“هآرتس”: الطريق باتت ممهدا للاتفاق البحري بين لبنان وإسرائيل
نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن مسؤولين كبار في المنظومة الأمنية، اعتقادهم أن “الطريق بات ممهداً، لتوقيع اتفاق بحري بين إسرائيل ولبنان، بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية”.
وقالت الصحيفة إن “هذا الاعتقاد السائد لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية، يأتي بعد رسالة نقلها المبعوث الأمريكي الخاص بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، عاموس هوكشتاين، إلى تل أبيب في الأيام الأخيرة، مفادها أن زعيم حزب الله، حسن نصر الله، أعطى موافقته إلى الحكومة اللبنانية بالتقدم في المفاوضات”.
وأضافت هآرتس أن “الاتفاق من شأنه جلب أرباح إلى البلدين من مخزونات الغاز الموجودة في المنطقة المتنازع عليها، الأمر الذي سيساعد لبنان في التخلص من أزمته الاقتصادية”.
وتابعت أنه “وفق الاتفاق البحري المحتمل، ستحصل شركات طاقة دولية، على حقوق بالبحث واستخراج الغاز الطبيعي، ومن ثمّ يتفق الطرفان، على وسيط دولي، سيحدد مستوى الأرباح التي ستحصل عليها كل دولة” حسب زعم الصحيفة.
وقالت هآرتس: “رغم أن حزب الله كان رفض التوصل إلى مثل هذا الاتفاق الذي من شأنه أن يمنعه من العمل ضد إسرائيل مستقبلاً في الساحة البحرية التي بَنى فيها خلال السنوات الأخيرة قدرات هجومية، فإن مسؤولين في المنظومة الأمنية الإسرائيلية يعتقدون أن حزب الله معني بالاتفاق، لتخفيف الضغط اللبناني الداخلي ضده بسبب الأزمة الاقتصادية”.
ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤول أمني إسرائيلي، أبلغها قبل أيام، أن الاتفاق البحري يحظى بأولوية كبيرة لدى الولايات المتحدة من أجل المساعدة في تخفيف أزمة الطاقة في لبنان، وبالتالي الحفاظ على الاستقرار الأمني في المنطقة.
وأشارت هآرتس إلى أن العائق الرئيس للاتفاق هو إعطاء حزب الله للحكومة اللبنانية تأييداً علنياً له، والذي قد يُفسر على أنه نوع من التطبيع مع إسرائيل أو اعتراف بسيادتها على المنطقة المتنازع عليها.
ولم يُصدر أي من الحكومة اللبنانية أو حزب الله تعقيباً فورياً على ما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية.
ويسود غموض حول نتائج الزيارة التي أجراها الموفد الأمريكي هوكشتاين إلى بيروت في 8 فبراير/شباط الجاري، والتقى خلالها مجموعة من المسؤولين، وقدمّ لهم اقتراحات جديدة بشأن قضية ترسيم الحدود، ضمن المفاوضات غير المباشرة مع تل أبيب.
وأعرب الرئيس اللبناني ميشال عون، عقب لقائه هوكشتاين في 9 فبراير/شباط، عن “استعداد بلاده للبحث في النقاط ا لتي طرحها الأخير”، مؤكداً أنه “سيُجرى دراستها انطلاقاً من إرادة الوصول إلى حلول لهذا الملف، وسوف يستمر التواصل مع الجانب الأمريكي تحقيقاً لهذه الغاية”.
إلا أن “اللقاء المثمر” وفق السفارة الأمريكية في بيروت، كان مع قائد الجيش اللبناني جوزيف عون.
وذكرت السفارة أن “اتفاقاً على الحدود البحرية يمكنه أن يخلق فرصة تشتد الحاجة إليها لتحقيق الازدهار لمستقبل لبنان”، دون مزيد من التفاصيل.
وبين لبنان وإسرائيل منطقة متنازع عليها تبلغ 860 كيلومتراً مربعاً، حسب الخرائط المودعة من جانب لبنان وإسرائيل لدى الأمم المتحدة، وتعد هذه المنطقة غنية بالنفط والغاز.
وانطلقت من أجل ذلك مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين في أكتوبر/تشرين الأول 2020، برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أمريكية، وعُقدت 5 جولات من التفاوض أحدثها في 4 مايو/أيار الماضي.
وكان وفد بيروت قدم خلال إحدى المحادثات خريطة جديدة تدفع باتجاه 1430 كيلومتراً إضافياً للبنان، وتشير إلى أن المساحة المتنازع عليها هي 2290 كيلومتراً ، وهو ما رفضته إسرائيل وأدى إلى توقف المفاوضات.