تقدير إسرائيلي: انتهاء رمضان لا يعني توقف التوتر بالمنطقة
بعدما شهده قطاع غزة في الأيام الأخيرة من توتر أمني تمثل بقصف الاحتلال لعدة مواقع للمقاومة، تبدي الأوساط الاسرائيلية قناعتها بأنه بعد انقضاء شهر رمضان، فإن التوترات الشديدة والاستنفار الأمني في القطاع يتوقع له أن يستمر حتى منتصف مايو/ أيار في ذكرى النكبة.
يوآف ليمور، الخبير الأمني في صحيفة “يسرائيل هيوم”، ذكر في مقال أن “شرطة الاحتلال ستحاول استثمار القوات في تأمين المسجد الأقصى، وفي البلدة القديمة وشرقي القدس، ومن المتوقع أن يكون الأسبوع المقبل عاصفًا للغاية، حيث من المتوقع أن تزور مجموعات كبيرة من المسيحيين الأماكن المقدسة في المنطقة، بجانب المصلين المسلمين الذين سيستمرون في زيارة المسجد الأقصى، مع حظر اقتحامات اليهود بقرار حكومي حتى نهاية شهر رمضان”.
وأضاف أن “هذه الخطوة تم اتخاذها العام الماضي، في محاولة لتقليل الاحتكاك في القطاع، مع إرسال حماس لرسائل عبر مصر وقطر بأنها مصممة على عدم تفاقم الوضع في الجنوب، ورغم ذلك فإن تل أبيب ليست متأكدة من أن غزة ستبقى هادئة، لأن حولها عددا غير قليل من العناصر الأخرى التي قد تتسبب باندلاع المواجهة القادمة، مع العلم أن أي تصعيد في المسجد الأقصى تشجعه حماس، لكنه سيشعل على الفور الوضع في الجبهة الجنوبية أيضًا، حيث غزة”.
تبدي المحافل الأمنية والعسكرية الإسرائيلية قناعتها بأنها أمام “لعبة خطيرة” قد تخرج عن نطاق السيطرة، لذلك سيواصل الجيش البقاء في حالة تأهب قصوى، وزيادة القوات حول القطاع في الأسابيع المقبلة، رغم أن الضفة الغربية بقيت هادئة خلال الأسبوع الماضي، وبالتالي خفض الجيش من نشاطه العدواني، لكنه حصل على الموافقة لتجنيد ست كتائب احتياط، ومن المقرر أن تحل قريباً محل القوات المنتشرة منذ أكثر من شهر في منطقة التماس.
في الوقت ذاته، ترقب الأوساط الإسرائيلية الهدوء النسبي لفلسطينيي 48، لكن الجيش والمخابرات لا يزالان حذرين من قرب انفجار شديد، وما زال الشغل الشاغل لديهما هو تأثير الأحداث على الأقصى، كما هو الحال في القطاعات الأخرى، في غزة والضفة.
صحيح أن شهر رمضان سينتهي الأسبوع المقبل، لكن من المتوقع أن تستمر التوترات واليقظة الشديدة على الأقل إلى ما بعد ذكرى النكبة، ويتوقع الإسرائيليون أن تبقى كل هذه القطاعات الأربعة متفجرة للغاية، وتعترض الاحتلال فيها محاولة لتحييد الألغام، وإخماد الحرائق، وخشية إسرائيلية من تكرار أخطاء العام الماضي، حين وقعت معركة سيف القدس، وفاجأت الاحتلال بصورة مباغتة.
الخلاصة الإسرائيلية أن المستويات السياسية والأمنية والعسكرية تخشى عدم استخلاص الدروس من أحداث رمضان الماضي، في مواجهة العوامل المتعددة التي قد تتسبب بإشعال النار في المنطقة، ما يعني أن التحدي الرئيسي لا يزال أمام الاحتلال، حتى لو انتهى شهر رمضان دون مواجهة عسكرية واسعة.