تقرير: “مؤشرات إيجابية” لوقف التصعيد وتسريح المعتقلين بوساطة مصرية
أكدت مصادر مصرية خاصة مطلعة على جهود الوساطة التي تقوم بها القاهرة بين حكومة الاحتلال والفصائل الفلسطينية، لمنع التصعيد في الأراضي المحتلة عقب اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى صباح أمس الجمعة، أن هناك مؤشرات إيجابية تشير إلى اتجاه الأوضاع نحو الهدوء خلال الساعات القادمة، وذلك في أعقاب سلسلة من الاتصالات التي جرت على مدار اليوم.
وبحسب المصادر، فإن المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري تواصلوا مع قيادة “حماس” ومع المسؤولين في حكومة الاحتلال، ما أسفر عن التوصل لاتفاق بشأن المعتقلين الذين اعتقلتهم سلطات الاحتلال خلال المواجهات التي شهدتها القدس اليوم.
ووفقا للمصادر فإن “الوساطة المصرية التي تخللها تنسيق مع المسؤولين في دولة قطر”، سيتم بموجبها إطلاق سراح كافة المعتقلين الذين تجاوزت أعدادهم 400 معتقل في الساعات الأولى من صباح الغد.
ووفقا للمصادر، فإن مسؤول ملف الاتصالات مع حكومة الاحتلال محمود السيسي نجل الرئيس المصري، توجه برفقة اثنين آخرين من المسؤولين المصريين، في زيارة خاطفة ظهر اليوم الجمعة إلى تل أبيب، بهدف قيادة وساطة مباشرة في ظل وصول التصعيد لمستوى خطر يهدد بانفجار الوضع مجددا مع قطاع غزة.
وأضافت المصادر، فإن تعليمات مصرية صدرت للشركة العاملة في عمليات إعادة الإعمار في غزة بوقف العمل مؤقتا، في ظل استنفار مقاتلي الفصائل في القطاع تحسبا لموجة تصعيد جديدة حال فشل جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وأطراف أخرى.
وقالت المصادر إن الموقف المصري الرسمي الصادر اليوم المتمثل في بيان الخارجية المصرية، وما تضمنه من تأكيد على أن المسجد الأقصى كاملا يعد وقفا إسلاميا خالصا، مثّل رسالة طمأنة للفصائل التي أكدت على ضرورة إنهاء آلية التقسيم الزماني والمكاني للأقصى.
وبحسب المصادر، فقد طالبت القاهرة قيادة “حماس” بضبط الأوضاع في قطاع غزة، مؤكدة مخاوفها بشأن حدوث أي خطأ قد يؤدي لعمليات إطلاق صواريخ من القطاع بشكل يدفع الأوضاع إلى نقطة لا يمكن الرجوع عنها.
بالتوازي مع ذلك، أفادت حركة “حماس”، في بيان مساء أمس، أن وزير الخارجية القطري نائب رئيس الوزراء، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نقل رسالة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، “ترتبط بالأحداث الجارية داخل فلسطين، وخاصة في القدس والأقصى”، دون مزيد من التفاصيل.
واشنطن تدعو لـ”ضبط النفس”
في الأثناء، أعربت الولايات المتحدة عن “قلقها العميق” إزاء ما يجري في المسجد الأقصى، ودعت إلى “ممارسة ضبط النفس وتجنب الأعمال والخطابات الاستفزازية، والحفاظ على الوضع التاريخي في المسجد الأقصى”، الذي وصفته كذلك “جبل المعبد” تماشيًا مع التسمية الصهيونية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، في بيان: “ندعو الفلسطينيين والمسؤولين الإسرائيليين إلى العمل على نحو تعاوني لخفض التوترات وضمان سلامة الجميع”.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في أحدث إحصائيّة له اليوم الجمعة، إن طواقمه تعاملت مع نحو 224 إصابة في ظل تصاعد حدّة اعتداءات جيش الاحتلال في القدس والضفة الغربية.
وأوضح الهلال الأحمر أن الإصابات التي تعامل معها تراوحت بين الرصاص الحي، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت، والاعتداء بالضرب.
وفي بلدة بيتا جنوب نابلس، أصيب العشرات بالاختناق خلال مواجهات اندلعت على مدخل البلدة، إسنادًا للقدس وعقب تشييع جثمان الشهيد فواز حمايل.
كما أصيب العشرات في مواجهات اندلعت في بيت دجن شرق نابلس، حيث أطلقت قوات الاحتلال وابلًا من قنابل الغاز باتجاه المتظاهرين.
وتزامن ذلك مع مواجهات في قرية قريوت جنوب نابلس بعدما اقتحم العشرات من المستوطنين نبع ماء القرية، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز باتجاه المواطنين ومنازلهم بعد محاولتهم التصدي لاقتحام المستوطنين، ما أدى لإصابة العشرات منهم بالاختناق.