جونسون يصل إلى الإمارات في زيارة خليجية تشمل السعودية: النفط والاجتياح الروسي لأوكرانيا
وصل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى أبوظبي اليوم الأربعاء، في جولة خليجية تشمل الإمارات والسعودية، وتهدف بشكل أساسي إلى حث الدول المنتجة للنفط على المساعدة في خفض الأسعار بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
ومن المفترض أن يلتقي جونسون ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، قبل أن يتوّجه إلى الرياض للاجتماع بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بينما تسعى أوروبا لتقليل اعتمادها على الخام الروسي.
وقبيل وصوله إلى أبوظبي قال رئيس الوزراء البريطاني إن استراتيجية وطنية جديدة للطاقة ستحدد الأسبوع المقبل مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا في دفع أسعار الطاقة للارتفاع.
وأوضح في هذا السياق: “ما يقوم به (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في أوكرانيا تسبب في حالة عدم تيقن على مستوى العالم وارتفاع كبير في أسعار النفط، مما يؤثر على بريطانيا، ويمكن للجميع رؤية أثر ارتفاع أسعار الغاز”.
وأضاف “الأسبوع المقبل سنحدد استراتيجية الطاقة لبريطانيا، وقفزة كبيرة باتجاه الطاقة المتجددة والمزيد من الطاقة النووية واستخدام أفضل لمواردنا من النفط والغاز وكذلك بحث ما يمكننا عمله للحصول على النفط والغاز من مصادر غير روسيا”.
جونسون يدافع عن زيارته إلى السعودية بعد عمليات الإعدام أخيراً
وتحمل زيارة جونسون إلى السعودية دلالات سياسية مهمة، إذ إنّ جونسون هو أحد الزعماء الغربيين القلائل الذين يزورون المملكة ليلتقوا الأمير محمد، الحاكم الفعلي، منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018.
ودافع رئيس الوزراء البريطاني عن قراره زيارة السعودية في مسعى لزيادة إمدادات النفط، وقال إن العلاقات مع الرياض بالغة الأهمية ووعد بأن يتطرق إلى ملف حقوق الإنسان هناك.
وأثارت الزيارة انتقادات من نواب ونشطاء حقوقيين، إذ تأتي بعد أيام من تنفيذ السعودية حكم الإعدام في 81 رجلاً، في أكبر عملية تنفيذ جماعية لأحكام الإعدام هناك منذ عقود.
وقال جونسون رداً على سؤال عن انتقاد ملف حقوق الإنسان في السعودية “أثرت تلك القضايا في العديد والعديد من المرات من قبل… وسأتطرق إليها مجدداً اليوم”.
وتابع قائلاً “لكن لدينا علاقات قائمة منذ فترة طويلة للغاية مع هذا الجزء من العالم ونحتاج لأن ندرك العلاقة المهمة جداً التي لدينا، وليس فقط فيما يتعلق (بالموارد) الهيدروكربونية”.
وأشار جونسون إلى استثمار سعودي جديد في وقود طائرات صديق للبيئة في بريطانيا.
وقال “هذا مثال للأمور التي نريد تشجيعها. لا يعني ذلك بأي حال أنه لا يمكننا الالتزام بمبادئنا وإثارة تلك القضايا وكل ما نهتم به”.
وأكد جونسون أن الغرب ارتكب خطأ بالسماح لنفسه بالاعتماد على النفط والغاز من روسيا لأن ذلك سمح عملياً لبوتين باستخدام ذلك للتهديد.
وتخطط بريطانيا للتخلص التدريجي من واردات النفط الروسية. وتمثل الواردات الروسية 8 في المائة من إجمالي الطلب على النفط في المملكة المتحدة.
وروسيا هي أكبر منتج للغاز في العالم، وثاني أكبر منتج للنفط بعد السعودية. وقاومت السعودية والإمارات الضغوط الأميركية والأوروبية، في محاولة منها للمحافظة على تحالف “أوبك+” الذي يتحكم بكميات الإنتاج في السوق وتقوده الرياض وموسكو.