رئيس بلدية أم الفحم د. سمير صبحي في حوار شامل مع صحيفة “المدينة”: أنجزنا 90 مشروعا في مختلف المجالات بتكلفة نحو 320 مليون شيكل، وسنعمل ما بوسعنا من أجل تحقيق المزيد
القرار فيما يخص ترشحي لولاية أخرى مرتبط بالإطار السياسي الذي انتمى إليه ورغبة الأهل في مدينة أم الفحم
هناك الكثير من التحديات على رأسها ملف العنف
الأعمال في الملعب البلدي (ستاد السلام) تسير على قدم وساق بعد أن تجاوزنا العقبات
طه اغبارية
أجرت صحيفة “المدينة” وموقع “موطني 48” مقابلة شاملة مع د. سمير صبحي محاميد رئيس بلدية أم الفحم، تطرق فيها إلى مختلف الملفات ذات الصلة بالعمل البلدي، متحدثا عن الإنجازات والمعوّقات والمشاكل العالقة، مبشرا بالمزيد من المشاريع القادمة في ظل وضع مالي مستقر بعد تقليص كبير في “العجز المالي”، كما لمّح إلى إمكانية ترشحه لولاية ثانية في رئاسة البلدية في حال جرى إقرار هذا الأمر داخل الإطار السياسي الذي ينتمي إليه (البيت الفحماوي).
علما أن المقابلة مع رئيس بلدية أم الفحم كانت متلفزة حاوره فيها الأستاذ عبد الإله المعلواني وجرى بثّها عبر موقع “موطني 48” على “فيس بوك”. وفيما يلي النص المكتوب للمقابلة مع صحيفة “المدينة”:
المدينة: ثلاث سنوات ونصف السنة على دخولك البلدية رئيسا، كيف تصف العمل البلدي باختصار؟
محاميد: تحديات ثم تحديات فيها الكثير من المتعة مع إنجاز كم هائل من المشروعات، ولكن فيها الكثير من الجهد والاجتهاد أمام المواطن الفحماوي الذي جئنا لخدمته، إلى جانب التحديات أمام السلطات الرسمية.
المدينة: هل تجد فرقا بين رئاسة البلدية وبين إدارة مدرسة ثانوية مثل المدرسة الأهلية في أم الفحم؟
محاميد: في إدارة مدرسة أو في العمل البلدي هناك حاجة لمواصفات قيادية، ولكن حجم التحديات والمسؤوليات في العمل البلدي، يختلف تماما عمّا هو في إدارة المدرسة، بسبب وجود تشابك كبير في البلدية مع عدة أطر.
المدينة: ماذا قدّمت البلدية للموطن في ظل متغيرات وأزمات يقف العنف على رأسها، إضافة إلى أزمة الأرض والمسكن وغيرها من الملفات؟
محاميد: في العديد من الملفات عملنا ولا زلنا نعمل، ولكن قبل الاستفاضة في الإجابة على هذا السؤال أود أن أشير إلى الفرق بين رئيس سلطة محلية عربية وبين رئيس سلطة يهودية، في السلطات اليهودية الرئيس يعمل فقط في الاستراتيجيات، هناك موظفون يعملون في كل النواحي. ولكن رئيس سلطة محلية عربية يعمل بالأساس في إطفاء الحرائق. نحن في بلدية أم الفحم تحت إدارتي عملنا على تغيير هذه المعادلة من أجل خدمة المواطن الفحماوي ومن أجل أن نعطي قيمة إضافية لوجودنا في إدارة بلدية أم الفحم، لذلك عملنا منذ البداية في الاستراتيجيات، وقمنا بالتعاقد مع جسم له خبرة في بناء استراتيجيات ووضعنا تصورا مستقبليا لأم الفحم بعد 20 عاما في شتى المجالات بالشراكة مع كل أقسام بلدية أم الفحم: في التربية والتعليم، والرفاه الاجتماعي، وملف الأزواج الشابة وغيرها. هذه الخطة الإستراتيجية تقدّر تكلفتها بـنحو 2.2 مليار شيكل، وبما أن هذه الموارد لا يمكن توفيرها، قمنا باعتماد الخطة للأمور الملحة في هذه المرحلة، ونحن بصدد تقديم خطة مقلّصة بميزانية 220 مليون شيكل للحكومة. في الأيام المقبلة سيزورنا رئيس الحكومة البديل يائير لبيد، وسنطرح عليه تمويل “الخطة المقلصة”. فيما يخص ملف العنف قمنا بوضع خطة شاملة ونحن البلد الوحيد الذي وضع خطة بهذا الخصوص، والكثير من المسؤولين في المكاتب الحكومية يزورون أم الفحم للاطلاع على خطة مكافحة العنف. نحن بطبيعة الحال بحاجة إلى موارد مادية من أجل تطبيق كافة تفاصيل الخطة المتعلقة بمكافحة العنف.
المدينة: أهم المشاريع الحالية التي تقوم بها البلدية؟، أين وصل مشروع “راس الهيش” مثلا وغيره من المشاريع التي وعدتم بها المواطن الفحماوي؟
محاميد: بلدية أم الفحم هي السلطة المحلية العربية الوحيدة التي وقّعت على اتفاقيه سقف، صحيح أن لها ما لها وعليها ما عليها، ولكن في جوانبها المهمة هو وجود أفق لأبنائنا من خلال بناء 5500 وحدة سكنية على “أراضي دولة”. في المقابل، نعمل على إعطاء تراخيص لنحو 8000 منزل غير مرخصة وهذه بمثابة قفزة نوعية وإعطاء نافذة أمل لأبنائنا. ثمار اتفاقية السقف سنراها قريبا من خلال البدء بمتنزه كبير في منطقة الظهر (مساحته 70 دونما)، والبدء في متنزه بمدخل البلد (متنزه النافورة)، سنبدأ قريبا بالعمل على مقبرة في منطقة واد ملحم، سنبدأ قريبا في مشروع إكمال شارع القدس من دوار الأهلية حتى دوار العيون، كذلك في الفترة القريبة ستكون هناك مناقصة لبناء شقق في منطقة قحاوش ومنطقتي الباطن والمعلقة. في راس الهيش هناك بعض الاعتراضات من مواطنين ولولاها لبدأنا العمل في تلك المنطقة فيما يخص توزيع القسائم، وأتوقع أنه في أواخر 2022 إذا سارت الأمور على ما يرام المفروض أن نبدأ بالعمل هناك.
من أجل تأكيد جهود إدارة البلدية في إقامة المشاريع، يكفي أن تعلم أن عدد المشاريع التي جرى تنفيذها بمدينة أم الفحم خلال 3 سنوات ونصف يصل إلى نحو 90 مشروعا بتكلفة تقدّر بـ 320 مليون شيكل.
المدينة: هل البلدية برئاسة الدكتور سمير هي التي حصّلت هذه الميزانيات للمشاريع التي ذكرتها؟
محاميد: قسم من هذه الأموال كانت موجودة، وللأسف الشديد لم تستغل، وقسم آخر نعم تم تحصيلها في فترة الإدارة الحالية، فنحن نتحدث عن مشاريع نُفّذت وتُرجمت على الأرض. على سبيل المثال: فيما يخص المتنزهات جرى تنفيذ 10 متنزهات جديدة خلال ثلاث سنوات ونصف. وخلال هذه السنة سنباشر بمنتزهين في منطقة الظهر (70 دونما) وفي منطقة النافورة. أمثلة أخرى: على مستوى المؤسسات التربوية، قمنا في الإدارة الحالية بتنفيذ 21 إطارا تربويا بتكلفة 108 مليون شيكل، في موضوع الرياضة نفّذنا 8 مشاريع بتكلفة 50 مليون شيكل. في موضوع البنى التحتية والشوارع نفّذنا نحو 30 مشروعا بتكلفة 75 مليون شيكل. طبعا قسم من هذه المشاريع (نحو 45 مشروعا) انتهى العمل فيها، وهناك 22 مشروعا العمل فيها لا زال جاريا، وهناك 16 مشروعا في الأيام القريبة سنصدر مناقصات لمباشرة العمل فيها. هناك 4 مشاريع صدرت مناقصات فيها مؤخرا. أم الفحم اليوم، والحمد لله، تحوّلت إلى خلية عمرانية بكل معنى الكلمة والخير قادم بإذن الله، فأهلنا يستحقون ذلك وأكثر من ذلك.
المدينة: المواطن يريد ما يلمسه على أرض الواقع، مثلا هناك مشكلة كبيرة في أزمة السير، هل هناك خطة لحل هذه الأزمة؟
محاميد: قبل أسبوعين، زارتنا وزيرة المواصلات، وعرضنا عليها تصورا استراتيجيا لحل أزمة السير وملف المواصلات ومداخل المدينة، ووعدت أن يكون خلال عامين حلول وتخطيط فيما يخص العديد من المداخل وفي المناطق الأخرى بالمدينة.
المدينة: ربما هناك علاقة بين أزمة السير وبين الاعتداء على الملك العام، إضافة إلى ضيق المساحات التي لا تسمح بتوسعة المسارات في الشارع الرئيس، ما رأيكم؟
محاميد: اعترف أن واحدة من التحديات التي نواجهها للأسف هي تلذذ البعض بالاعتداء على الملك العام، وقد عملنا الكثير بهذا الخصوص. على سبيل المثال: في منطقة الشاغور هناك موقف سيارات، وفي منطقة شارع الغزالات هناك موقف سيارات، وفي منطقة شارع الكلية نحن بصدد بناء وتطوير أطر معينة لخدمة كل الاحياء، وأنا اتحدث هنا عن مناطق هي للملك العام وقد قمنا بتحريرها. هل أنا راض عن هذا الوضع وفي التعديات على الملك العام، كلا لست راضيا، ولكن نحن في الطريق الصحيح. واقولها بصراحة، قلّة قليلة مستعدة للتعاطي مع من يعتدون على الملك العام لكننا نقوم بهذا الأمر بكل شفافية ووضوح ونؤكد أننا لن عن ميلمتر واحد من أراضي أم الفحم العامة.
المدينة: هل يمكن أن تشير لمشهد جرى فيه الاعتداء على الحيز العام؟
محاميد: بالتأكيد لا يمكن الحديث بتفصيل عن هذا الأمر في الإعلام، ولكن يمكن القول إن 70% من المشاريع التي نفّذتها الإدارة الحالية قابلتنا صعوبات في تنفيذها، ولكنها في النهاية نفّذت. في كل مشروع نقوم به تقريبا هناك اعتراضات وأحيانا يكون تدخل من الشرطة من أجل فرض القانون. نؤكد أن هذه المشاريع جاءت لخدمة أهالي أم الفحم ونحن كمواطنين يمكننا تسهيل الأمور على البلدية وعلى أنفسنا، لأن هذه الطاقات التي أبذلها أنا وإخواني في إدارة البلدية في مثل هذه الأمور تكلفنا كثيرا بدل أن ننشغل في تحصيل الموارد من أجل تنفيذ مشاريع جديدة.
المدينة: كيف تقيّم كفاءة الموظفين ورؤساء الأقسام؟
محاميد: لا شك أن الثقافة التنظيمية التي كانت سائدة في البلدية كانت بحاجة إلى تحسين، لذلك توجهنا إلى وزارة الداخلية منذ البداية، وطلبنا ميزانيات من أجل ما يسمى “التميز التنظيمي” وبعد جهد جهيد حصلنا على ميزانية لهذا الموضوع. واليوم نعمل على بناء منظومة عمل مختلفة. لذلك يمكن القول إن كل موظف في بلدية أم الفحم تتمنى كل سلطة محلية ومؤسسة ان يكون عندها مثله، غير أنّ التشابك القائم اليوم بين الأطر في البلدية بحاجة إلى تحسين ونحن نعمل على تحسينه.
المدينة: لماذا لجأتم إلى تعيين مدير عام يهودي بالرغم من وجود كفاءات محلية كما تقول؟
محاميد: لم يكن اختيار المدير العام (عوفر) لأنه يهودي، نحن ذهبنا إلى مسألة الكفاءة وعوفر أدار بلديتين قبل القدوم إلى أم الفحم، أدار بلدية الرملة لمدة 10 سنوات وأدار بلدية “أور يهودا”. عندما استملت رئاسة البلدية كانت تنقصني التجربة في العمل البلدي، وكان عليّ أن أبحث عمّن يملك مثل هذه التجربة من أجل التكامل معي في إدارة العمل البلدي. المدير العام (عوفر) أثبت جدارته وحتى الذين اعترضوا عليه داخل البلدية، يعترفون اليوم أنه مدير مهني في مختلف المجالات، مثلا: عندما نتحدث عن اتفاقية السقف فمن كان يتخيل أن تصل أم الفحم إلى اتفاقية السقف بميزانيات تقدّر بنحو 800 مليون شيكل، من كان يفكر في أن نعمل على إنجاز التميز التنظيمي عبر تحصيل ميزانية 7 ملايين شيكل من وزارة الداخلية لتفعيل هذا الموضوع. في مسألة السياحة من كان يفكر أن تعمل بلدية أم الفحم في تطوير هذا المجال وهو ما نقوم به اليوم. عوفر يؤدي أداء ممتازا ويحظى بكل الثقة بهذه الفترة.
المدينة: أم الفحم تعاني مثل سائر بلدات الداخل من شبح هدم البيوت غير المرخًصة، ما هي رؤيتك لحل هذه المشكلة؟
محاميد: نحن نقول إن هناك حق لكل إنسان أن يبني في أرضه، ولكن نحن نريد للنظام والقانون أن يسود. صحيح هناك من ظُلموا ونحن لا نخجل من طرق أبواب المسؤولين من أجل إحقاق الحق لهم، ولكن هناك أيضا من يعتدون على الحيز العام ولا نتردد بالقول لهم هذا خطأ. نحن نتمنى على أهلنا ألا نصل إلى شبح الهدم لذلك قمنا بتوفير ميزانية بمبلغ 8 مليون شيكل بهدف التخطيط. اليوم في منطقة سويسة والمنطقة الصناعية (الشمالية الشرقية لأم الفحم) نستثمر نحو 5 ملايين شيكل من أجل التخطيط وتوفير أفق لأبنائنا وبناتنا من أجل التوسع القانوني في تلك المنطقة. همّنا أن تكون كل المناطق في أم الفحم مرخّصة ونبذل من أجل ذلك الكثير من الجهود.
المدينة: أين يقف ملف لجنة التنظيم المحلية في وادي عارة وأسباب الخلاف مع رئيس مجلس كفر قرع المحامي فراس بدحي؟
محاميد: العلاقات الشخصية بيني وبين الأخ فراس ممتازة، رغم خلافنا فيما يخص موقفه من لجنة التنظيم وسعيه للجنة تنظيم خاصة بكفر قرع. موقفنا كرؤساء سلطات محلية في وادي عارة مخالف لموقف الأخ فراس، وحتى داخل قرية كفر قرع هناك من يختلف مع فكرة لجنة تنظيم خاصة بكفر قرع. هذا الموقف المعترض على لجنة خاصة لكفر قرع ينبع من قناعتنا أن ذلك سيضر مصلحة كفر قرع والمصلحة العامة لكل المنطقة فيما يخص الأراضي ومسألة التخطيط والبناء. مؤخرا قمنا بتشكيل لجنة انبثقت عن رؤساء السلطات في وادي عارة للعمل على حل هذه الأزمة بهدف إبقاء كفر قرع ضمن لجنة التنظيم المحلية. هذه اللجنة ستقوم بفحص ادّعاءات الأخ فراس فيما يخص عمل اللجنة وأدائها وكافة الأمور الأخرى، ثم سنخرج إلى الرأي العام ونوضح هذا الأمر بكل حيثياته.
المدينة: ملف الملعب البلدي “ستاد السلام” والخلاف مع منتجع الواحة، إلى أين؟
محاميد: فيما يخص الملعب البلدي والعلاقات مع المقاول، فقد استؤنفت الأعمال في الملعب (ستاد السلام)، وآمل خلال فترة وجيزة أن يتم تسليم الملعب. برأيي أن كل الإشكاليات التي كانت مع المقاول لم نكن فيها كبلدية “ملائكة رحمة” وأيضا المقاول كان عنده عدة إخفاقات. قبل أيام جلست مع الأخ المقاول وهو يعمل اليوم على قدم وساق في الملعب وأتمنى أن يفتتح في السنة القادمة. أمّا فيما يتعلق بمنتجع الواحة فهناك خلاف قضائي فيما يخص موقف السيارات في المنتجع، سنحترم رأي القضاء وقراره في هذا الموضوع، علما أنني أقول بثقة تامة أن هذه الأرض هي ملك لأهالي أم الفحم مع تأكيدي أنني أريد للواحة كل خير وأن تتطور لأننا نرى بمنتجع الواحة رافعة اقتصادية مهمة لأم الفحم، ولكن من جهة ثانية موقف السيارات هو ملك لأهالي أم الفحم مع الحق الكامل للواحة في استعمال الموقف، ونعتقد أن موقف السيارات في الواحة يجب أن يخدم أيضا الملعب البلدي.
المدينة: رؤيتك لمستقبل الرياضة في أم الفحم، الفرق الرياضية، الميزانيات ودور البلدية؟
محاميد: في الفترة الماضية أقمنا ملاعب: في “عين إبراهيم” “الأقواس” وفي الفترة المقبلة سننهي العمل في الملعب الكائن بمنطقة “الربزة” والمعد لكرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة. وفي نفس الوقت هناك عمل على قدم وساق في “ملعب الباطن القديم” بحيث سيكون مرفقا للعديد من الرياضات مثل كرة القدم وكرة الطائرة وكرة السلة وحديقة ألعاب للأطفال ومسار للمشي وموقف سيارات. كذلك نشرنا مصادقة للعمل في “ملعب مدرسة الزهراء القديم” لإقامة ملعب وموقف سيارات وحديقة ألعاب ومسار للمشي. قاعة الرياضة في “قطاين الشومر” انتهى العمل فيها وجرى افتتاحها، ونحن أيضا بصدد نشر مناقصة لبناء قاعة رياضية في منطقة الظهر بتكلفة 13 مليون شيكل، واتوقع خلال الأشهر المقبلة أن نباشر في بناء قاعة رياضية في منطقة “إسكندر”. بالتالي نحن في حراك دائم من أجل الشباب ودعم الرياضة، والخير قادم بإذن الله مع مزيد من الزخم.
المدينة: في السنة الفائتة شهدت أم الفحم والبلدات العربية أحداثا كبرى خاصة أثناء هبة الكرامة في رمضان الماضي، وتخللها اعتداءات من الشرطة وقوات الأمن على الناس أسفرت في أم الفحم عن استشهاد الشاب محمد كيوان، كيف تنظر إلى دور رئيس السلطة المحلية في مثل هذه الأحداث؟
محاميد: أي رئيس سلطة محلية هو في موقف لا يحسد عليه، فهو يعمل تحت سقف وزارة الداخلية، ولكن أنا ابن هذا البلد لذلك كل عواطفي ومشاعري مع أهلي دائما وقبل أي شيء، ومن هذا المنطلق حرصتُ دائما على التواجد في أي وقفة احتجاج أو مناسبة مع الإشارة كذلك إلى أن رئيس بلدية أم الفحم يعمل ضمن الإطار المصغر للجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، كذلك رئيس بلدية أم الفحم له ثقله في مركز السلطات المحلية. لذلك سنبقى نعمل على دعم أبنائنا وأهلنا ونقل أوجاعهم وصرخاتهم إلى الجهات المعنية، والحمد لله اعتقد أننا نجحنا بذلك.
المدينة: في الفترة المتبقية من ولايتك، كيف ترى مستقبل البلد، ما هي طموحاتك وهل حققت ما أردت تحقيقه؟
محاميد: الحمد لله نجحنا في إدارة البلدية بتحقيق الكثير من الأمور التي كانت تعتبر حلما، مثال ذلك: افتتاح مكتب لوزارة الداخلية في المدينة ما ساهم بتخفيف عبء السفر عن الأهالي. كما جرى افتتاح مكتبا للضريبة. ونطالب بإقامة محكمة صلح في أم الفحم فهذا حقنا، كذلك نطالب أن يكون هناك مكتب لوزارة الإسكان وغير ذلك الكثير. وعليه، نحن نعمل من أجل رفاهية المواطن الفحماوي والمنطقة في مختلف المجالات، لأننا نرى بأم الفحم بلدا محوريا لمنطقة تعداد سكانها نحو 200 ألف نسمة، هل أنجزنا كل ما نريد؟ بالتأكيد لا. ولكن نحن في الطريق الصحيح نحو الأفضل لمدينتنا ومنطقتنا.
المدينة: في مقابلة أجرتها “المدينة” سابقا مع المسؤول المالي في البلدية الأستاذ زياد أبو شقرة تحدث عن تقليص “العجز المالي” وأن “خطة الإشفاء” أصبحت من الماضي؟ نود أن تتطرق لهذه المسألة فيما يخص الميزانية والعجز المالي والمدخولات من الأرنونا ومدى تجاوب المواطنين؟
محاميد: على ذكر الأخ زياد أبو شقرة، فلا بد من توجيه الشكر لكل طاقم القسم المالي والجباية وعلى رأسهم الأخ زياد على جهوده الكبيرة. نعم أم الفحم اليوم في مكان آخر، فقد استلمنا البلدية بعجز مالي 80 مليون شيكل، ونجحنا بتقليصه إلى نحو 30 مليون، صحيح هذا كان على حساب “سلّة الخدمات” للمواطن، ولكن نحن في المرحلة المقبلة بصدد زيادة سلّة الخدمات. مع الإشارة إلى أن تقليص العجز المالي ساهم في تطوير العمل في مختلف الأقسام وبالتالي كل الشكر للأخوة والمسؤولين في كافة الأقسام، كل في موقعه. مثلا: في الأيام المقبلة سيتم الإعلان عن معطيات مفرحة في قسم التربية والتعليم فيما يخص استحقاق البجروت من حيث العلامات والجودة. كذلك هناك قفزة نوعية في كل ما يتعلق بتحسين وجه المدينة والوضع اليوم أفضل بكثير من السابق، نحن في هذا المضمار نسير في الاتجاه الصحيح. كذلك الأمر في قسم الهندسة، وكل التقدير للأخوة هناك حيث يقدّمون فوق طاقاتهم للنهوض بالقسم رغم كل التحديات والشح الموجود في الكادر البشري.
أمّا بخصوص التحديات والطموحات المستقبلية، فاعتقد أن أهم تحد هو ملف العنف، وكذلك تحسين وجه المدينة، قمنا بالخصوص بالكثير، ولكن هناك حاجة للمزيد ويمكن ذلك. هناك تحد آخر هو موضوع المواصلات، وعليه فيما يتعلق بتطوير سلّة الخدمات للمواطنين هناك حاجة وإمكانية لتقديم المزيد في كل المجالات وسنقوم بذلك بإذن الله.
المدينة: هل سيترشح الدكتور سمير لولاية أخرى؟
محاميد: أنا ابن أم الفحم وابن إطار سياسي (البيت الفحماوي)، وبالتالي القرار في هذه المسألة يعود للإطار السياسي ولرغبة أبناء بلدي عموما.
المدينة: كلمة أخيرة؟
محاميد: الصلحة الفحماوية يجب أن تعود بقوة، استبشرنا خيرا والحمد لله بالصلح بين الأخوة من آلـ أبو رعد وآلـ نفيسة، وبالهدنة بين الأخوة من آلـ مقلد وآلـ سليم، وبالهدنة بين الأخوة من آلـ فهمي وال برغل، لذلك أتمنى أن تكون هذه القفزات النوعية في المحبة والتسامح وتقبل الآخر هي التي تسود كل بلدنا. نحن في البلدية وإدارتها سنكون الجنود الأوفياء لخدمة أهلنا جميعا. سنعمل كل ما بوسنا من أجل النهوض بأم الفحم في كافة المجالات، قد نخطئ وقد نصيب، وسلفا نلتمس العذر من أهلنا في حال أخطأنا.