما أثمرته مثل هذه اللقاءات عبر الحد من مظاهر العنف في المدينة.
الشيخ رائد صلاح، أيّد مقترح السيد فؤاد أبو ريا، مشيرا إلى أنه اقترح على الإدارة العامة، وبعد انهاء بناء لجان محلية في كل البلدات العربية، القيام بمبادرات لفتح حوارات مع عناوين العنف في كل بلد، وأبدى تفاؤله بهذا الخصوص، موضحا أنه “من خلال الحوار مع هذا العالم ربما نساهم بتغييره نحو الأفضل وأن نحد من تصرفاته السلبية، لأنه لا يوجد إنسان، شريرا بطبيعته وحتى الشرير ليس شرطا أن يموت شريرا، فقابلية التغيير لديه موجودة، وهذه الظاهرة كانت موجودة في تاريخنا وقد سمّوا بالعيارين والطرارين (قطاع الطرق واللصوص) وقد جرى التعاطي معهم عبر آليات ساهمت في تحويل الكثير منهم من الشر إلى الخير”. على حد تعبير الشيخ رائد.