أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحليات

وادي عارة.. ممر عسكري وتجاري استراتيجي عبر العصور

لم يفقد أهميته الإستراتيجية منذ الفترة الكنعانية العربية وحتى اليوم، حيث كان يشكل ممرا تجاريا وعسكريا هاما عبر العصور ولا يزال طريقا يمر منه الجيش الاسرائيلي في جميع حروبه.

كان يشكل وادي عارة ومنذ ما قبل النكبة، محورا رئيسيا للمواصلات، خصوصا أنه كان موازيا لطريق الساحل الذي يبدأ من عكا ويمتد حتى يافا. وعلى مر السنوات كان طريقا رئيسيا يربط شمال البلاد بجنوبها، إذ يبدأ من مفترق مجيدو في مرج بن عامر وينتهي جنوبي باقة الغربية، ليواصل المسافر طريقه عندها عبر شبكة طرق أخرى.

يقع وادي عارة في شمال فلسطين ويمر به طريق يربط بين السهل الساحلي والجليل الأسفل. ويقع على امتداد شارع وادي عارة بلدات عربية عديدة أشهرها مدينة أم الفحم.

سمي باسم “تل عارة” الكنعاني الذي تقع عليه قرية عارة اليوم، وقد ذكر اسمه في رسائل العمارنة الفرعونية بكونه الممر الذي عبر فيه تحوتمس الثاني خلال الحروب التي قام بها في بلاد الشام.

وهذا يدل على أن الوادي كان منذ القدم يستخدم كممر عبور رئيسي بين السهل الساحلي والجليل، حيث كان متصلا بطريق البحر إلى داخل فلسطين، نحو سوريا وبلاد ما بين النهرين.

وتتسم منطقة وادي عارة بجغرافية مميزة، فهي عبارة عن سلسلة من الجبال والهضاب تمتد على الجانبين على طول ما يقارب 10 كيلومترات، وعادة ما يمتلئ هذا الوادي بالمياه لكثرة الأمطار الغزيرة وعيون الماء الجارية من الينابيع التي تحول جانبي الوادي إلى منطقة خصبة بالأشجار والخضار، كما أن هذه المنطقة تحوي العشرات من عيون الماء والآبار التي تتوزع على جانبي الوادي، كما تنتشر الكثير من المغر والكهوف في هذه الجبال المحاذية، والتي حفرها الإنسان منذ عصور قديمة .

وتشير سجلات قائد جيش الإنقاذ العربي فوزي القاوقجي، إلى أن قوة يهودية من مستعمرة “معانيت” هاجمت القرويين الفلسطينيين في منطقة وادي عارة ليل 27-28 شباط / فبراير عام 1948، ونفذت مذبحة في وادي عارة ذهب ضحيتها أكثر من 21 عربيا.

وسارع جيش الإنقاذ إلى إرسال سرية لحمايتهم، فاشتبكت مع قوات الهاغاناه عند الفجر وكادت تصل إلى المستعمرة اليهودية لو لم تتدخل القوات البريطانية.

في الثمانينيات من القرن الماضي أقيمت العديد من المستوطنات اليهودية على امتداد الوادي من أجل منع التتابع الجغرافي لسكان عرب وادي عارة مع السكان العرب بالضفة الغربية والتي أطلق عليها اسم “خطة النجوم السبع” التي وضعها وزير الإسكان والبناء الإسرائيلي آنذاك ارئيل شارون.

وشهد وادي عارة احتجاجات منذ أحداث “يوم الأرض” عام 1976، ثم هبة الروحة ثم “هبة القدس والأقصى” عام 2000 وأخيرا في “هبة الكرامة” التي اندلعت في الداخل الفلسطيني ردا على العدوان الإسرائيلي في أيار/ مايو الأخير على قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى