معارك طاحنة بأوكرانيا واتهامات لروسيا باستخدام صواريخ باليستية و”الناتو” يعزز وجوده العسكري شرقي أوروبا
تتواصل المعارك في جميع مناطق أوكرانيا بعد بدء روسيا عملية عسكرية شاملة ضد جارتها فجر اليوم الخميس، فيما أعلنت كييف استخدام الجيش الروسي صواريخ باليستية، وسط أنباء عن حشد الناتو قواته العسكرية في دول شرق أوروبا.
وأكد الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي أن القوات الروسية تحاول السيطرة على مدينة تشيرنوبل شمالي البلاد، معتبرا أن هذا إعلان حرب على القارة الأوروبية بأكملها.
كما أكدت وسائل إعلام أوكرانية تدمير روسيا منشأة لتخزين النفايات النووية في منطقة تشيرنوبل.
وأفاد مستشار مكتب الرئيس الأوكراني أن معارك تدور على بعد خمسة كيلومترات فقط عن محيط مدينة خاركيف، شرقي أوكرانيا؛ كما أعلن الجيش أنه دمر أربع دبابات روسية في محور خاركيف.
وأظهرت صور دبابات للجيش الأوكراني في الطريق إلى خاركيف، في إطار تعزيزات أرسلها إلى تلك المنطقة.
وبث ناشطون صورا تظهر مبنى من طوابق عدة، بعد تعرضه لقصف روسي قرب مدينة خاركيف، دون ذكر معلومات عن خسائر بشرية.
وأكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن الجيش الروسي يستخدم صواريخ باليستية.
وأكد حرس الحدود الأوكراني أن قواته تخوض قتالا ضد القوات الروسية قرب مدينة سومي شرقي البلاد، مبرزا أن مواجهات تجري مع قوات روسية تحاول السيطرة على مطار غوستوميل في منطقة كييف.
قصف عنيف
وتحدثت وسائل إعلام محلية عن تعرض قاعدة ميليتوبول الجوية الأوكرانية لقصف روسي عنيف. كما أظهرت صور بثت على مواقع التواصل الاجتماعي قصفا صاروخيا يستهدف مطار “إيفانو فرانكيفسك”، غربي أوكرانيا.
وسمع دوي انفجار كبير في المطار، كما اشتعلت النيران في إحدى قاعاته، وتصاعدت ألسنة اللهب منها.
وقد أغلقت معظم المحال التجارية وفروع المصارف في العاصمة الأوكرانية أبوابها، بعد أن شهدت إقبالا كثيفا من المواطنين. واكتظت شوارع المدينة بالسيارات، حيث يحاول بعض الأهالي مغادرة المدينة.
وكان البرلمان الأوكراني أقر حالة طوارئ في البلاد ابتداء من منتصف ليل الأربعاء، بينما دعا رئيس البلاد المواطنين لالتزام منازلهم وعدم الخروج منها.
وأظهرت صور تصاعد أعمدة الدخان في العاصمة الأوكرانية، وقالت وكالة رويترز إن الدخان تصاعد من مبنى استخبارات وزارة الدفاع الأوكرانية.
إسقاط مروحيتين
وأعلنت القوات المسلحة الأوكرانية، الخميس، إسقاط مروحيتين روسيتين في منطقة غوستوميل قرب العاصمة كييف.
وقالت خدمة الطوارئ الحكومية، في بيان، إن طائرة عسكرية أوكرانية سقطت نواحي منطقة جوكيفتسي قرب كييف، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص.
وكانت أوكرانيا أعلنت في وقت سابق مقتل 50 عنصرا روسيا وإسقاط 7 طائرات وتدمير 4 دبابات روسية.
وأسرت القوات الأوكرانية، الخميس، جنديين روسيين ونشرت صورهما، بحسب معلومات حصلت عليها الأناضول من السفارة الأوكرانية لدى أنقرة. وأوضحت المعلومات أن القوات الأوكرانية أسرت جنديين بعد تجريدهما من سلاحهما في محيط العاصمة كييف.
اتهامات لبيلاروسيا
وأكدت وزارة الدفاع الأوكرانية إطلاق أربعة صواريخ باليستية من بيلاروسيا باتجاه مناطق في جنوب غربي أوكرانيا.
وأعلن جهاز حرس الحدود الأوكراني في بيان الخميس أن قوات روسية دخلت منطقة كييف من بيلاروسيا لتنفيذ هجوم بصواريخ غراد على أهداف عسكرية.
وتحدث صحفي في وكالة الصحافة الفرنسية عن تحليق مروحيات مجهولة الهوية ضمن مجموعات على علو منخفض في ضاحية كييف، العاصمة الأوكرانية.
وأدانت فرنسا استخدام روسيا أراضي بيلاروسيا المجاورة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد أوكرانيا، وأعلنت أنها ستعزز دعمها لكييف بما في ذلك الدعم العسكري.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان إن باريس “تدين استخدام أراضي بيلاروسيا بموافقة نظام (ألكسندر) لوكاشنكو لشنّ هذا العدوان على دولة ذات سيادة”.
ودخلت قوات برية روسية الأراضي الأوكرانية من روسيا وبيلاروسيا صباح الخميس، وفق ما ذكرت سلطات أوكرانيا.
وقال وزير دفاع ليتوانيا إن بيلاروسيا شريكة في العدوان وسمحت لطائرات روسية باستخدام مجالها الجوي ضد أوكرانيا.
وكان الاتحاد الأوروبي قد دعا بيلاروسيا إلى “عدم المشاركة” في الهجوم الروسي على أوكرانيا.
نزوح
وبدأت حركة نزوح بكييف حيث يتجنب السكان مناطق بعينها، تعرضت للقصف الروسي أو تقع بالقرب من مناطق قصفت بالفعل.
كما سمعت صفارات الإنذار تدوي في أكثر من منطقة بالعاصمة، وهرع السكان إلى الأسواق للتزود بالمواد الغذائية.
وأظهرت صور زحاما غير عادي في محال البقالة، حيث يسعى السكان لتخزين ما يمكن من الأغذية.
الرواية الروسية
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن عمليتها العسكرية المتواصلة أخرجت 74 منشأة عسكرية برية أوكرانية من الخدمة.
ونشرت وسائل إعلام روسية صورا قالت انها لقصف استهدف وحدة عسكرية في مدينة “بروفاي”، شرق العاصمة الأوكرانية كييف.
وأظهرت الصور حجم الدمار الذي لحق بالوحدة، وتصاعد أعمدة الدخان منها، بعد ساعات من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وقالت السلطات المحلية إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا في بروفاري.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت 3 مراكز قيادة عمليات عسكرية أوكرانية، فيما أعلن الانفصاليون في لوغانسك تدمير 21 آلية عسكرية أوكرانية وفرقتين عسكريتين في معارك غربي لوغانسك.
وقال الكرملين الخميس إن العملية العسكرية ضد أوكرانيا ستستمر طالما أنها ضرورية بناء على “نتائجها” و”جدواها” مقدّرا أن الروس سيدعمون هجوما مماثلا.
وأكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين أن موسكو تهدف إلى فرض “وضع محايد” في أوكرانيا ونزع سلاحها والقضاء على “النازيين” الذين قال إنهم موجودون في البلاد.
تعزيزات “الناتو”
وأعلن حلف شمال الأطلسي أنه سيرسل قوات دفاعية برية وجوية وقطعا بحرية إلى شرقي أوروبا، وقال إنه رفع مستوى الاستعداد لقواته، للرد على حالة الطوارئ شرقي أوروبا.
وكشف الناتو عن اتخاذ إجراءات إضافية لتقوية الدفاع في جميع دول الحلف، مؤكدا أن إجراءاته ستظل وقائية ومتوازنة وغير تصعيدية.
ووصف الحلف أفعال روسيا بأنها تهديد للأمن الأوروبي، وسيكون لها عواقب إستراتيجية.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم الخميس إن الحلف سينشر قدرات وقوات على أراضيه، وإنه وضع أكثر من 100 طائرة حربية في حالة تأهب قصوى.
وسيعقد زعماء الدول الأعضاء في الحلف قمة عبر الإنترنت غدا الجمعة. وقام الحلف أيضا بتفعيل خططه الدفاعية لمنح القادة العسكريين الإذن بتحريك القوات ومنها القوات الموجودة في حالة تأهب قصوى.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي بعد أن ترأس اجتماعا طارئا لسفراء الحلف “يجب أن نرد بعزم متجدد ووحدة أقوى.. ما نفعله هو إجراء دفاعي”.
واندلعت الحرب مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فجر اليوم، الخميس، العملية العسكرية في أوكرانيا. وقال بوتين إنه لا يريد احتلال أوكرانيا، بل نزع سلاحها.
وطلب الرئيس الروسي من الجنود الأوكرانيين إلقاء السلاح، متوعدا كلّ من قال إنه يهدد بلاده برد فوري.
في المقابل، وفي كلمة وجهها للشعب، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إنّ بلاده تتعرض لهجوم روسي من كلّ الجهات. ودعا زيلنسكي كل من يستطيع حمل السلاح من المواطنين الأوكرانيين للانضمام إلى القتال.