أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحلياتومضات

اختتام فعاليات مراسم تهنئة شيخ الأقصى… الشيخ رائد: سنبدأ العمل من الغد ونريد العون من أبناء شعبنا ولا يجوز الوقوف موقف المراقب أو المتفرج

طه اغبارية

اختتمت مساء اليوم السبت، مراسم استقبال وتهنئة الشيخ رائد صلاح، احتفاء بخروجه من السجن، والتي بدأت الاثنين الأخير مع تنسمه الحرية من السجون الإسرائيلية واستمرت إلى مساء اليوم.

وبحضور المئات من أبناء شعبنا في الداخل، عُقدت الأمسية الختامية وتولى إدارتها الأستاذ توفيق محمد جبارين، عضو لجنة المتابعة العليا، وكانت الكلمة الأولى فيها للشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات.

وأوضح خطيب أنّ نهاية مراسم استقبال الشيخ رائد بعد تحرره، لا تعني بداية عهد من الرخاء والنقاهة مردفًا “لأن صاحب الحمل الثقيل ومن يستشعر المسؤولية ومن يوجعه ويقض مضجعه ما في مجتمعه من جراح، فإنه أبدا لا يسعى لراحة الجسد ولا يبحث أبدا عن رحلة نقاهة واستجمام، وإنما راحته وطمأنينته وأنسه بما يترك من بصمات خير وفعل خير به يفيد مجتمعه”.

وكشف أنه خلال فترة اعتقاله قال له المحقق محاولا استفزازه: جئنا بك ليكون موقعك مع رائد صلاح، فأجبته تقربا إلى الله: يشرفني ان أكون مع أخي فضيلة الشيخ رائد”.

وتطرق إلى ما حصل في مسيرة المشروع الإسلامي قبيل العام 1996 من مستجدات اعتبرها خطيب والشيخ رائد أنها كانت تمهيدا “لما لم يعد مجال للاستمرار معه من العمل على حرف بوصلة الحركة الإسلامية يومها، فكان لا خيارنا طرح مشروع تصحيح مسار الحركة الإسلامية”.

ووصف ما يجري هذه الأيام من تفاعلات سياسية بمثابة “مجزرة سياسية ترتكب بحق المشروع الإسلامي”.

وأوضح أن ما يعنيه بـ “المجزرة السياسية” يشبه “الإسلام الأمريكي” الذي كتب عنه وحذر منه الشهيد سيد قطب، وتابع “مع الأسف دارت الأيام لنجد أن إسلاما من نوع آخر بدأ يروّج له اسمه الإسلام الإسرائيلي، الذي لا يتحدث إلا عن الطعام والشراب والميزانيات والأموال وتزفيت الشوارع، لكن الإسلام الذي يتحدث عن حقنا الأوحد في القدس والمسجد الأقصى المبارك، لا يراد له أن يكون أو الإسلام الذي يتحدث عن حصار غزة أو الإسلام الذي يرفض يهودية الدولة، هذا لا يريدونه، كذلك لا يريدون الإسلام الذي يتحدث عن أننا أهل الأرض وملحها وحاضرها ومستقبلها، يريدون الإسلام الذي يتحدث عن المواطنة والمطالبة بها وكأنها وسام شرف يُقلّد”.

وزاد الشيخ كمال “هذا الإسلام يريدون له أن ينخرس عن تدنيس الأقصى ومخططات الاستيطان في القدس، وبات يميز بين مستوطن ومستوطن”.
وشدّد قائلا “هذا الإسلام الإسرائيلي نبرأ منه ولا نتعبد إلى الله بهذا الإسلام”.

وتوجّه إلى “من يلومون الشيخ كمال خطيب وأنه يواصل التحدث عن هذا الموضوع- في إشارة إلى نهج الحركة الإسلامية الجنوبية وذراعها السياسي في الكنيست، القائمة الموحدة- يقولون إن الشيخ كمال كداعية وإمام عليه أن يتحدث عن الأمور الدينية فقط، طيب تمام سأتحدث بالنهي عن المنكر وأؤمر بالمعروف، إلا يوجد في واقعنا منكر اسمه منكر سياسي، ممنوع إنكاره؟! على كل حال لا انتظر من أحد أن يقول لي ما هو المسموح وما هو الممنوع، وسنظل ننكر المنكر السياسي ولا يوجد أبشع من المنكر السياسي الموجود الآن”.

وتساءل إن كان لقاء كبار الحاخامات اليهود وزعماء الاستيطان جائزا أم منكرا يجب إنكاره!!

مجددا ذكّر الشيخ كمال خطيب بالذين سخّفوا شعار “الأقصى في خطر” الذي رفعته الحركة الإسلامية، وقال “المؤسسة الإسرائيلية اعتبرت عدم تهجير من بقوا من أبناء شعبنا خطأ استراتيجيا واعتبرت أن عدم هدم الأقصى عام 1967 كان خطأ، حين رفعنا الأقصى في خطر استهجنوا ذلك فهل بقي فلسطيني عاقل وحر يرضع حليب أمه “غير المغشوش” لا يقول إن الأقصى في خطر؟!!”.

وأكد نقول للظالمين “نحن قضاء الله وقدره على هذه الأرض، وقدر الله هنا أن نقوم بدور شرّفنا الله به. إن كانت المواقف التي نقفها في هذه الحياة التي ستمر بحلوها وبمرها، فماذا نفعل إذًا؟! ماذا يبقى من الانسان إلا مواقف الشرف أو مواقف العار تسجل كذلك على اسمه”.

وقال “نحن لا نريد السجون ولا نتمناها، ولكن هل يراد لنا أن تكمم أفواهنا وتباع ضمائرنا في بورصة الولاءات السياسية، لا ومليون لا. نحن لا نريد أن نجرح أحدا لشخصه ولا نفعل ذلك، ولكن لا يمكن أبدا أن نسكت عن إنكار المنكر السياسي”.

وختم الشيخ كمال خطيب كلمته بالقول “نحن نعيش في مرحلة صعبة وعصيبة، فهل نبيع ضمائرنا وهل يقبل منّا ربنا من أجل سلامة أنفسنا وأجسادنا ان نتنحى ونتوارى لا سمح الله ونخرج الى التقاعد، عهدنا مع الله أن نظل في سفينة شعبنا وفي مقدمة ركاب هذه السفينة، لن نتخلى عن هذا الدور لأن الله سيسألنا ماذا قدّمنا لأنفسنا وأولادنا وأحفادنا وكما قال المنشد الأخ علي صالح مساء اليوم في نشيده “لن أخون” نقولها بصوت عال “لن نخون””.

ثم كانت كلمة السيد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا، واستهلها قائلا: “في 17/11/2015 حظرت الحركة الإسلامية وكان الشيخ رائد صلاح رئيسها، اليوم في 18/12/2021، أصبح الشيخ رائد بالنموذج الذي يعطيه والثبات موضع إجماع لكل المجتمع العربي الفلسطيني في هذا البلاد، لا أقول هذا الكلام مجاملة، فقد رأينا في الأيام الأخيرة هذا النهر المتدفق من الناس على اختلاف تنوعاتهم، هذا تقدير واجماع لشخص الشيخ ونحن احوج ما نكون إلى هذا النموذج القيادي المستعد ان يدفع الثمن لا أن يقبض الثمن”.

واستهجن بركة من الذين لم يرق لهم كلام الشيخ رائد خلال المؤتمر الصحافي يوم الاثنين الأخير، حين قال “نحن خلف أبو السعيد” مشيرا إلى أن الشيخ قصد بالتأكيد صفته الرسمية كرئيس لجنة المتابعة والتي هي الإطار الذي يجمع كل مكوّنات شعبنا.

وأضاف “هناك هوامش يزعجها هذا الإجماع بين مكوناتنا تحكمهم عقلية القبلية الفئوية، يزعجهم التعاون المشتركة بين مكونات شعبنا في القضايا التي فيها إجماع، هي أصوات نشاز بطبيعة الحال، تغلّب عقلية الفتنة على عقلية الوحدة في المتابعة”.

وتطرق إلى المهمات التي تنتظر الشيخ رائد صلاح في المرحلة القادمة وفي مقدّمتها استئناف دوره في بناء لجان الإصلاح وإفشاء السلام في المجتمع العربي.

ثم نوّه مدير المنصة الأستاذ توفيق جبارين معتذرا إلى كل من “لم ننتبه لتحيتهم وذكر أسمائهم، ونعتذر من كل أخ كان يريد أن يكون متحدثا ولم ننتبه له”.

المحتفى به الأسير المحرر الشيخ رائد صلاح، رحّب بضيوف منصة الشرف وجميع الحضور. وتوجّه بعدة نصائح أو وصايا كما قال إلى الحضور وأبناء شعبنا قائلا “غدا نبدأ بإذن الله تجديد العهد مع واجباتنا التي كلّفنا بها وفق مفهوم ثوابتنا”.

وقال “في هذا الموقف أتذكر كلمة لأسير سياسي عاش في السجن 17 عاما، وبعد ذلك خرج من السجن، هو الأسير حسن الهضيبي رحمه الله، بعد أن خرج من السجن كان هنالك احتفال لمناسبة خروجه، وقدّموه ليلقي كلمة فوقف على المنصة وقال جملة واحدة ونزل عن المنصة قال “أيها الاخوة لقد انتهى وقت القول وحان وقت العمل”. من هذه الرسالة ودلالاتها أقول: اجتهدنا أن نعمل في الماضي ومن غد إن شاء الله سنواصل أن نعمل بهذه العزيمة التي نستمدها من الله وما توفيقي الا بالله، ولذلك أوصيكم وأرجوكم أن تتكرموا علينا بدعائكم الدائم إن شاء الله تعالى”.

وأشار إلى أن هموم مجتمعنا العربي الفلسطيني: “أثقل من الجبال، فملف العنف هم أثقل من الجبال، فكيف بباقي القضايا، وإذا اضفنا مأساة أهلنا في النقب والمدن الساحلية ومأساة القدس والاقصى كل واحدة من هذه القضايا كالجبال، انا وإخواني الشيخ كمال والأستاذ محمد بركة وباقي قيادات شعبنا، لا نملك عصى سحرية، نحن مطالبون أن نعمل وأن نصبر ونواصل العمل وأن نستحضر الخوف من الله فقط، كل هذا صحيح، ولكن أرجوكم لا يجوز منكم أن تقفوا موقف المراقب فقط، انا وإخواني سننجح عندما تكون الأيدي كلها في موقف واحد، نتعاون على الواجب الواحد لعلاج كل قضايانا المعروفة للجميع، القيادة بحاجة إلى معونة الناس وقوتها من قوة القاعدة الجماهيرية وقوتها من قيادة قيادتها بقدر ما تلتحم معها. المطلوب أن نلتحم سويا على هذه السياسة، يجب ألا نقف موقف المراقب والمتفرج في مباراة كرة قدم. كلنا في طريق واحد في رؤية وحل وعلاج وعمل مطلوب يجب أن نتعاون عليه”.

وأضاف الشيخ رائد “لم نكن في يوم من الأيام نعشق السجون، بالعكس أنا أحب الحرية، ولكن في نفس الوقت، العثرة لا تمنعنا أن نقف ونستقيم مرة ثانية، وننتصب ونكمل المسيرة، كلنا علينا أن نعمل. التحديات كثيرة والهموم كموج البحر، ومع ذلك لا أريد أجاملكم”.

وأشار إلى سيرة الخليفة عمر ابن عبد العزيز وكيف نجح في سنة واحدة من إنجاز الكثير رغم كثرة الفتن والعثرات، واستطرد “أنا أؤمن بضرورة أن يتسلح المرء بالبعد الروحاني والتوكل على الله فهذا كفيل بنجاحه وتوفيقه”.

وأوضح الشيخ رائد أن “هذا الواقع الخطير جدا الذي نعيشه، لا يمكن أن نصلحه إلا إذا جددنا علاقتنا مع الله ومع قيم الإيمان وبالذات عند الضيق”.

وختم الشيخ رائد كلمته بالقول “نحن في ظرف نلاحظ فيه أن البعض اجتهد اجتهادا خاطئا وهذا أبسط ما نقوله في المواقف سياسية، وقلت في أكثر من مناسبة إن هذه الاجتهادات الخاطئة ستكون لها تبعاتها. نحن مطالبون أن نبيّن الحق وأين الخطأ، مطالبون أن نقول ذلك بالكلمة إن كانت على اللسان أو القلم، نحن مطالبون بكل ذلك، لذلك أنصح نفسي أن نكون ممن يحرص على إظهار ما هو خطأ، ونحن عندما نقول هذا الموقف خطأ يهمنا أن نبين الموقف، ما في عنا أعداء من أبناء كل مجتمعنا، أنصح وأقول ننتقد نبين الخطأ ونبين المنكر بالقلم واللسان ولكن علينا أن نحافظ على هذه القاعدة واختضرها بـ ثلاث كلمات، عندما ننتقد احرصوا على أن لا يزلّ أحد إلى دوائر “التخوين، التكفير، التجريح” وبعدين انتقدوا قولا أو قلما، نحن ضد الموقف ودلالات الموقف إن كان خطأ، الرسول عليه الصلاة والسلام تعرض للأذى الشديد وكان يحرص على إظهار الخطأ، كان يحرص أن يغيره من خلال تغيير صاحب المنكر ويحوّله إلى قريب عليه. هذه فلسفته عليه الصلاة والسلام في مواجهة المنكر. نحن مطالبون أن نقف عند الخطأ قولا وكتابة، ممنوع أن نسكت، ولكن أعظم شيء أن نحدد سياجا احتياطيا: لا للتكفير لا للتخوين ولا للتجريح. أمامنا مهمات يا رب تعيننا وتصلح الحال وترحمنا وترحم كل مجتمعنا بدون استثناء. وجوهكم الكريمة ستبقى بعد توفيق الله هي مصدر أمل وتفاؤل. سامحونا واستغفروا لنا، وسأبقى أقول كلكم أحسن مني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى