المقبرة اليوسفية في القدس تقع ضحية مسلسل التهويد
يوسف كنانة
بعيدا عن أي قانون أو حقوق، ورغم أنّها وقف إسلامي وافقت ما تسمى محكمة الصلح الاسرائيلية على طلب بلدية الاحتلال في القدس وسلطة الطبيعة، أعادت الجرافات الاسرائيلية أعمال التجريف في أرض المقبرة اليوسفية، إحدى أشهر المقابر الاسلامية في المدينة المقدسة.
يعود تاريخ إقامة المقبرة اليوسفية إلى الحقبة الايوبية، نسبة ليوسف نجم الدين ايوب (صلاح الدين الايوبي)، وهي رقعة واسعة من الأرض على شكل شبه منحرف، حيث تتسع في الجنوب ليصل عرضها حوالي 105 مترًا، وتضيق كلما اتجهنا نحو الشمال ويفصلها عن سور البلدة القديمة العثماني مسافة تتراوح بين 10- 15 مترا، ويستخدم هذا الفضاء كطريق واسع ينحدر الى باب الأسباط الذي يكون بمثابة الطريق يقود المصلين الى المسجد الاقصى.
تقع المقبرة اليوسفية، أو مقبرة باب الاسباط، على ربوة مرتفعة تمتد من باب السور الشرقي (باب الاسباط) إلى زاويته الشمالية، ومنها إلى ناحية الشرق بحوالي 35- 40 مترا على وجه التقريب، وتلتقي حدودها مع الشارع العام المسمى (طريق اريحا)، والذي ينحدر جنوبا إلى أن يتقاطع مع الشارع الصاعد إلى باب الاسباط، وذلك بطول حوالي 230 مترا، منها 50 مترا هي طول قطعة الارض التي يقع في طرفها الشمالي النصب التذكاري لشهداء حرب عام 1967 م، وهي أرض خلاء حرجية تخلو من أية قبور، أمّا المساحة المتبقية فطولها 180 مترا، وهو الطول الفعلي للمقبرة. للمقبرة اليوسفية بوابتان، إحداهما في الشمال بالقرب من سوق الجمعة أو سوق الحلال والذي حوّلته بلدية القدس بعد حرب 67 لمكب للنفايات.
وتهدف الحكومة الاسرائيلية وبلدية القدس من وراء تجريف المقبرة اليوسفية، إلى تضييق الخناق على المقدسيين وتشتيتهم وإرهاقهم وطمس المعالم الاسلامية في المدينة، وإحاطتها بالمشاريع التهويدية، إبرزها ما تسمى بالحديقة التوراتية.