أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

الحرب في أوكرانيا.. طائرات بيرقدار العصا السحرية ضد القوات الروسية

على الرغم من المخاوف بشأن قدرتها القتالية في مواجهة الجيش الروسي، فإن المسيرات التركية تبدو خطيرة ومرنة حسب ما أظهرته تجربة نشرها من قبل جيش أوكرانيا في الحرب الحالية.

تقول صحيفة “لاكروا” (La Croix) الفرنسية في تقرير لها عن الموضوع إن شبكات التواصل الاجتماعي تعج منذ أيام بفيديوهات لهذه المسيرات وهي تستهدف القوافل الروسية، إذ ظهرت قوافل الدبابات التي تغزو أوكرانيا وهي تتعرض لضربات شديدة أجبرتها أحيانًا على التوقف ولو لفترة قصيرة.

والواقع، حسب الصحيفة، أن جيش أوكرانيا نظريا لا يعتبر شيئا أمام الطائرات الروسية، ومع ذلك، يبدو أن لدى أوكرانيا عصا سحرية لم تعد سرية مكّنتها من عرقلة تقدم المهاجمين إنها طائرات “تي بي2” (TB2) المسيرة التركية.

وتضيف لاكروا أن هذه الطائرات الرخيصة تصنعها شركة “بيكار ماكينا” (Baykar Makina) التركية الخاصة، وقد طلبت وزارة الدفاع الأوكرانية من تركيا عددا منها منذ عام 2019، وهي تتمتع بميزة التسبب في أضرار كبيرة للجيش الروسي مع مخاطر منخفضة للغاية للأوكرانيين، كما أن هذه الأجهزة -التي يبلغ طول جناحيها 12 مترًا- خفيفة جدًا ويمكن أن تحمل 4 صواريخ، حسب الشركة المنتجة.

وبحسب لاكروا تستخدم أوكرانيا هذه الأجهزة على خط المواجهة مع جمهوريتي دونباس ولوغانسيك المنشقتين والمواليتين لروسيا منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفي كثير من الأحيان تستخدمها بنجاح، إذ يصعب جدًا إسقاط هذه الطائرات المسيرة حتى مع المعدات التي قدمتها روسيا للانفصاليين.

ورغم أن الروس قللوا من أهمية الأضرار التي تلحقها هذه الطائرات بهم، فقد انتقدوا بشدة تركيا لتوقيعها عقودًا لبيع حوالي 20 طائرة من دون طيار من طراز “تي بي2” لأوكرانيا، وخلال اتصال هاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في ديسمبر/كانون الأول 2021، اتهم هذا الأخير نظيره التركي بالانخراط في عمل “استفزازي” و”هدام”.

لكن أوكرانيا وتركيا تتعاونان بشكل وثيق في الصناعات الدفاعية، حسب تقرير بموقع “ميدل إيست آي” (Middle East Eye) البريطاني، وهي علاقة ازدهرت في السنوات الأخيرة، وكانت الشركة المصنعة لبيرقدار تبني مصنعًا في أوكرانيا قبل نشوب الحرب، كما أن الشركات الأوكرانية أيضًا هي المنتجة لمحركات “تي بي2″، وقد باعت تركيا أكثر من هذه المسيرات إلى كييف على مدار عامين، ويعتقد بعض الخبراء أن عدد الترسانة الأوكرانية من هذه المسيرات قد يكون أعلى من ذلك.

ويعتقد العديد من المراقبين، وفقا للموقع، أن الهجوم الروسي لا يسير كما هو مخطط له، ويبررون ذلك بقولهم إنه كان من الحماقة أن ترسل موسكو قواتها إلى أوكرانيا دون القضاء أولاً على القوات الجوية الأوكرانية، بما في ذلك طائراتها من دون طيار.

ومع ذلك -تضيف لاكروا- يمكن أن يعود فشل روسيا في التخلص من المسيرات التركية إلى عدة أسباب، أهمها أنه لا يبدو أن لديها تفوقا جويا على كل المجال الجوي لأوكرانيا، وعلاوة على ذلك فإن قصف الجيش الروسي عددًا كبيرًا من القواعد الجوية الأوكرانية لا يعني أنه حيّدها جميعا، إذ لا يزال لدى أوكرانيا مدارج ومرافق تشغيلية غير معطلة.

ويقول روبرت لي، وهو باحث أول في معهد أبحاث السياسة الخارجية الأميركي، إن روسيا كانت لديها القدرة على تدمير المسيرات التركية على الأرض وفي المطارات في بداية الحرب، لكنها فشلت في القيام بذلك لسبب لم يتكشف بعد، وبالإضافة إلى ذلك، لا يبدو -حسب لي- أن الدفاعات الجوية الروسية التي رافقت القوات البرية للقتال كانت مستعدة لمواجهة هذه المسيرات، وأيضا لا يعرف حتى الآن بشكل واضح سبب ذلك.

لكن الدروس المستفادة من الحروب في سوريا وليبيا وقره باغ أثبتت بالفعل الفعالية القتالية للطائرات التركية المسيرة ضد أسلحة الدفاع الجوية السوفياتية الروسية المتنقلة مرارًا وتكرارًا، خاصةً عندما تفتقر إلى قدرة الاستشعار الشبكية، حسب ما قاله خبير عسكري لموقع “ميدل إيست آي”.

وينقل الموقع عن مصدر تركي قوله إن الأوكرانيين يستخدمون ما يسميها تكتيكات “الكر والفر” للتغلب على القوات الروسية، مضيفا أن صعوبة كشف طائرات “تي بي2” بالرادارات تساعدها بشكل كبير في مواجهة أنظمة الدفاع الروسية.

وحسب ما نقله الموقع عن المحلليْن ستيجن ميتزر وجوست أوليمانس اللذين يديران مدونة دفاعية شهيرة تسمى “أوريكسبيونكوب” (Oryxspioenkop) قولهما في ديسمبر/كانون الأول الماضي إن أحدث أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية فشلت في مكافحة “تي بي2” في ناغورني قره باغ. وأضافا أن أنظمة صواريخ أرض جو الروسية مثل بانتسير وتور وبوك، التي تم نشرها في سوريا وليبيا وناغورني قره باغ، أثبتت أيضًا أنها قليلة القدرة على مواجهة الطائرات التركية المسيّرة.

المصدر: ميدل إيست آي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى