ميثاق السّلم الأهلي في مسيرة سلطاتنا المحلية العربية
الشيخ رائد صلاح
السلطات المحلية العربية في الداخل وما تضم من رؤساء وأعضاء وعاملين فيها هي من أهم أركان مسيرتنا الفلسطينية في الداخل، ولا بد من بذل كل جهد راشد لاستقرار مسيرة عمل هذه السلطات المحلية العربية، لأن في استقرارها إستقرار لكل مسيرتنا الفلسطينية في الداخل، وفي تعثرها أو تعثر أية سلطة منها، تعثر لهذه المسيرة، ولذلك يسرّ إدارة لجان إفشاء السلام أن تقدّم هذا الميثاق بهذا العنوان: (ميثاق السّلم الأهلي في مسيرة سلطاتنا المحلية العربية):
1- إن كل سلطة محلية عربية هي مؤسسة عامة ومستقلة وليست حكرًا على شخص أو مجموعة حمائلية أو طائفية أو سياسية.
2- إن مؤسسات وعقارات وأموال كل سلطة محلية عربية هي حق عام، ولها حرمة تشبه حرمة الوقف، فلا يجوز مدّ اليد بغير حق على أي من هذه المؤسسات والعقارات والأموال.
3- مرفوض شرعًا وعرفًا وعقلًا إلحاق الأذى عن سبق إصرار بأي من هذه المؤسسات والعقارات والأموال على خلفية صراع مصالح انتخابي أو غيره بادّعاء الانتقام من رئيس سلطة محلية أو عضو فيها أو عامل فيها، لأن هذا الانتقام الأعمى هو في الحقيقة انتقام من كل واحد من مواطني هذه السلطة المحلية، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا.
4- مرفوض اقتطاع أي أرض مهما كانت صغيرة من الأراضي العامة لأية سلطة محلية عربية، بادّعاء أنها بلا مالك لها، بل إن كل مواطن في هذه السلطة ولو كان رضيعًا هو مالك لهذه الأرض، ولذلك فإن اقتطاع متر من هذه الأرض هو اعتداءٌ على الجميع، واغتصابٌ من أرض الجميع.
5- إن مبدأ التّرشّح لرئاسة أو عضوية أية سلطة محلية عربية هو حق لكل مرشّح فينا ما دام يستوفي الشّروط الرّسمية، ومرفوض شرعًا وعرفًا وعقلًا، سلب هذا الحق من مرشح فينا.
6- مبدأ التنافس على رئاسة أو عضوية أية سلطة محلية عربية هو مبدأ مصان ومكفول لكل مرشح فينا، ومرفوض شرعًا وعرفًا وعقلًا تحويل هذا التنافس إلى خصومة عمياء سواء قامت على خلفية شخصية أو حمائلية أو طائفية أو سياسية.
7- يوم انتخابات السلطات المحلية العربية يجب أن نتعامل معه كعرس ينشر الأفراح والمودة والرحمة، ومرفوض شرعًا وعرفًا وعقلًا أن نتعامل معه كيوم شحناء عمياء تنشر الحقد والكراهية والخصومة.
8- يلتزم كل المتنافسين في انتخابات كل رئاسة أو عضوية سلطة محلية عربية بضرورة الحفاظ على روح الاحترام المتبادل بين جميع المتنافسين بعيدًا عن العنف الكلامي أو الجسدي ثمّ لا بدّ من قبول أية نتيجة تفرزها الانتخابات بروح طيبة خالية من الضغناء والكيدية.
9- يجب على كل منافس في انتخابات كل رئاسة أو عضوية سلطة محلية عربية أن يتلقى الفوز كما يجب أو أن يتلقى الخسارة كما يجب، فإن فاز فلا يقلب فرحه بالفوز إلى مكابرة وعلو وغرور، وإن خسر فلا يقلب خسارته إلى فتنة عمياء الكل فيها خاسر.
10- يجب على كل رئيس أو عضو سلطة محلية عربية منتخب في الداخل أن يظل عنوانا لأهل بلدته على اختلاف حمائلهم وتعدّدياتهم الدينية والسياسية، سواء كانوا من داعميه أو منافسيه.
11- يجب على كل رئيس أو عضو سلطة محلية عربية منتخب في الداخل أن يظل النموذج الإيجابي بقوله وعمله وسلوكه للحفاظ على كل ثوابتنا.
12- يجب على كل رئيس أو عضو سلطة محلية عربية منتخب في الداخل أن يظل ملتزما بقرارات لجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية.
13- يجب على كل رئيس أو عضو سلطة محلية عربية منتخب في الداخل أن يتعامل مع المال العام في سلطته المحلية بحساسية أشد من تعامله مع مال الأرملة واليتيم، فهذا المال العام، ليس ملكًا شخصيًا له ولا لأبيه ولا لأولاده، وحرام عليه هذا المال العام ولو بحجم حبّة خردل، إلا ما يستحقه من راتبه الشهري.
14- يجب على كل سلطة محلية عربية أن تكون غيورة على لغتنا العربية وأن تسعى إلى سنّ قانون مساعد يلزم كل أصحاب المحلات على اختلافها أن يكتبوا يافطات محّلاتهم باللغة العربية أولًا، وأن تكون هي صاحبة الحجم الأكبر في كل يافطة إن أصرّ صاحبها أن يضيف عليها لغةً أخرى.
15- يجب على كل سلطة محلية عربية أن تشجع إقامة المتاحف ودور المسرح الملتزم والصالونات الأدبية الملتزمة وصالات العرض للرسم في بلدتها المؤتمنة على النهوض بها.
16- يجب على كل سلطة محلية عربية أن تدعم المسيرة التعليمية منذ الطفولة فصاعدًا، وأن تدعم المسيرة الرياضية، والحركة الثقافية، والنمو الاقتصادي، والمؤسسات الأهلية البنّاءة على اختلافها.
17- يجب على كل سلطة محلية عربية أن تبذل جهدًا وأن تخصص ميزانيات لإقامة أكبر عدد من المتنزّهات بهدف تخضير البلدة المؤتمنة عليها وعدم تحويلها إلى قطعة كبيرة من الإسمنت.
18- يجب على كل سلطة محلية عربية أن تدعم كل مشروع وكل مؤسسة وكل لجنة تدعو إلى إفشاء السلام وقيم السّلم الأهلي ونبذ العنف على اختلاف أشكاله.
19- إن دوام صيانة الممتلكات العامة ودوام الحفاظ على النظافة في كل شارع وحي وحارة هي سمة تحفظ الجمال والوقار لكل بلداتنا في الداخل، فما أحرى كل سلطة محلية عربية ألا تغفل عن ذلك كحد أدنى من واجبها ودورها.
20- لكل ذلك فإن السلطة المحلية العربية أمانة ثقيلة في عنق كل رئيس أو عضو في هذه السلطة، وهي خزي وندامة في الدنيا والآخرة إلا من أدّاها بحقها.