الداخلية الإسرائيلية تقرر إجراء انتخابات محلية في الجولان
أصدر وزير الداخلية الإسرائيلي، أرييه أدرعي، قراراً بإجراء انتخابات محلية في قرى هضبة الجولان السورية المحتلة، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1967، بحسب ما نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية.
وذكرت الصحيفة في عددها الصادر الاثنين، أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز السيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، كما تأتي في إطار محاولات دمج المجتمع الدرزي في كافة مناحي الحياة، وفق قولها.
وأوضحت أن الداخلية الإسرائيلية قامت بتعيين مجالس محلية مؤقتة لإدارة شؤون قرى الجولان، إلى حين إجراء الانتخابات البلدية مطلع تشرين أول/ أكتوبر القادم.
من جانبه، قال المحلل والناشط السياسي سلمان فخر الدين في تصريجات صحفية، “إن إجراء هذه الانتخابات تحت إشراف دولة الاحتلال بحاجة لتوضيحات ونقاشات معمقة داخل الوسط الجولاني بكافة أطيافه، لمعرفة الهدف الحقيقي من هذه الانتخابات، خاصة إذا عرفنا أن هذه المنطقة تقع ضمن إشراف الأمم المتحدة”.
وتساءل فخر الدين، من قرية مجدل شمس في “الجولان”، ما إذا كانت سلطات الاحتلال تعتزم استخدام الـ “فيتو” على بعض القوائم الانتخابية، لمنع مرشحين من المشاركة بحجة موالاتهم لجهات تعتبرها معادية لها.
وشدد على أن أغلب القوى السياسية تتجه لمقاطعة هذه الانتخابات، قائلا “لا يمكن استخدام حق ديمقراطي لتبرير سياسات الاحتلال وتثبيت وجوده”.
وأضاف “هذا لن يمنعنا في المقابل من المطالبة بتلقي خدمات محلية جيدة، فالمنطقة محتلة وفقاً للقانون الدولي، ومن واجب الدولة المحتلة توفير الخدمات الأساسية للمواطنين”.
و”تهدف إسرائيل من وراء هذه الانتخابات إلى تجميل صورتها أمام العالم، من خلال الادعاء بأن سكان الهضبة المحتلة راضين عن سياستها، بدليل أنهم يشاركون في انتخاباتها (…)، وهذا قفز عن الواقع”، وفقا للناشط السياسي “فخر الدين”.
يشار إلى أن هضبة الجولان تضم 5 مجالس محلية هي (مسعدة وبقعاثا ومجدل شمس وعين قينيا) وتقدم خدمتها لحوالي 25 ألف مواطن عربي من أصل 700 ألف هجرّتهم المؤسسة الاسرائيلية خلال وبعد حرب حزيران/ يونيو 1967.
وكانت إسرائيل قد احتلت الهضبة السورية في حرب 1967، ولا تزال تسيطر على ثلثي مساحتها الإجمالية البالغة (1860 كيلومترا مربعاً)، ولم تستطع سوريا تحريرها في حرب عام 1973.
ويخضع سكان الجولان لقانون الاحتلال الإسرائيلي الذي صدر عن البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) في كانون الأول/ ديسمبر1981.
وعمدت إسرائيل منذ احتلال الهضبة على إقامة المستوطنات غير الشرعية وشجعت اليهود على الاستقرار فيها، حتى تجاوز عددهم 18 ألف مستوطن، يقيمون اليوم في 40 مستوطنة.