ندوة سياسية في كفركنا حول تداعيات “إعلان ترامب”
ساهر غزاوي
تحت رعاية منتدى “ميزان”، عقدت أمس السبت، في المركز الثقافي في قرية كفركنا، ندوة سياسية لتداعيات القرار الأمريكي حول إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، تحت “منتدى ميزان”.
وتحدث في الندوة السياسية التي أدارها عبد الله غريفات، كل من البروفيسور ايلان بابيه والدكتور إبراهيم خطيب والمحامي عمر خمايسي مدير مؤسسة ميزان، حيث تناولوا تداعيات القرار الأمريكي، سياسيا ودينيا وقانونيا.
الأبعاد القانونية للقرار
المحامي عمر خمايسي تحدث في المحور الأول من الندوة السياسية حول البعد القانوني للقرار الأمريكي حول إعلان القدس عاصمة للمؤسسة الاسرائيلية، وتحدث عن المكانة الدولية للقدس والوصف القانوني لها ودور الأمم المتحدة في هذا الجانب، كما وتناول في حديثه مكانة مدينة القدس ما قبل 400 سنة.
وقال: “في عام 1949 أقامت إسرائيل محكمة العدل العليا ومكانها القدس كما وعقدوا اجتماعات الكنيست في القدس ما ينافي القانون الدولي والتعامل مع القدس كعاصمة لإسرائيل، وفي حينها قاموا وأيضا بنقل الوزارات لمدينة القدس، إضافة لما ذكر سابقا، قامت اسرائيل عام 1967 باحتلال القدس الشرقية، وهنا أكد مجلس الأمن أن القدس منطقة محتلة وأنه لا يمكن لإسرائيل ان تتعامل مع القدس على انها العاصمة”.
وتابع: “في عام 1980 أعلنت إسرائيل أن القدس هي عاصمة موحدة لإسرائيل وهو ما يعارض القانون الدولي حيث تم سن قانون أساس بالكنيست. وهنا يبقى السؤال لماذا أتى الرئيس الأمريكي بهذا القرار حاليا؟؟”.
وأضاف أنه “تم تطبيق القرار الأمريكي بالأيام الأخيرة بينما القانون تم سنّه تحديدا في عام 1995 بالكونغرس الأمريكي وسمي قانون سفارة القدس وهو ينص على نقل السفارة للقدس ومنذ عام 1995 قاموا الرؤساء بتأجيل تطبيق القانون بادعاء أن القانون يمس بأمن أمريكا، حتى خرج لنا ترامب وقال إنني قمت بتنفيذ أمر سابق، مما يتعارض مع القوانين والقرارات الدولية في الأمم المتحدة مثل اتفاقية جنيف واتفاقية وروما”.
تجليات القرار على واقع الصراع
المحور الثاني من الندوة السياسية كان عن تجليات القرار على واقع الصراع للبروفيسور ايلان بابيه وهو مؤرخ وباحث سياسي وله عدة كتب وأهمها التطهير العرقي في فلسطين. حيث استهل بابيه الحديث حول قرار ترامب وعرض نقاط تشابه بين وعد بلفور وبين قرار ترامب ولخص ذلك بنقطتين:
الأولى، هي أن وعد بلفور وقرار ترامب، من ناحية تاريخية، لم يتطرقا للشأن الفلسطيني انما كانا لمصلحتهم وشأنهم الداخلي متجاهلين تماما مصلحة الشعب الفلسطيني.
أما النقطة الثانية فهي ان بلفور وترامب، تجاهلا، بالقرارات الخاصة، المجتمع المحلي من المسلمين والعرب بشكل عام، فكان وعد بلفور موجها للفلسطينيين ككل، وقرار ترامب اختص بالمقدسيين.
وبالإضافة إلى حديثه عن قرار حل الدولتين، تطرق البروفسير بابيه إلى مشروع الاستعمار الاستيطاني والذي ينص على أن مجموعة سكانية قدمت من مكان ما من العالم واستوطنت دولة يسكنها السكان الأصليين، وكيف تأسست بعض الدول في العالم مثل إسرائيل من خلال الاستعمار الاستيطاني، موضحا كيف أنه من خلال وعد بلفور أظهروا أن فلسطين ذات اغلبية يهودية وأقليات أخرى وكذلك الأمر في قرار ترامب والذي يقول ان القدس ذات أغلبية يهودية إضافة لبعض الأقليات الأخرى.
أثر القرار على تديين الصراع
أمّا المحور الثالث في الندوة السياسية فتحدث فيه الدكتور إبراهيم خطيب عن أثر القرار الأمريكي على تديين الصراع وعن الصراعات الأخرى وخلفياتها، مشددا على أن القدس محور الصراع لبعدها الديني والتاريخي، حيث قام بتقسيم الصراع الديني لثلاثة اقسام: وهي الصراع بين مجموعات مختلفة وبين طوائف من نفس الديانة إضافة لقضايا تشمل على قضايا دينية.
وأشار خطيب إلى أن القضية الفلسطينية تقع تحت البعد الديني والبعد القومي، كما وتحدث عن تصور الصراع وعن أهمية رؤية الناس له، وقال: “في سنوات الـ 60 والـ 70 دخل البعد القومي للصراع وعادت القضية لمحور التقسيمات وحل الدولتين”.
وتطرق أيضا إلى الناحية التاريخية وتحدث عن تعامل المسلمين مع القدس كوقف إسلامي والقضية الفلسطينية ككل إضافة للأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تتحدث عن القدس.
وأضاف الدكتور إبراهيم أن “ترامب أراد إرضاء اليمين الديني الصهيوني الذي ينمو بشكل كبير بالولايات المتحدة (الإنجيليين) والذين يؤمنون ان إقامة دولة إسرائيل هي مقدمة لعودة المسيح والذي يتماشى مع مصلحتهم للمدى البعيد، كما ان التصاعد الديني في الولايات المتحدة أصبح يتزايد بشكل كبير كبير”.
وأشار إلى أن نتنياهو يحاول جعل الصراع دينيا من اجل مكاسب سياسية مع اليمين المتطرف واليمين الديني، كما أن قرار ترامب عزز من مكانة القدس عند الأمة ونصرتها عند الشعوب في العالم العربي والإسلامي وبدأت الدول بالتعامل مع قضية القدس بشكل مختلف.