الشيخ كمال خطيب يعبر عن ضمير شعبه وأمته
توفيق محمد
يتعرض الشيخ كمال خطيب لحملة تحريض منفلتة من قبل بعض أعضاء الكنيست اليمينيين، ومن قبل جمعيات تدور في فلكلهم، وشخصيات محسوبة على الأكاديميا الإسرائيلية من اليمين الإسرائيلي، واللافت أن عضو الكنيست ميري ريغف التي شغلت عددا من المناصب الوزارية في حكومات الليكود وصاحبة اقتراح قانون منع الأذان ومًن دعت مِن على منصة الكنيست بالأمس القريب، لتقسيم المسجد الأقصى المبارك، شريكة أساسية في هذه الحملة المنفلتة.
وتأتي حملة التحريض الأرعن والمنفلت على خلفية مواقف الشيخ كمال خطيب الثابتة من المسجد الأقصى المبارك التي تؤكد المؤكد بشأن الحق الفلسطيني العربي الإسلامي الخالص في المسجد الأقصى، والتي تنفي أي صلة لغير المسلمين به وهو موقف كل شعبنا الفلسطيني، وعالمنا العربي، وأمتنا الإسلامية، يؤكده الشيخ كمال في خطاباته وكتاباته وكل أدبياته، وهو ما يؤكد عليه كل شعبنا، منهم مَن يفعل ذلك كتابة، ومنهم من يفعل ذلك بشد الرحال الدائم إلى المسجد الأقصى ومنهم من يفعل ذلك وجدانيا، ومنعهم من يحيي حبه بين أهله وعائلته، وفي النتيجة فإن كل شعبنا وأمتنا تؤكد على ذلك، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والفكرية والسياسية، إذ المسجد الأقصى حالة عقدية دينية، وحالة وطنية ثابتة، وحالة قومية كجزء من مركب القومية العربية، وبالتالي فإنه لا خلاف في الاتفاق على وحدانية الحق الإسلامي في الأقصى المبارك.
ولا شك أن الشيخ كمال خطيب هو واحد من أكثر مَن يؤكدون على ذلك من على كل منبر متاح، قديما وحاضرا ومستقبلا بإذن الله، وهذا ما يثير جوقة الكذب المسعورة أعلاه، لاتهام الشيخ بما لم يقُل ولم يفعل، وإن لم أكن بصدد الدفاع عن الشيخ كمال الذي يُعتبر الدفاع عنه وعن مواقفه تلك شرف عظيم، لكن هي الحقائق والوقائع تحكي عن ذاتها فهؤلاء رعاع الساسة من اليمين ومن يدور في فلكهم من جمعيات يتهمون الشيخ كمال بالتحريض على قتل اليهود والبوليس، كما كتبت عضو الكنيست من حزب الليكود “كيتي شطريت”، وفي الحقيقة فإن من يتابع كل أدبيات الشيخ كمال المكتوبة والمسموعة والمرئية لا يجد إشارة – مجرد إشارة – إلى ذلك البتّة، وإنما يجد التأكيد على الحق الإسلامي العربي الفلسطيني في المسجد الاقصى المبارك والتأكيد على ثوابت شعبنا الفلسطيني في مجمل القضية والحياة، لكن يبدو أن عضو الكنيست المجهولة أعلاه لم تجد أفضل من أن تبحث لها عن شجرة عالية تلقي باتجاهها الحجارة حتى تطفو على سطح السياسة الإسرائيلية، فهي تعلم أن خطاب الكراهية والعنصرية كفيل بأن يجعلها تُذكر ويقال إن فلانة قالت كذا وكذا.
ولكن إضافة إلى ذلك، فإن التغول الإسرائيلي باتجاه قيم وثوابت شعبنا الفلسطيني، وعلى رأسها المسجد الأقصى، ونية الحاضر الإسرائيلي بمكونه الحكومي الحالي بتغيير الواقع الإسلامي للمسجد الأقصى المبارك وتثبيت الرواية الإسرائيلية المزعومة للمسجد الأقصى تُعتبر الدافع الأقوى لهذه الجوقة بالتحريض على الشيخ كمال خطيب، والدعوة لإعادة اعتقاله، وهي تُمثل المسعى الإسرائيلي لتجريم كل من يؤكد الحق الوحيد والأوحد للمسلمين في المسجد الأقصى المبارك بكل مساحته وساحاته وجدرانه وحيطانه، ويرى الساسة الإسرائيليون أن الفرصة الآن أكثر من مواتية لفعل ذلك، خاصة وأن الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحالي يتمتع بدعم ومشاركة مكون عربي إسلامي فيه، يسمي زعيمه حائط البراق بالمسمى الصهيوني المزعوم، ولذلك فإن الحاضر الإسرائيلي يعتبر من يعترض على هذا المسمى بأنه يُفشل مخططاته بترسيخ الرواية الإسرائيلية المزعومة للمسجد الأقصى المبارك.
لم يعبّر الشيخ كمال خطيب في كل أدبياته بشأن المسجد الأقصى المبارك عن موقفه الشخصي فقط، بل عبر عن موقف شعبنا الفلسطيني وعالمنا العربي وأمتنا الإسلامية كلها، وبالتالي فإن التحريض عليه هو تحريض على كل شعبنا الفلسطيني وعلى كل قيمنا وثوابتنا وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وهو تحريض على داخلنا الفلسطيني الذي يتغلغل حب المسجد الأقصى في كيانه ويمتزج به امتزاج الروح بالجسد.
وليس عبثا أن تقوم عضو الكنيست ميري ريغف وهي الوزيرة السابقة، بالتأكيد على مصطلح “هكوتل” (وهو يمثل الإجماع الصهيوني والإسرائيلي) والانتقال مباشرة لتحدي وزير الأديان بالقول: “أتحداك أن تجعل الأقصى مكان صلاة مختلط لليهود أيضا” وهي الدعوة الصريحة لتقسيم المسجد الأقصى، وعلى فكرة كان رد عضو الكنيست أحمد الطيبي الذي ترأس الجلسة المعنية على ريجف بالقول “ما فشرتم انت وهو هذا لن يحدث لا انت ولا هو وعلى فكرة “حائط المبكى” اسمه عندنا “حائط البراق”، وقد ذكرتُ ذلك للمقارنة مع عضو كنيست آخر اسمه منصور عباس رئس جلسة أخرى قال فيها: “المسلمون يصلون في المسجد الأقصى واليهود يصلون في “الكوتل” وأعتقد أن هذه تسوية مقبولة”.
الشيخ كمال خطيب ليس وحيدا في هذا الميدان، فمعه كل شعبه وأمّته ومن يحرض عليه، فإنما يحرّض على شعبنا كله.