الموصل: مئات الجثث لأطفال ونساء لا تزال تحت الأنقاض
لم يتغير الواقع المأساوي لمدينة الموصل القديمة، فمشاهد الدمار والركام شاخصة في كل جانب، بينما تستمر عمليات البحث عن جثث المدنيين تحت الأنقاض. مشهد مؤلم يبعث على خيبة أمل الأهالي، الذين يستنكرون حديث الحكومة عن قرب عودتهم لمناطقهم.
ويقول أبو مظفر، وهو أحد أهالي مدينة الموصل القديمة، كما نقل “العربي الجديد”، إنّ “الواقع في مدن الموصل مختلف تماما عن وعود الحكومة بقرب إعادة النازحين”، موضحا أنّ “الموصل القديمة عبارة عن ركام وأنقاض، وأنّ العمل على رفع تلك الأنقاض يجري بنسبة ضئيلة جدا، في أطراف بعض المناطق”.
وأكد “حتى اليوم لم نستطع تحديد أماكن بيوتنا المهدمة، ولم نعرف حتى شوارعنا، فالمنطقة لا يوجد فيها لا معلم شاخص ولا نقطة دالة”. وأشار “ناشدنا المسؤولين والجهات الحكومية بضرورة التحرك ووضع خطط لرفع الأنقاض كخطوة أولى، تمهيدا لخطوة الإعمار المرتقبة، ولكن لا جدوى من مناشدتنا”.
وأضاف “ما زلنا في مخيماتنا، التي لا أظن أننا سنبرحها خلال الفترة المقبلة، فالوضع العام لمناطقنا مأساوي ويبعث على اليأس تماما”.
ويؤكد مسؤولون، أنّ الموصل لا تزال تحوي مئات الجثث بينها أطفال ونساء تحت الأنقاض، إلا أن أعضاء في البرلمان يقولون إنها آلاف وليس مئات.
وفي السياق، أوضحت النائبة عن المحافظة، فرح السرّاج، في حديث متلفز، أنّ “أربعة آلاف جثة ما زالت تحت الأنقاض في مدينة الموصل القديمة، لم يتم حتى الآن إخراجها”، مؤكدة أنّ “الحكومة لم تقم بإزالة الأنقاض والتراكمات في المدينة التي تعرضت لدمار كبير”.
وأشارت إلى أن “المدينة تعيش واقعا مأساويا، لاسيما المدينة القديمة التي يبلغ عدد سكانها نحو 700 ألف نسمة”، مشيرة إلى أنّ “نحو 20 بالمائة فقط عادوا إلى مناطقهم في عموم الموصل، وأنّ أغلب المواطنين لا يستطيعون العودة بسبب عدم إمكانيتهم، وإنّ منازلهم تحتاج إلى إصلاح وترميم”.
ودعت الحكومة إلى “مساعدة النازحين على العودة، وتوفير الظروف المناسبة لإعادة الحياة لمناطقهم”.
ولا يثق الأهالي بوعود الحكومة بإعادة إعمار مناطقهم وإعادة الحياة إليها، مؤكدين أنّ الحكومة لم تخصص مبالغ مالية للإعمار في الموازنة، الأمر الذي يعني استمرار أزمة النزوح إلى مدى طويل.