في أعقاب منح بلدة المغار مكانة مدينة
طارق محمود بصول
في الأسبوع الماضي، وبالتحديد يوم الثلاثاء الموافق 26 تشرين اول 2021، أعلنت وزارة الداخلية الإسرائيلية عن منح بلدة المغار الجليلية مكانة مدينة، وبهذا تبلورت خريطة المدن العربية في البلاد في أعقاب هذا الإعلان، ولكن قبل الخوض بالانبعاثات الجغرافية التاريخية لمنح المغار مكانة مدينة، لا بد من التطرق إلى بعض المعطيات الجغرافية التاريخية لهذه المدينة الحديثة.
تقع المغار على الأطراف الشرقية للجليل الأسفل المركزي (كون شارع 65 يفصل بين الجليل الأسفل المركزي والشرقي الملقب بنقب الجليل)، على تلال حزور وترتفع ما يقارب 585 مترا عن سطح البحر الأبيض المتوسط. الاعتقاد السائد بالنسبة لسبب تسمية البلدة بهذا الاسم، يتمحور حول كلمة مُغر، فقد تكثر بالبلدة المُغر الكاريستية التي أبقت عليها اسم المغار، وقد حصلت المغار على مكانة مجلس محلي عام 1956 في ظل الحكم العسكري (1948-1966).
بعد الإعلان عن المغار مدينة، أصبح في المجتمع العربي 13 مدينة منتشرة في ثلاث مناطق جغرافية طولية: 6 مدن في الجليل الأسفل؛ المغار، عرابة، سخنين، طمرة، شفاعمرو والناصرة، ومدينتين في المثلث الشمالي (يمتد المثلث الشمالي من مفترق مجيدو في الشمال على الأطراف الجنوبية الغربية لمرج ابن عامر حتى شارع 57 الذي يربط طولكرم بالسهل الساحلي الأوسط) وهما: أم الفحم، باقة الغربية، وأربعة مدن في المثلث الجنوبي (الذي يمتد من شارع 57 في الشمال حتى مدينة كفر قاسم في الجنوب) وهما: قلنسوة، الطيبة، الطيرة وكفر قاسم. ومدينة واحدة في الجنوب وهي رهط.
في أعقاب منح المغار مكانة مدينة، أصبح عدد المدن العربية التي مُنحت هذه المكانة بعد عام 1948 هو 11 مدينة، فمدينتي الناصرة وشفاعمرو حصلتا على مكانة مدينة في أواخر العهد العثماني، مدينة الناصرة عام 1878، أمّا شفاعمرو فقد حصلت على مكانة مدينة في 28 كانون ثاني عام 1910، أمّا المدن المتبقية فقد حصلت على هذه المكانة بعد عام 1948، وذلك بعد انتهاء الحكم العسكري الإسرائيلي (1948-1966).
بعدما تحوّلت المغار إلى مدينة، فقدت شفاعمرو ميزة المدينة العربية الوحيدة التي تحتضن ثلاثة طوائف: المسلمون، المسيحيون والدروز. فبعد تاريخ 26 تشرين أول عام 2021، أصبحت المغار المدينة الثانية التي تتكون من ثلاثة طوائف، ولكن سوف تبقى شفاعمرو المدينة الوحيدة التي استبدلت ثلاثة سلطات محلية خلال قرن من الزمن (داود سليمان تلحمي 1910- 1932، جبور يوسف جبور 1933- 1969، إبراهيم نمر حسين 1969- 1998)، وتبقى شفاعمرو المدينة العربية الوحيدة التي احتضنت مواطنين من أربع طوائف: مسلمون، مسيحيون، يهود ودروز، وذلك حتى عام 1920.