مسؤول تركي بارز يكشف تفاصيل محادثات بوتين وأردوغان.. هذه شروط موسكو لوقف حرب أوكرانيا
كشف المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، عن المطالب التي وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شرطاً لوقف إطلاق النار واتفاق سلام مع أوكرانيا، خلال المكالمة الهاتفية التي أجراها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس 17 مارس/آذار 2022، في ضوء الوساطة التي تقوم بها تركيا بين الطرفين.
المتحدث الرئاسي التركي كالن حضر اللقاء الهاتفي بين أردوغان وبوتين، واستمع لمطالب الرئيس الروسي والتي قال وفق حواره مع شبكة ” بي بي سي ” البريطانية يوم الخميس 17 مارس/ آذار 2022 إن “بعضها مفهوم”، ما يعني أن بعضها الآخر ربما يكون أكثر تحدياً أو صعوبة بالنسبة للأوكرانيين.
تتمحور المطالب “المفهومة” حسب حديث لكالن في مقابلة مع محرر الشؤون الدولية في “بي بي سي” ضمن أربع نقاط هي: قبول كييف ضرورة أن تكون محايدة، وألا تتقدم بطلب الانضمام إلى حلف الناتو. أن تذعن كييف لعملية نزع السلاح من أجل التأكد من أنها لا تشكل تهديداً لروسيا. ويجب أن تتوافر حماية اللغة الروسية في أوكرانيا. كما يجب أن تقوم أوكرانيا بما سمته “اجتثاث النازية”.
الجانب التركي ينظر لهذه المطالب على أنها يمكن معالجتها دون أن تكون حجر عثرة على طريق اتفاق سلام بين موسكو وكييف، لا سيما أن أوكرانيا أبدت استعدادها لفكرة الحياة وعدم الانضمام لتحالفات بينها الناتو.
من جانب آخر يقول الأتراك إنه يمكن معالجة مسألة اجتثاث النازية من خلال إدانتها. كذلك حماية اللغة الروسية تعتبر من جملة المطالب الميسورة.
مطالب “أكثر صعوبة”
على صعيد آخر، كانت مطالب أخرى ربما تكون “صعبة” بالنسبة لأوكرانيا، اعتبرها محاور كالن أنها “أكثر إثارة للجدل” بين مجمل الشروط الروسية، وتشمل وضع دونباس وشبه جزيرة القرم، حيث يدافع الرئيس بوتين عن فكرة أن هذه المناطق روسية ويجب على أوكرانيا الاعتراف بذلك.
المحاور في “بي بي سي” قال إن كالن لم يدخل في تفاصيل أكثر حول هذه النقطة، لكن يُعتقد أن الكرملين سيطالب كييف بالتخلي عن دونباس والتنازل عن أراضٍ في شرق أوكرانيا، وهذا الأمر لن يكون سهلاً بالنسبة لكييف.
ويرى الجانب التركي أن هذه المسائل يمكن أن تحل لكن من خلال لقاء وجهاً لوجه بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي، “إلا أن ترتيب هذه الأمور قد يستغرق أسابيع أخرى قبل التمكن من التوصل إلى اتفاق”، يقول الأتراك.
يشار إلى أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي أعلن مراراً رغبته في عقد لقاء مباشر مع نظيره الروسي من أجل التفاوض، وفي المقابل أبدى بوتين استعداده مؤخراً لهذا اللقاء، ما يشير إلى تقارب بين الطرفين أكثر من السابق.
على صعيد آخر حول ما يتردد عن مرض بوتين وأنه “غير متزن عقلياً”، سأل المحاور من “بي بي سي” المسؤول التركي كالن عن طريقة تحدث بوتين خلال المكالمة الهاتفية، ليجيب كالن بأن بوتين “تحدث بنبرة صوت عادية ووضوح”.
أردوغان يجدد الدعوة لبوتين
الرئيس التركي أردوغان جدد دعوته للرئيس الروسي بوتين من أجل عقد لقاء مع زيلينسكي في العاصمة التركية أنقرة أو إسطنبول، حيث قال أردوغان “إن التوصل إلى توافق بشأن بعض القضايا قد يتطلب محادثات على مستوى القيادة”.
وحسب معلومات نقلتها “بي بي سي” فإن بوتين يتفق مع أردوغان في هذا الجانب.
“روسيا غير معترضة”
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو صرح من مدينة لفيف بأوكرانيا حينما التقى نظيره الأوكراني كوليبا، أن “كييف تريد رؤية تركيا دولة ضامنة في اتفاقية محتملة مع روسيا”.
وأشار تشاووش أوغلو إلى أن روسيا “ليس لديها اعتراض على ذلك”.
كما التقى الوزير التركي قبل يوم من هذا التصريح نظيره الروسي لافروف في موسكو، وعبر عن “أمله في التوصل لاتفاق ووقف إطلاق النار”، مشيراً إلى أن الخطوة التالية ستكون “التقريب بين قادة روسيا وأوكرانيا. ويسعدنا استضافة هذا الاجتماع”.