الشرطة تستمر بدعايتها التحريضية: وتتخوف من اشتعال في بلدات الداخل
يدعي جهاز الأمن الإسرائيلي القلق حيال إمكانية انتقال المواجهات في المسجد الأقصى إلى المدن والبلدات العربية في أراضي الـ48 وأنه يوجد تخوف من أن “الغليان” في المجتمع العربي من المشاهد في الحرم القدسي، حيث يقتحم المكان آلاف المستوطنين وقوات الشرطة، قد يشعل الوضع في المجتمع العربي.
وقال مندوب الشرطة الإسرائيلية خلال مداولات لتقييم الوضع عقدها جهاز الأمن أمس، الأربعاء، إن 57 مواطنا عربيا اعتقلوا في الأيام الأخيرة. واستمرارا للدعاية التحريضية، زعم مندوب الشرطة أن معظم الناشطين “اعتقلوا في أعقاب أعمال شغب، إغلاق شوارع وإلقاء حجارة هم من سكان وادي عارة والناصرة والفريديس”، حسبما نقل عنه موقع “واينت” الإلكتروني اليوم، الخميس.
إلا أن حملة الاعتقالات في المجتمع العربي، في الأيام الأخيرة ونهاية الأسبوع الماضي، طالت ناشطين كان غالبيتهم العظمى يتجهون إلى مواقع ستجري فيها وقفات احتجاجية، واعتقلوا في الشوارع وسط تنكيل شديد، وبحيث لم ينجح أي من الناشطين من الوصول إلى موقع الوقفات الاحتجاجية.
وتهدف ممارسات الشرطة هذه واستخدام العنف المفرط ضد الناشطين إلى التخويف ومنع الاحتجاجات السلمية، بزعم “استخلاص الدروس من أحداث أيار/مايو”، العام الماضي، وأن الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) لم تكن مستعدة لها. وخلال الأيام الأخير لم تشهد الغالبية الساحقة من المدن والبلدات العربية أي مواجهات.
ويدل على ذلك الإفراج عن الغالبية العظمى من المعتقلين، وتحويلهم إلى الاعتقال المنزلي لأيام معدودة، بعدما رفضت المحاكم حبسهم أو فرض اعتقال منزلي على الناشطين لفترات أطول، وفي بعض الحالات رفضت المحاكم استئنافات قدمتها الشرطة بهذا الخصوص.
ويأتي ذلك في أعقاب التصعيد في المسجد الأقصى الذي بادرت إليه الشرطة بالتعاون مع المستوطنين الذين ينفذون اقتحامات استفزازية في الحرم القدسي، ويروجون إلى “ذبح قرابين” في المسجد، بادعاء حلول عيد الفصح اليهودي.
وفي الأيام الأخيرة، اعتدت الشرطة على المصلين في الحرم القدسي أثناء محاولتها إخلاءهم من المكان وفتح طريق أمام المستوطنين هناك. وأظهرت مقاطع فيديو عديدة من ساحات المسجد الأقصى اعتداء أفراد شرطة الاحتلال على المصلين بالضرب بهرواتهم دون سبب يذكر، وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المصلين الذين يعتكفون داخل المساجد في الحرم.