أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

محاولة لإخماد الحرب وأخرى لتأجيجها! كييف وموسكو تأملان بحل وسط للأزمة، والغرب يُغرق أوكرانيا بالسلاح

يبدو المشهد متناقضاً فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية الروسية، ففي الوقت الذي بدأ فيه الطرفان يتحدثان عن فرص الوصول لحلول وسط، تخرج أمريكا بتصريحات مستفزة لروسيا، يصف فيها الرئيس جو بايدن نظيره الروسي بـ”مجرم حرب” ويعلن عن مزيد من الدعم لأوكرانيا من خلال مدها بالسلاح والمال.

هذه الحالة تفصّل الأزمة الأوكرانية بعض الشيء، حيث يجد الطرفان الروسي والأوكراني نفسيهما في ورطة جراء هذه الأزمة، فموسكو لم تتمكن حتى اللحظة من إتمام ما سمتها “عملية خاصة” في وقت سريع كما كان منتظراً، وكييف من جانبها وجدت نفسها وحيدة في مواجهة الهجوم الروسي، بعد أن أعلن الغرب عدم إمكانية ضمها للناتو أو الاتحاد الأوروبي.

 

مفاوضات أكثر جدية

في هذا الإطار، تشهد المحادثات بين موسكو وكييف تقدماً كُشف عنه ظهر الأربعاء 16 مارس/آذار 2022، سلط الضوء على آفاق جديدة للتوصل إلى حلول وسط بين الجانبين ينهي أسابيع من القتال في أوكرانيا.

ملامح هذا الحل، كشفت عنه روسيا، عندما أعلن الكرملين أن فكرة أن تكون أوكرانيا دولة محايدة ولها جيشها الخاص مثل النمسا أو السويد يمكن أن تكون حلاً وسطاً محتملاً في المحادثات مع كييف، مؤكداً أن هذا الحل الذي تتم مناقشته في الوقت الحالي بين الطرفين.

من جانبها، أعلنت كييف على لسان مسؤول في مكتب الرئيس الأوكراني، أنها مستعدة لمناقشة “وضع الحياد” وذلك بعد ساعات من إعلانها أنها مستعدة للتفاوض لإنهاء الحرب، لكن “ليس للاستسلام أو قبول الإنذارات الروسية”.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان أكثر دقة في وصف المشهد، فقد صرح لمحطة آر.بي.سي الإخبارية بالقول إن “المفاوضات ليست سهلة لأسباب واضحة… لكن أيضاً هناك بعض الأمل في التوصل إلى حل وسط”.

تابع قائلاً؛ “الحالة المحايدة تتم مناقشتها بجدية الآن، إضافة بالطبع إلى الضمانات الأمنية… هناك بالقطع ترتيبات معينة معها في رأيي نقترب من اتفاق”.

أما الرئيس الأوكراني زيلينسكي فقد أكد هو أيضاً أن المفاوضات تبدو بالفعل أكثر واقعية، مؤكداً على أولويات بلاده في المفاوضات، وهي: “إنهاء الحرب والضمانات الأمنية واستعادة السيادة ووحدة الأراضي وتوفير حماية حقيقية لبلدنا”.

 

بايدن وجونسون يُصعّدان

على الجانب الآخر، وإذا ما اتجهنا إلى الغرب، فسنجد أنفسنا أمام عمليات تحشيد كبيرة، يقوم بها الغرب، متجاهلاً تماماً الحديث عن التقدم الذي طرأ بالمفاوضات، وهو ما من شأنه أن يشير إلى أن الغرب بقيادة واشنطن لا ترغب بالتهدئة، ومن مصلحته استنزاف الروس في أوكرانيا.

فقد أعلن بايدن، مساء الأربعاء 16 مارس/آذار 2022، أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 800 مليون دولار لأوكرانيا؛ لدعم قواتها في مواجهة الغزو الروسي، لافتاً إلى أن حزمة المساعدات الإضافية ستشمل طائرات مسيرة وأنظمة مضادة للطائرات.

في الوقت ذاته أعلنت بريطانيا، هي الأخرى أيضاً، أنها ستزود أوكرانيا بصواريخ متطورة مضادة للطائرات، فيما تعهدت أمريكا وأعضاء آخرون في حلف شمال الأطلسي “الناتو” بمساعدة أوكرانيا على التصدي للهجوم الذي تشنه روسيا، ما يزيد من حجم الأسلحة المُرسلة إلى كييف منذ بدء الحرب.

في نفس السياق، شن بايدن هجوماً على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، واصفاً إياه بأنه “مجرم حرب”، وهو وصف يتوافق مع قرار من مجلس الشيوخ الأمريكي “يدين” بوتين بسبب الحرب.

لكن الرد الروسي على هذا الوصف لم يتأخر، فقد نقلت وكالة “تاس” الروسية عن متحدث باسم الكرملين قوله إن “وصف بايدن لبوتين بأنه مجرم حرب أمر مرفوض ولا يُغتفر”، مشيراً إلى أن هذا الوصف يأتي من “رئيس دولة قتلت مئات الآلاف في العالم”، بحسب تعبيره.

 

يد تفاوض وأخرى تقاتل

أما إذا ما نظرنا على الأرض، فإننا سنرى أن مشهد المعارك لم يتغير، حيث تواصل القوات الروسية عملياتها العسكرية في الأراضي الأوكرانية، ومن مختلف المحاور والجبهات، خاصة في العاصمة كييف، حيث دوت صافرات الإنذار منذ الصباح وسقطت عدة صواريخ، وسط تأكيد القائد العام للجيش الأوكراني أن الدفاع عن كييف هو المهمة الاستراتيجية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية تدمير طائرات مسيرة و3 مروحيات و3 مقاتلات تابعة للجيش الروسي، خلال الساعات الماضية، مؤكدة أن القوات الروسية لم تنجح في تنفيذ عملية برية، لذلك هي تقوم بشن ضربات صاروخية على البنية التحتية والمناطق السكانية.

في الوقت ذاته أفادت شبكة CNN الأمريكية بأن اليابان رصدت 4 سفن حربية روسية بمضيق تسوجارو من المحتمل أنها تحمل قوات مشاركة في حرب أوكرانيا.

أما التطور الأبرز الذي شهدته الأزمة على الأرض، فهو إعلان السلطات الأوكرانية قيام الجيش الروسي بالإفراج عن رئيس بلدية مدينة ميليتوبول المختطف إيفان فيدوروف، مقابل 9 من الجنود الأسرى لديها، فيما تبدو أنها صفقة عقدت بين الطرفين، دون الإعلان عن أي تفاصيل.

وعلى الرغم من ضبابية المشهد، فإن جميع المؤشرات تُظهر أن الطرفين يحتاجان للتوصل لتفاهم مشترك، يحاول من خلاله بوتين الخروج من الوحل الذي علق به، وفي المقابل ينجح زيلينسكي في الحفاظ على ما تبقى من بلاده من الدمار الكامل، وحقن أرواح المدنيين.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى