منى تستقبل الحجاج لرمي جمرة العقبة قبل النحر والإفاضة
توافد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى مع بزوغ فجر اليوم الثلاثاء، مهللين مكبرين، حيث بدؤوا رمي جمرة العقبة الكبرى. ويشرع للحجاج عقب ذلك نحر هديهم، ثم حلق رؤوسهم، وأداء طواف الإفاضة بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة.
وبعد أدائهم الركن الأعظم من أركان الحج -وهو الوقوف على صعيد عرفات- ثم نفرتهم إلى مزدلفة التي باتوا فيها ليلة أمس، توجهت أفواج الحجاج منتصف الليل وقبل فجر أول أيام عيد الأضحى، من مشعر مزدلفة إلى منى، لرمي الجمرة الكبرى (جمرة العقبة) بـ7 حصيات.
ووزعت وزارة الحج والعمرة السعودية الحصيات على الحجاج لرميها في مشعر منى المخصص لذلك، بعد تعقيمها مسبقا ووضعها في أكياس خاصة، وفقا للبروتوكولات الصحية الخاصة بموسم حج هذا العام.
ويستمر رمي جمرة العقبة من طلوع شمس اليوم الأول من عيد الأضحى إلى ساعة الزوال، عملا بسنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد أن يفرغ الحجاج من رمي جمرة العقبة يشرع لهم في هذا اليوم نحر هديهم، ثم حلق رؤوسهم، ثم الطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة.
ويبقى الحجاج في مشعر منى بعد ذلك حيث يكملون مناسكهم برمي الجمرات الثلاث، يبدؤون بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى، كل منها بـ7 حصيات، خلال أيام التشريق (ثاني وثالث ورابع أيام العيد). ويأتي رمي الجمار تذكيرا بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم عليه السلام في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه.
تنويه ملكي
وأشاد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز “بالوعي الكبير لدى قاصدي الحرمين الشريفين في التزامهم بالإجراءات الاحترازية” للوقاية من جائحة كورونا.
وأكد الملك سلمان -في كلمة له اليوم- أن السعودية “اتخذت مجموعة من الإجراءات التنظيمية والوقائية في موسم حج هذا العام، وفق ما تقتضيه الضوابط والمعايير الصحية العالمية، وطبقت نظام الحج الرقمي الذي يهدف إلى التركيز على التقنية والتقليل من الكوادر البشرية في إدارة الحشود وتنظيم الحج، لضمان سلامة ضيوف الرحمن وصحتهم، وسلامة العاملين في خدمتهم.
وقال الملك سلمان إن “التعاون الإسلامي أثمر نجاح إقامة موسم الحج، من خلال تضامن الدول المعهود فيها دائما، وتضافر الهيئات الدينية التي دعمت وثمنت الإجراءات التي اتخذتها السعودية في حج هذا العام، بما يسهم في حماية الحجاج، ويمنع انتشار الوباء”.
كسوة الكعبة
وفي وقت سابق أمس، استبدلت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كسوة الكعبة المشرفة كما جرت العادة السنوية، حيث يجري تفكيك الكسوة القديمة وتركيب الجديدة، ثم تثبيتها في أركان الكعبة وسطحها.
وقال وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور سعد بن محمد المحيميد إنه تم تركيب الكسوة الجديدة والمكونة من 4 جوانب مفرقة وستارة الباب.
وأوضح المحيميد أن الكسوة تتوشح من الخارج بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء بطريقة “الجاكارد”، وقد كتبت عليها عبارات: يا الله يا الله، ولا إله إلا الله محمد رسول الله، وسبحان الله وبحمده، وسبحان الله العظيم، ويا ديّان يا منّان.
وأضاف أن “عدد مذهبات كسوة الكعبة المشرفة يبلغ 53 قطعة مذهبة، منها 16 قطعة للحزام، و7 قطع تحت الحزام، و4 صمديات، و17 قنديلا، و5 قطع لستارة الباب، وقطعة للركن اليماني، و2 كينار، وحلية الميزاب”.
كما أوضح أيضا أن الكسوة تستهلك نحو 670 كيلوغراما من الحرير الخام الذي صُبغ داخل مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة باللون الأسود، و120 كيلوغراما من أسلاك الذهب، و100 من أسلاك الفضة، مشيرا إلى قرابة 200 صانع وإداري يعملون في المجمع، “جميعهم من المواطنين المدربين والمؤهلين والمتخصصين”.