أخبار عاجلةتكنولوجياومضات

في ظل الثورة الصناعية الرابعة.. كيف سيبدو شكل عالمنا “المتسارع” عام 2031؟

العالم يتطور بشكل متسارع جدا، وبالذات في ظل الثورة الصناعية الرابعة وعصر الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والعوالم الافتراضية، ومن يعد بالذاكرة إلى ما قبل 10 سنوات من الآن؛ فإن شكل العالم يبدو مختلفا جدا عما كان عليه عام 2011، ولكن ماذا عن العقد القادم، ترى كيف سيكون العالم بعد 10 سنوات من الآن؟

هل ستتولى الروبوتات معظم المهام وتستولي على وظائف البشر خلال العقد القادم؟ وهل سنجد مصادر طاقة جديدة ومبتكرة لمساعدتنا في مكافحة التغير المناخي؟ وهل سنعيش جميعا في عوالم افتراضية؟

 

الميتافيرس.. مستقبل الإنترنت

إذا صدقنا ما يقوله مارك زوكربيرغ، فإننا جميعا سنعيش ونعمل ونتواصل في “الميتافيرس” (Metaverse) عام 2031، وهي سلسلة من العوالم الافتراضية التي ستصبح أهم منصة تقنية جديدة منذ ظهور الشبكة، بل هو مستقبل الإنترنت كله كما يؤكد مؤسس “فيسبوك” (Facebook) الذي يبدو واثقا جدا مما يقوله، لدرجة أن شركته أعلنت عن خلق 10 آلاف وظيفة جديدة في الاتحاد الأوروبي مخصصة لبناء الميتافيرس في أوروبا كما ذكرت منصة الشركة مؤخرا.

وهذا ليس رأي زوكربيرغ فقط، بل يشاركه في هذا الإيمان عدد كبير من التقنيين ومديري الشركات في مختلف أرجاء العالم، ومن هؤلاء إيما ريدرستاد التي تعمل شركتها “واربن” (Warpin) على تطوير برامج الواقع الافتراضي للتدريب، وتشرح قائلة “ستكون قادرا على القيام بالتسوق، ومقابلة أصدقائك، والعمل عن بعد مع من تريد، وستكون قادرا أيضا على مشاركة المساحات الرقمية التي تملكها، ومشاركة الموسيقى والفن، وستتمكن أيضا من دمج العناصر الرقمية في عالمك المادي، مما يجعل العالم رقميا أكثر بكثير مما هو عليه اليوم”.

قد تتمكن، على سبيل المثال، من حضور مباراة كرة قدم عندما لا تستطيع الوصول إلى الملعب على الأرض، وذلك من خلال “الأفاتار” (AVATAR) الخاص بك الذي سيتواجد في الملعب ويجلس في المقعد المخصص لك ويشاهد المباراة، ويقوم بتحليل ومناقشة المباراة مع أفاتار جارك في الملعب.

يبدو الأمر مثيرا جدا، ولكن الدكتورة نيكولا ميلارد -الشريك الرئيسي للابتكار في شركة الاتصالات “بي تي” (BT)- تتوخى الحذر، وتوضح أنه “على الميتافيرس أن تقنع المستخدمين أولا بأن الأمر يستحق أن نمضي ساعات طويلة ونحن نضع سماعات رأس مرهقة أو أية معدات أخرى قد تحتاجها الميتافيرس”.

وتحذر الدكتورة ميلارد أيضا من أن العثور على طريقك في هذا المشهد الجديد قد يكون صعبا، خاصة إذا كانت هناك “ميتافيرسات” متعددة تديرها شركات مختلفة، وذلك في تصريحات لها نقلتها شبكة “بي بي سي” (bbc) مؤخرا.

وإذا ثبت أنها منصة قوية كما يقترح زوكربيرغ، فهل نريد حقا أن يديرها هو أو شركته؟ والسؤال في غاية الأهمية بالذات بسبب المخاوف الكثيرة والمتزايدة بشأن تأثير فيسبوك على كل شيء من الديمقراطية إلى الصحة العقلية للمراهقين.

 

مستقبل الطاقة عام 2031

خلال المؤتمر العالمي للتغير المناخي -الذي تنظمه الأمم المتحدة حاليا في مدينة غلاسكو الأسكتلندية وبدأت فعالياته في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويستمر حتى 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري- ركزت دول العالم على إعداد خارطة طريق لاستخدام الذكاء الاصطناعي لمكافحة التغير المناخي، وتقليل الانبعاثات الغازية وأهمها أول وثاني أكسيد الكربون، وهذا يعني البحث عن مصادر طاقة جديدة بعيدا عن الوقود الأحفوري، وهو ما يعني الكثير من الابتكارات في هذا المجال الحيوي لمستقبل البشرية.

يؤكد الدكتور جيمس ديكسون -الأستاذ في معهد الهندسة والتكنولوجيا في بريطانيا لشبكة “بي بي سي”- “أن إحدى الأولويات القادمة ستكون جعل المنازل أكثر كفاءة في استخدام الطاقة”.

ويقول ديكسون “كيف سنوفر التدفئة للمباني؟ من المحتمل أن يتم تنفيذ جزء كبير من هذا الجهد بواسطة مضخات حرارية كهربائية”.

وأعلنت حكومة المملكة المتحدة قبل أيام عن حوافز لأصحاب المنازل لاستبدال مضخات حرارية ببويلارات الغاز. حسب ما ذكرت منظمة “كاربون بريف” (carbonbrief) البريطانية مؤخرا.

ولكن الدكتور ديكسون يقول إن “الوقود النظيف سيلعب دورا رئيسيا في هذه الجهود، وذلك حتى نصل إلى صفر انبعاثات، وللوصول إلى هذا الهدف فإن ذلك يتطلب زيادة كبيرة في كمية إنتاج الهيدروجين التي نحتاجها، ويعتبر الهيدروجين مصدرا نظيفا للطاقة؛ لهذا فإن زيادة إنتاج الهيدروجين أمر لا مفر منه”.

ويؤكد ديكسون أن تحرير القطاع الصناعي من استخدام الوقود الأحفوري لن يكون ممكنا على المدى القصير، ولكننا في الطريق إلى ذلك، وهو ما يعني المزيد من الابتكارات في هذا الميدان، لكن الأمر سيكون أسهل بالنسبة لقطاع المواصلات والنقل، وذلك من خلال استخدام السيارات والمركبات الكهربائية عديمة الانبعاثات، أما في باقي القطاعات فنحتاج إلى مستويات غير عادية من الابتكار، واستعداد المستهلكين لتبني منتجات جديدة مثل المضخات الحرارية والسيارات الكهربائية، في المعركة الطويلة ضد التغير المناخي”.

 

ما الخطوة التالية للذكاء الاصطناعي؟

شهد العقد الماضي تطورات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تعلمت أجهزة الكمبيوتر قيادة السيارات، وتوفير الترجمة الفورية من لغة إلى أخرى، وهزيمة أفضل اللاعبين البشريين في ألعاب ذهنية معقدة.

الكاتب والباحث البريطاني عظيم أزهر -الذي يصف في كتابه الجديد “المتسارع” (Exponential) الطريقة التي يحول بها الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى الاقتصاد والمجتمع بسرعة فائقة- يخبرنا أن هناك المزيد في المستقبل. لكنه يقول إن الشيء الوحيد الذي تعلمناه هو أن الأتمتة لا تؤدي حتما إلى سرقة الوظائف من البشر، مشيرا إلى ما حدث أثناء جائحة كورونا.

ويوضح أنه “كلما زاد استخدام الذكاء الاصطناعي في شركتك؛ زاد عدد الموظفين الذين تحتاج إليهم، سواء كنت تعمل في مجال توصيل البقالة، أو في متجر لبيع الكتب عبر الإنترنت. فالمؤسسات التي تستخدم المزيد من الذكاء الاصطناعي في عملها ستحتاج دائما للمزيد من الموظفين كي تبقى قادرة على المنافسة”.

وهو يعتقد أن هذا النمط سيستمر خلال العقد القادم. ويرى أيضا أن الذكاء الاصطناعي يدخل في حياتنا بطرق قد لا ندركها، مثلا استخدام البنوك للخوارزميات من أجل اتخاذ قرارات أفضل بشأن القروض، أو تسريع البحث عن المواد الجديدة التي سنحتاجها في عالم خال من الكربون.

لكن المجال الذي سيكون أكثر تأثرا بالذكاء الاصطناعي سيكون قطاع الرعاية الصحية، وفي هذا السياق يشير عظيم أزهر إلى السرعة التي تم بها تطوير لقاح ضد فيروس كوفيد-19.

“لقد تمكنا من تحديد اللقاحات التي ستكون فعالة ضد الفيروس بسرعة كبيرة، وذلك لأن شركات مثل “مودرنا” (Moderna ) استثمرت بكثافة في المنصات القائمة على الذكاء الاصطناعي لاكتشاف مثل هذه اللقاحات”.

ولكن، وكما يعد الذكاء الاصطناعي بإدخال تحسينات كبيرة في حياتنا اليومية، فإن لديه أيضا القدرة على إحداث أضرار كبيرة، وعلى سبيل المثال، قد تؤدي التحيزات في بناء الخوارزميات ضد الأقليات أو جنسيات معينة أو أتباع ديانات معينة في الخوارزميات إلى حرمان هؤلاء من الوظائف أو التأمين الصحي، وهناك بالفعل تحذيرات من أن وضع التعرف على الوجه في الطائرات العسكرية بدون طيار يمكن أن يخلق آلات قتل مستقلة ضد بعض بني البشر.

 

المصدر: مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى