يديعوت: هذا هو الدرس الإسرائيلي المستفاد من الأزمة العالمية
سلّطت وسائل إعلام عبرية، الضوء على الدرس الذي استفادت منه المؤسسة الإسرائيلية من الأزمة العالمية الحالية، مشيرة إلى أنه يجب على تل أبيب، الدمج بين الحذر والتكيف مع التغيرات وصد التهديدات المتعاظمة، وفي مركزها المشروع النووي الإيراني.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، في مقال كتبه كل من عاموس جلعاد وميخائيل ميلشتاين، إن على تل أبيب أخذ الدروس والاستفادة من الأزمة العالمية.
وقالت: “بعد أسبوع ونصف من نشوب المعركة في أوكرانيا، اتضح أن التطورات في الأحداث الحالية من الممكن أن تهز النظام العالمي ككل”.
وأكدت أن هذه أزمة ستصدح آثارها لزمن طويل، وقد تؤدي إلى سدول “ستار حديدي جديد” يقسم العالم على الأقل بين قطبين سياسيين، ثقافيين واقتصاديين.
وأضافت: “سواء حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهدافه الكاسحة أم تضررت موسكو بسبب العقوبات السابقة التي فرضت عليها، بل وحتى قدمت تنازلات في أعقابها، فإن الواقع لن يعود ليكون على ما كان عليه قبل 24 شباط/ فبراير 2022”.
وأردفت بأن “الأزمة في أوكرانيا، جعلت دول الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل، تبدأ بفقد الثقة بواشنطن كقوة عالمية، لا سيما بعد الانسحاب العاجل من أفغانستان، والسلبية في ضوء الصراع الجاري في الخليج، والعودة المتوقعة للاتفاق النووي، في حين عززت ثقتها بالذات وبشجاعة طهران وحلفائها.
ورأت الصحيفة، أن “الأزمة في أوكرانيا تعظم هذه الميول؛ وتبين ضعف الغرب العميق، رغم الخطوات المضادة الدراماتيكية التي سبقت ذلك”.
وأشارت إلى أنه يجب على تل أبيب، الدمج بين الحذر والتكيف مع التغيرات وصد التهديدات المتعاظمة، وفي مركزها المشروع النووي الإيراني، محذرة من أن طهران ستشعر بارتياح في عالم يكون فيه التحدي لقوة واشنطن.
وشددت “يديعوت”، على أهمية بذل تل أبيب لمزيد من الجهود من أجل بناء قوة، لإحباط مشروع إيران النووي، مشيرة إلى أن المؤسسة الإسرائيلية تقف أمام واقع معقد بعضه يتغير دراماتيكيا بينما يبقى بعضه مثلما كان، وبالتالي فإن عليها أن تحافظ على الذخائر القائمة، ولكن يجب عليها أن تكون جاهزة لكل الاحتمالات.
واستطردت: “عمليا من الأفضل لإدارة تل أبيب الإبقاء على التنسيق الاستراتيجي مع موسكو، والذي سيمنحها القدرة على الوقوف في وجه القوة الإيرانية، منوهة إلى أن الأهم من ذلك هو عمل تل أبيب على تطوير القوة الذاتية والتعلم من الأزمة الحالية عن التدخل الغربي المحدود في النزاعات الخارجية”.
وإضافة لما سبق، فقد طالبت الصحيفة العبرية، الإدارة الاسرائيلية بإبراز الذخر الاستراتيجي لإسرائيل في ضوء علاقاتها مع الطرفين المتصارعين، بعد أن عبرت عن ذلك، عند الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء نفتالي بينيت إلى موسكو.
ورأت “يديعوت” أن استيعاب مهاجرين من أوكرانيا، وفتح الأبواب أمامهم، سيكون له تأثيرات إيجابية وسيعود بالنفع على المؤسسة الإسرائيلية.
وأوضحت أن هناك ارتباطا للأزمة العالمية الحالية بالموضوع الفلسطيني، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يفضل عدم الانشغال بها حاليا، مضيفة أن “الغزو الروسي لأوكرانيا يحتم على تل أبيب التركيز على الصراع الكتلي المتجدد، وعلى النووي الإيراني والمشاكل الداخلية”.
ونبّهت إلى أن اهتمام أصحاب القرار في إسرائيل بتلك المسائل، والتي تتميز حاليا بهدوء خادع ولكنها تنضج على نار هادئة، هو أمر ممتاز للغاية، مشيرة إلى أنه على مدى الزمن ستكون هذه المسائل، ذات آثار لا تقل عن آثار الأزمة العالمية الحالية بل وربما تفوقها.