زيلينسكي يشعر بخذلان الغرب ويؤكد أنه الهدف الأول لبوتين.. قوات روسية على مشارف كييف وقصف بصواريخ باليستية على أوكرانيا
استمرت المعارك العنيفة لليوم الثاني على التوالي بين الجيش الأوكراني والقوات الروسية التي شنت فجر أمس الخميس هجوما جويا وبريا وبحريا ضخما دمرت خلاله في غضون ساعات الدفاعات الجوية الأوكرانية، واستولت على مواقع ومنشآت إستراتيجية، بما فيها محطة تشرنوبل للطاقة النووية، في غزو خلف خسائر بشرية فادحة، ورد عليه الغرب بعقوبات جديدة.
ووصلت المعارك إلى مشارف العاصمة الأوكرانية كييف، في حين نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) الأميركية عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن قوات روسية قدمت من روسيا وبيلاروسيا تتجه نحو العاصمة كييف من محورين لتطويقها.
وذكرت الشبكة أن مسؤولين أميركيين أبلغوا مشرعين أميركيين أن قوات روسية باتت على بعد نحو 32 كيلومترا من كييف.
وقال أنطون هيراشتشينكو وهو مستشار لوزير الداخلية الأوكراني إن أوكرانيا تتوقع هجوما بالدبابات الروسية على العاصمة كييف اليوم الجمعة والذي قد يصبح أصعب يوم في الحرب.
وأكد المستشار أن المدافعين عن كييف جاهزون بصواريخ مضادة للدبابات قدمها حلفاء أجانب.
وبدورها حذرت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني من إن القوات الروسية ستدخل مناطق على مشارف العاصمة كييف اليوم الجمعة بعدما قال مسؤولون إن المدينة ومناطق أخرى تعرضت لقصف صواريخ روسية في الساعات الأولى من الصباح.
وأضافت أن وحدات الجيش الأوكراني تدافع عن مواقع على أربع جبهات رغم تفوق عدد القوات الروسية.
وبالتوازي مع ذلك، أعلن مكتب وزير الدفاع الأوكراني للجزيرة، أن قواتهم دمرت قبل قليل رتلا من المدرعات الروسية قرب هوستوميل شمال غرب كييف.
ويقول مسؤولون أميركيون وأوكرانيون إن روسيا تهدف إلى الاستيلاء على كييف والإطاحة بالحكومة.
وسيطرت روسيا أمس على محطة تشرنوبل للطاقة النووية سابقا في شمال كييف على امتداد أقصر طريق مؤد إلى العاصمة من بيلاروسيا.
تقدم القوات الروسية
ومع استمرار المعارك قرب كييف أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الأوكرانية تمكنت من إيقاف القوات الروسية عن التقدم في معظم الاتجاهات، مشيرا مع ذلك إلى أن روسيا استأنفت ضرباتها الصاروخية وتستهدف منشآت عسكرية ومدنية على السواء.
وتهد زيلينسكي بالبقاء في كييف، حيث تقاتل قواته قوات روسية تتقدم صوب العاصمة، في أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
وحذر زيلينسكي في رسالة مصورة من أن “(العدو) حددني على أنني الهدف الأول، وعائلتي هي الهدف الثاني، إنهم يريدون تدمير أوكرانيا سياسيا من خلال تدمير رئيس الدولة”.
وأضاف “سأبقى في العاصمة، عائلتي موجودة أيضا في أوكرانيا”، مشيرا إلى أنه تلقى معلومات عن دخول مجموعات تخريبية تابعة للعدو إلى كييف.
وكشف زيلينسكي أن 137 من العسكريين والمدنيين لقوا حتفهم في القتال حتى الآن وأصيب مئات آخرون، وكان مسؤولون أوكرانيون قد أعلنوا في وقت سابق عن مقتل 70 شخصا على الأقل.
وفيما يشبه الانتقاد لحلفائه الغربيين أعرب زيلينسكي عن أسفه لأن كييف “تُركت وحدها” في مواجهة الجيش الروسي الذي بدأ أمس الخميس غزو بلاده، وقال “تُركنا وحدنا للدفاع عن بلدنا”، مضيفا “مَن هو مستعد للقتال معنا؟ لا أرى أحدا”.
وتابع “مَن مستعد لضمان عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي؟ الجميع خائفون”، وذلك في وقت أشار الحلف إلى أنه لن يرسل قوات لدعم أوكرانيا.
وفي السياق ذاته، أعلن الجيش الأوكراني أنه أوقف تقدم عدد كبير من المركبات الروسية المدرعة على حدود نهر تيتيريف، حيث تم تدمير الجسر عبر النهر، حسب قوله.
وأضاف “تقاتل قواتنا الجوية العدوان الروسية في منطقتي ديمر وإيفانكوفا في كييف”.
وفي تصريحات أخرى، قال الرئيس الأوكراني إن موسكو ستضطر إلى “التحدث” مع أوكرانيا “عاجلا أو آجلاً” لإنهاء القتال، ووقف الغزو، وبقدر ما تبدأ هذه المحادثات في وقت مبكر، تقل الخسائر التي ستتكبدها روسيا نفسها”.
وأضاف لا نخاف روسيا لكن ما هي الضمانات لأمن بلادنا وما هي الجهات والدول التي ستقدم هذه الضمانات، فالكل خائف من إعطائنا ضمانات للانضمام إلى الناتو والحقيقة لا أحد يريدنا، ولا أحد يريد أن يحارب معنا.
من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن العاصمة كييف تعرضت لغارات روسية “مروعة” تشبه الغارات التي شنتها ألمانيا النازية على المدينة.
وكتب كوليبا على تويتر: “ضربات صاروخية روسية مروعة على كييف”.
وتابع يقول إن “آخر مرة شهدت عاصمتنا مثل عمليات القصف تلك كانت في عام 1941 عندما تعرضت لهجوم من ألمانيا النازية. وتمكنت أوكرانيا من دحر هذا الشر في ذلك الحين وستهزمه هذه المرة أيضا”.
خسائر روسية
من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الليتواني أن روسيا خسرت أكثر من 30 دبابة وحوالي 130 مدرعة و7 طائرات مروحية في أوكرانيا خلال الليل.
بدورها، قالت خدمة حرس الحدود الأوكرانية اليوم الجمعة إن ضربة صاروخية أصابت موقعا حدوديا أوكرانيا في منطقة زابوريجيا بجنوب شرقي البلاد، مما أدى إلى مقتل وإصابة بعض الحراس.
ولا توجد للمنطقة حدود برية مع روسيا، لكنها تقع على ساحل بحر آزوف الذي تشترك فيه أيضا دول جوار.
ويبلغ عدد سكان أوكرانيا 44 مليون نسمة، وهي أكبر دولة في أوروبا من حيث المساحة بعد روسيا، وصوتت لصالح الاستقلال عند سقوط الاتحاد السوفياتي، وكثفت في الآونة الأخيرة جهودها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) والاتحاد الأوروبي، وهي تطلعات تثير حنق موسكو.
ونفى بوتين لأشهر عدة أنه كان يخطط للغزو، حتى عندما حذرت الولايات المتحدة من أن هناك هجوما يلوح في الأفق ونشرت صور الأقمار الصناعية للقوات الروسية وهي تحتشد على حدود أوكرانيا.
وكشفت الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وكندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي عن مزيد من العقوبات على روسيا بهدف إبعاد البنوك والحكومة والنخبة الروسية خارج النظام المالي العالمي.
وكانت روسيا تعرضت لعقوبات هذا الأسبوع، منها تحرك ألماني لوقف خط غاز “نورد ستريم 2” من روسيا الذي يكلف 11 مليار دولار.
المصدر: الجزيرة