قطر تدعو مصدري ومستوردي الغاز للتعاون لضمان أمن الإمدادات
قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن بلاده ستواصل دعم مصالح الدول المصدّرة للغاز والعمل مع الشركاء لتلبية الطلب المتزايد لهذا المصدر الحيوي.
وأكد الشيخ تميم، خلال افتتاح القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز المنعقدة في الدوحة، اليوم الثلاثاء، تحت شعار “الغاز الطبيعي: رسم مستقبل الطاقة”، أنّ قطر تعمل على تطوير وزيادة طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنوياً حالياً إلى 126 مليون طن سنوياً بحلول عام 2027.
وأضاف: “نجدد دعوتنا إلى تعزيز الحوار والتعاون بين الدول الأعضاء من جهة، وبين المصدّرين والمستوردين من جهة أخرى، لضمان أمن إمدادات الغاز الطبيعي واستقرار أسواق الغاز العالمية”.
وتابع: “سنبقى ملتزمين بتعزيز دور الغاز الطبيعي في التحول إلى اقتصادات منخفضة الكربون، وبالعمل جنباً إلى جنب مع جميع شركائنا لتحقيق نمو مستدام في صناعة الغاز ولتلبية الطلب المتزايد على هذا المصدر الهام للطاقة، كما سنعمل على تشجيع الاستثمارات وتطوير البنى التحتية، وقدرات الدول الأعضاء على الاستجابة للكوارث الطبيعية والحوادث”.
وقال أمير قطر، إنّ العالم شهد خلال العقدين الماضيين تغيراً كبيراً في خارطة الطاقة، احتل الغاز الطبيعي فيها حيّزاً كبيراً، وذلك لأسباب متعددة منها أنه مصدر الطاقة الأقل إضراراً بالبيئة من بين مصادر الطاقة الأحفورية الأخرى، وقد تمكن الغاز الطبيعي من احتلال مساحات متزايدة من سلة الطاقة في العديد من دول العالم.
وأضاف أنّ منتدى الدول المصدرة للغاز “لعب دوراً كبيراً في تعزيز مُساهمة الغاز الطبيعي في دعم الاقتصادات ومواجهة التحديات البيئية، وهو ما يسهم أيضاً في تحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة”.
وأكد أنّ التحول إلى طاقة منخفضة الكربون لا يتعلّق بالمنتجين فحسب، بل يرتبط أيضاً ارتباطاً وثيقاً بالمستخدمين النهائيين الذين تحدد سلوكياتهم الاستهلاكية مدى فعالية ونجاح هذا التحوّل.
وقال: “لا بد لجهود التحول أن تتبع نهجاً متوازناً يأخذ بعين الاعتبار متطلبات التنمية البشرية والاقتصادية في الدول النامية والمجتمعات الفقيرة حيث يُحرم ما قد يصل إلى مليار إنسان من الكهرباء والوقود المصدرين الأساسيين اللذين تتطلبهما الحياة الكريمة للإنسان”.
وتابع: “أكدت دولة قطر في العديد من المناسبات التزامها بدعم الانتقال إلى طاقة منخفضة الكربون من خلال العمل على إزالة المزيد من الكربون من سلسلة إنتاج الغاز، حيث تم تشغيل أكبر منشأة على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعزل واحتجاز الكربون بقدرة سنوية تصل إلى 2.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنوياً منذ عدة سنوات وستصل هذه القدرة إلى حوالي 9 ملايين طن بحلول عام 2030”.
وأشار إلى “أهمية تسليط الضوء على مكانة الغاز الطبيعي الهامة كمصدر طاقة أساسي نحتاجه بشكل كبير لإدارة الطبيعة غير المنتظمة لموارد الطاقة المتجددة ولتعويض تقلبات الطلب اليومية والموسمية”.
وحضر الافتتاح كل من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، رئيس موزمبيق فيلب نيوسي، ورئيس جمهورية غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، ورئيس وزراء ترينيداد وتوباغو كيث رولي، وعدد من الوزراء ورؤساء وفود الدول.
وتلتئم هذه القمة وسط مخاوف من أن تقطع روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا، مع تصاعد الأزمة الأوكرانية. ووصف الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز محمد هامل، القمة بأنها “تمثل لحظة تاريخية” في مسيرة المنتدى.
وأكد هامل، في كلمة مكتوبة موجهة إلى القمة، أنّ رؤساء الدول والحكومات المجتمعين في الدوحة سيحددون خلال القمة الاتجاه المستقبلي للمنتدى باعتباره الفضاء الذي يجمع مختلف أعضائه.