وفود التهنئة وتجديد العهد مع الثوابت تتدفق إلى أم الفحم للاحتفاء بالشيخ رائد صلاح حرًا من قيود السجان الإسرائيلي (صور)
طه اغبارية (تصوير محمد سليم عواودة)
منذ إطلاق سراحه وتحرره من سجون الظلم الإسرائيلية، الاثنين الفائت، لم تتوقف حركة التضامن والتهنئة والاحتفاء بالشيخ رائد صلاح على مدار المواقيت التي حُدّدت لاستقبال المهنئين في قاعة منتجع الواحة بمدينة أم الفحم، حتى أن أهل حافلة مقدسية أوقفتها شرطة الاحتلال واعتقلت عددا من مستقليها لمنع تقدّمهم إلى مدينة أم الفحم، أبوا من سرّحوا منهم إلا القدوم بمركباتهم لتهنئة شيخ الأقصى.
مديرا مجلس الاستقبال والاحتفاء، الأستاذ توفيق محمد جبارين والأستاذ حامد اغبارية، لم يسعفهما الوقت للجلوس والراحة وهما يقدّمان المتحدثين على منصة المحتفى به، الشيخ رائد صلاح الذي لم يجلس هو الآخر برفقة الشيخ كمال خطيب، والدكتور سليمان أحمد، ورفاقهم من قيادات المشروع الإسلامي من المرّحبين بالوافدين لتحية الشيخ رائد صلاح.
لا نبالغ إن قلنا إن عشرات الآلاف من أبناء شعبنا في القدس المحتلة وبلدات الداخل الفلسطيني من الشمال مرورا بالمثلثين والبلدات الفلسطينية الساحلية والنقب الصامد توافدوا منذ الاثنين، لعناق الشيخ رائد صلاح ومصافحته والتقاط الصور التذكارية معه، تأكيدا على العهد مع الثوابت التي دافع عنها وسُجن عليها معزولا وتحرر من قيود السّجان، متمسكا وماضيا على عهده ونهجه في نصرة قضايا شعبنا وفي مقدمتها قضية القدس والمسجد الأقصى المباركين.
فيما يلي نستعرض مقتطفات من كلمات المتحدثين في حضرة شيخ الأقصى:
السيد موفق شاهين من كفر مندا، والذي جاء رفقة وفد تقدّمه السيد محمد زيدان، رئيس لجنة المتابعة الأسبق، قال “نصغر جميعنا أمام تضحياتك شيخ رائد، نسأل الله تعالى أن يحفظك بحفظه”.
الشيخ حسام شرقية، من كفر ياسيف، قال باسم وفد كبير من البلدة، إنه “نهنئ أنفسنا وأهلنا في أم الفحم وفي بلادنا بالداخل والأمة الإسلامية بتحرر الشيخ رائد. لما هداني الله والتقيت الشيخين رائد صلاح وكمال خطيب، تفرست بالشيخ رائد الحكمة وفي الشيخ كمال التقى والورع. ما وقع من ابتلاء على الشيخ رائد صلاح هو ضريبة كل حر وشريف، وهذا تقدير رب العالمين المقدر لكل شيء. دائما انصح أبنائي وأهلي أن يسيروا على هذا النهج الذي مضى عليه الشيخان رائد وكمال”.
الشيخ مأمون كبها تحدث باسم وفد قرى بسمة الذي تقدّمه رئيس المجلس السيد رائد كبها، وقال: “باسم أهلنا في قرى بسمة نقدّم التحية للشيخ رائد صلاح، سائلين الله عز وجل، أن يمد في عمره وأن يجعله كما هو نجما ساطعا مدويا في سماء الحق والنور وفي سماء كل عربي حر وأبي يأبى الضيم والظلم”.
وتحدث السيد عبد الغني بدران ممثلا عن وفد كبير من البعنة، وقال: “كنت يا شيخ رائد دائما في عنفوان وعطاء ومواقف جليلة، افتقدناك على ضوء ما يصيب مجتمعنا العربي في الداخل، ولكن أنا على يقين تام بعد خروجك من السجن ستعمل مع قيادات شعبنا على وضع الحلول المناسبة لكل التحديات وفي مقدمتها آفة العنف والجريمة”.
وباسم وفد من القدس، تحدث السيد يعقوب أبو عصب، وقال إن “الشيخ رائد صلاح والقدس والأقصى أصبحا صنوان لا يفترقان، فإذا ذكرت القدس والأقصى ذُكر الشيخ رائد، وإذا ذكر الشيخ رائد ذكر الأقصى والقدس، وهذه نعمة يغبط عليها شيخنا، لأن القدس ارتبطت دائما بأسماء الكبار في تاريخنا، مثل سيدنا عمر والقائد صلاح الدين الأيوبي”.
وأضاف: “نؤكد لك يا شيخ رائد، أن دفعته من ثمن لم يذهب هدرا وما عانيته أثمر، فقد أصبح شعار الأقصى في خطر، ليس مقصورا على الشيخ رائد والدائرة المحيطة وإنما أصبح واقعا يعيشه كل أبناء شعبنا وامتنا”.
الأستاذ خالد كبها من برطعة، احتفى بشيخ الأقصى قائلا: “إنك على خطى مدرسة سيدنا يوسف عليه السلام في الصبر والصمود والمواقف بعدم التفريط بالقدس والاقصى وتراب فلسطين”.
د. عامر هزيل تحدث ممثلا عن وفد رفيع من النقب، وقال “نبارك لشيخنا خروجه من سجون الظلم، لقد خرج أبو عمر وترك خلفه خيرة أبناء الشعب الفلسطيني، خيرة قيادات شعبنا في السجون، استمعت لكملته حين تحدث عن العلاقة بين الأسرى، وهذا يؤكد أن هؤلاء هم قيادة شعبنا وتاج رؤوسنا”.
وتطرق هزيل إلى التحديات الماثلة أمام شعبنا عموما وفي الداخل والنقب على وجه خاص، لافتا إلى أن “دور الشيخ رائد في المرحلة القادمة أن يعمل على لملمة الحركة الوطنية. النقب في هذه الأيام جريح أيضا فمن يتفرد هناك هي قوى ليست أمينة على النقب، حمدا لله على سلامتك يا شيخنا، خذ وقتك في الراحة ولكن شعبنا بحاجة إلى إعادة ترتيب بيته الوطني وحركته الجماهيرية حتى تكون البوصلة نحو فلسطين والقدس والأقصى”.
ثمّ احتفى السيد رامي حبيب الله، باسم وفد من عين ماهل، بالشيخ رائد صلاح، وقال نهنئ أنفسنا وشيخنا على خروجه من غيابة الجب والظلم، نسأل الله ان تكون بيننا نورا كما عرفناك دائما. نبشرك أن هذه الراية ما زالت مرفوعة، وقد جئناك من عين ماهل مع نخبة من الرعيل السابقين واللاحقين”.
وهنأ السيد محمد حسن كنعان، باسم الحزب القومي العربي، الشيخ رائد صلاح وأبناء المشروع الإسلامي، مؤكدا أن الشيخ رائد صلاح سيبقى علما وقامة عظيمة في شعبنا بمواقفه المنافحة عن الحق الفلسطيني في مواجهة العربدة والعنصرية الإسرائيلية.
من دير حنا، باسم وفد كبير، حيا السيد عوض دحابرة الشيخ رائد صلاح وإخوانه وهنأه بالتحرر، قائلا “نرى نشوة وفرحة العرب في خروج الشيخ من السجن، فلا نزكيك على الله، ونحسبك كذلك، كنا نتابع ملفك عن كثب ونحضر المحاكم ولمّا تأتينا العاطفة والشعور الإنساني، يراودنا الكلام، أن نقول أحيانا، مسكين يا شيخ قضيت عمرك في السجن، أما كان لك أن تسلك مسلك السلامة كما سلكه غيرك، وأن تتناول وتتراجع وتتحلى بالحنكة السياسية “الجديدة اليوم” ثم كان يأتينا الرد، هنيئا لك يا من بنيت ورسمت، وها هي الآلاف من أبناء الدعوة الإسلامية تسير على خطاك يا شيخنا رغم الحصار والتضييق”.
ثم كانت كلمة وفد حركة أبناء البلد، وألقاها المحامي أحمد خليفة، وقال “نهنئ شعبنا بخروج الشيخ رائد صلاح من السجون الإسرائيلية، ونعلن تضامننا الكامل ما مرّ به الشيخ في سجنه، ولي الشرف أن اتحدث باسم حركة تعرف معنى التضحيات والوقوف على الثوابت”.
وأضاف “نأمل أن نستغل خروجك كي نبني جميعا وسوية كما تتطلب المرحلة حركة وطنية فلسطينية تشمل من يفهمون ما معنى الثوابت”. وتابع خليفة “هناك أناس يجلسون في حكومة إسرائيل وبتقلك ثوابت!! وأناس توصي على غانتس وبتقلك ثوابت!! السؤال المركزي ما هي الثوابت؟ التي يجب علينا كوطنيين كفلسطينيين كعرب ومسلمين أن نفكر فيها”.
وتحدثه بصفته كمحام، عن معاناة الأسرى وتحديدا في مسألة العزل الانفرادي كما عاش تجربتها الشيخ رائد صلاح، وقال “ما مرّ به الشيخ من عزل هو أسوأ سياسة ممكنة تمارسها إسرائيل بحق أسرانا الأبطال، فهو محاولة اغتيال نفسي ومعنوي، هو محاولة لقتل الروح”.
هذا وقدّمت حركة أبناء البلد درعا تقديريا للشيخ رائد صلاح.
ثم ألقى السيد أحمد حسيان كلمة وفد الجديدة المكر، وقال إن “شعبنا يفتقد الشيخ رائد صلاح في هذه الظروف، يفتقد حكمته وقيادته ليقود مجتمعنا إلى الخير والصلاح”.
الحاج أبو الرائد مرعي من قلنسوة، تحدث باسم وفد كبير من المدينة، واحتفى بشيخ الأقصى الذي كما قال “نهنئ أنفسنا وأخانا بخروجه، عزيزا ثابتا على عقيدته لم يتزحزح انملة واحدة، الحمد لله على سلامتك، اهل قلنسوة فرحوا بخروجك والكل يتمنى ان يهنئك. نحتسبك من أهل قلنسوة، منزلتك عظيمة في قلوبنا، كلنا بحاجة إليك”.
وكانت مداخلة قصيرة للشيخ عبد الرحمن أبو الهيجاء من قرية الفريديس وقال فيها “باسمي وباسم الوفد الكريم المرافق وكل امرأة وطفل في البلدة، نتوجه بالتهنئة إلى حبيبنا وقائدنا الشيخ رائد صلاح وألى أهله وبلده وشعبنا وامتنا بخروجه من السجن، ونسأل الله أن يكون هذا في ميزان حسناته. نسأل الله تعالى أن يتحرر سائر أسرانا البواسل وأسيراتنا الباسلات في سجون الاحتلال”.
ثم كانت كلمة وفد القدس الذين منع الاحتلال قدومهم بحافلة، وتحدث باسمهم الشيخ نور الدين الرجبي، قائلا: “جئنا نحمل رسالة المحبة إلى أخينا الحبيب الشيخ رائد صلاح. الشيخ رائد صاحب رسالة واهل فلسطين حافظوا على رسالة الشيخ رائد، فالأقصى عامر والناس تذب الأذى عنه في وجه الاحتلال”.
ومن القدس أيضا، تحدث الإعلامي أسامة برهم، وقال “كل القدس تحب الشيخ رائد بكل ألوانها وطوائفها، كلنا نذكر جيدا مواقفه”.
الحاج مصطفى أبو زهرة من القدس المحتلة، قدّم بدوره التهاني للشيخ رائد صلاح وقال “أهل القدس يهنئون حبيبهم الشيخ رائد صلاح، أم الفحم والداخل هم توأم القدس، والاحتلال يحاول ان يبعدنا عن بعض، ولكن لن يفلحوا أبدا”.
هذا ونقل الشيخ أبو زهرة تحية الشيخ عكرمة صبري إلى الشيخ رائد صلاح وقد منعه الاحتلال من أي تواصل مع الشيخ.
الشيخ محمود خطيب من قرية العزير، تحدث باسم وفد كبير من البلدة وقال “نهنئ شيخنا، بكل معاني الحب والاحترام والتقدير، من كل ذرة تراب فوق أرض العزير والبطوف، نعم نحيي الشيخ رائد قائدنا بالسلامة. لو أن كل حاقد مستبد ظالم وقف من اجل أن يمنعنا حبنا فلن يقدر، لأن الله رفع قدره، بصدقه وإخلاصه”.
وباسم وفد من قرية نحف، هنأ الدكتور صالح عبد الكريم، الشيخ رائد صلاح، وقال “تعلمنا منكم الثبات، والتضحية وأنّ الوطنية ليست كلاما، نرجو الله أن نبقى على العهد دائما وأبدا. بوركت لكم حريتكم”.
الأستاذ غسان عمر صالح، تحدث ممثلا عن وفد قرية المشهد، وقال “ما جينا إلى هنا من اجل ان نهنئ شيخنا، فقد كان في خلوة وربنا أكرمه وهو مدرسة في التمكين، إنما جئنا نهنئ مجتمعنا بحرية الشيخ، لأن الجميع ينتظره. نحن سهام في جعبك يا شيخنا وسنبقى طوع بنانك في أي أمر”.
الشيخ أمين زرعيني قال باسم وفد كبير من بلدة طرعان “باسم اهل طرعان، بلد الخير والعطاء، بلد الإحسان والجود والكرم، نقدّم واجب التهنئة لشيخنا رائد صلاح، ونسأل الله أن يجزيك عنا وعن ديننا خير الجزاء”.
واستدعى زرعيني معرفته لأحد الطلاب من السنغال حين كان يدرس في الأردن، وكيف أن هذا السنغالي قال له: نحن نحب كثيرا الشيخ رائد صلاح لأنه نقل لنا قضية القدس والأقصى وأصبحت قضية عالمية بسببه. وختم بالقول “رغم ما نال بلدنا من أحدث مؤلمة لكن الله تعالى ثبّتنا وثبت الدعوة. أعانك الله يا شيخنا على المسيرة وسنبقى دائما الجنود الأوفياء”.
الأسير المحرر مخلص برغال، تحدث باسم وفد من الأسرى المحررين هم: محمود جبارين، ومحمد زيادة وعلي عمرية ورشدي حمدان أبو مخ، وقال برغال في حضرة الشيخ رائد “نهنئ أنفسنا ونهنئكم ونهنئ أخانا وأبانا وحبيبنا شيخنا الرائد رائد، ألف مبروك لشعبنا لأهالينا لأمهاتنا لأطفالنا وأسرانا”.
وأضاف “الشيخ رائد الأخ الكبير، كان دائما ملازما لنا في قضية الاسرى فكان جزءا من أسرتنا نحن اسرى الحرية، مساندته لنا لما كنا بالأسر كان تعزينا وتواسينا كثيرًا، كان دائم التواصل مع أهلنا وأمهاتنا اللواتي كن يشعرن أنه أحد أبنائهن، كان سندا حقيقيا ولا يزال”.
ودعا الأسير المحرر مخلص برغال أبناء شعبنا إلى المزيد من الانشغال والاهتمام بملف الاسرى الذين كما قال “قدّموا التضحيات في سبيل حرية شعبنا وحرية وطننا. ممنوع علينا أن ننساهم ولو للحظة، نحن كمجتمع وشعب، من الواجب علينا، أن نُبقي قضيتهم في رأس سلم قضايانا، لأنه هذا هو فعلا مكانهم الصحيح. نبرق من هنا إليهم تحياتنا وكل حبنا، ونتمنى أن نراهم قريبا بيننا”.
وختم الأسير المحرر برغال بالقول “إن كنا جميعا نحب رائدنا، فلنعمل مثله، بمواكبة الأسرى وأهاليهم، وحينها سنكون قد تقدمنا خطوات نوعية نحو القيام بالواجب”.
ثم كانت مداخلة للأستاذ محمد طاهر جبارين، باسم الحراك الفحماوي الموحد، وهنأ الشيخ رائد بالحرية من سجون الظالمين، متطرقا إلى مسيرة الشيخ رائد صلاح الخالدة وبصماته في تاريخ بلده أم الفحم وسائر الداخل الفلسطيني إلى جانب نصرته للقدس والأقصى وقضايا شعبنا الفلسطيني.