مصدر سياسي بنهاية اجتماع الكابينيت: وقف إطلاق النار لم يُبحث
قال مصدر سياسي إسرائيلي في ختام اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، عصر اليوم الأحد، في تصريحات للصحافيين إن “الكابينيت لم يبحث وقف إطلاق نار، ولا يوجد على جدول الأعمال اقتراحا لهدنة طويلة الأمد”. وتناولت مداولات الكابينيت تطورات العدوان على غزة ووضع إسرائيل السياسي.
وذكر موقع “واللا” الإلكتروني أن وزراء الكابينيت اتفقوا على استمرار العدوان على غزة وفقا للخطط العسكرية، وأنه “في حال كانت هناك حاجة إلى عمليات عسكرية جديدة أو قرر رئيس الحكومة ووزير الأمن التوجه نحو وقف إطلاق نار، فسيطلعان الكابينيت عليها ويتم إجراء مداولات”.
ونقل موقع “يديعوت أحرونوت” الإلكتروني مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن إسرائيل ستدخل موضوع الأسرى والمفقودين إلى أي اقتراح لوقف إطلاق النار. واضاف أن التقديرات تشير إلى أن العدوان سينتهي الأسبوع الحالي.
وقبل عقد الكابينيت، قال مسؤولون في المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي إنه يتعين على إسرائيل أن تبدأ اليوم بالتقدم نحو إنهاء العدوان على غزة والشروع في اتصالات من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار “إثر الإنجازات في القتال حتى الآن”، حسبما نقل عنهم “واللا”، وذلك على خلفية تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل وتدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة.
ونقل موقع “يديعوت أحرونوت” الإلكتروني عن مصدر إسرائيلي قوله إنه “لا تمارس ضغوط أميركية على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار”، وأنه “لا توجد حتى الآن اقتراحات عينية من أجل وقف إطلاق النار، وتوجد محادثات بصوت خافت فقط”.
واستمع وزراء الكابينيت إلى تقارير حول تقدم العملية العسكرية ضد غزة. وأفاد “واللا” بأن إحدى القضايا المطروحة في الاجتماع تتعلق بالاقتراح المصري للشروع باتصالات حول وقف إطلاق نار أو الاستمرار في العدوان وتصعيده.
وأضاف “واللا” أن الاعتقاد في جهاز الأمن الإسرائيلي هو أن “معظم غايات العمليات الجوية استنفدت، وتوسيع آخر للعملية العسكرية يعني اجتياحا بريا في غزة، وهو أمر يؤيده عدد قليل جدا من المسؤولين في الحكومة. ولذلك، فإن مسؤولين إسرائيليين يقولون إن على إسرائيل تغيير موقفها والقول للوسطاء المصريين إنه إذا كان لدى حماس اقتراحا لوقف إطلاق النار، فإسرائيل مستعدة للاستماع”.
ونقل “واللا” عن مسؤول إسرائيلي رفيع تقديره أنه “ستبدأ اليوم زحزحة في موقف إسرائيل بكل ما يتعلق بوقف إطلاق النار وإنهاء العملية العسكرية”. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه “تتزايد الضغوط الدولية، خاصة من جانب الولايات المتحدة. ولم ينقل الأميركيون مطلبا حازما لإنهاء العملية العسكرية، لكنهم ألمحوا إلى ذلك بنعومة خلال محادثة الرئيس بايدن مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وكذلك خلال محادثات وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، مع وزير الأمن، بيني غانتس”.
والتقى غانتس، اليوم، مع مبعوث الرئيس الأميركي، هادي عمرو، لبحث التصعيد في غزة والأوضاع في الضفة الغربية وسبل خفض التوتر بغية التوصل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة. وسيلتقي يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، بالمبعوث الأميركي في وقت لاحق اليوم، وقال مسؤولون إسرائيليون كبار إن “الأميركيين مهتمون برؤية بدء محادثات وقف إطلاق النار نحو نهاية تدريجية للحمة العسكرية وعودة الهدوء”.
وتشير توقعات الخارجية الإسرائيلية إلى أنه خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي، عصر اليوم، ستدعو 14 دولة من بين 15 إلى إنهاء العدوان على غزة، وأنه يتوقع أن تتخذ الولايات المتحدة موقفا “أكثر اعتدالا، ولكن ستواجه صعوبة في أن تقف وحدها مقابل باقي المجتمع الدولي”.
وذكر مسؤول إسرائيلي أن وقف عمل محطة توليد الكهرباء وعدم تزويد الكهرباء بتاتا في غزة، وتزايد الأعباء على المستشفيات وبداية نقص بالماء والمواد الغذائية، هو سبب للسعي إلى إنهاء العدوان ووقف إطلاق النار، حسبما نقل عنه “واللا”.
وسيستعرض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، خلال اجتماع الكابينيت “تلخيصا لإنجازات عملية ’حارس الأسوار’ العسكرية، ويتضمن تقريرا استخباراتيا سريا للغاية حول وضع القياديين في حماس والجهاد الإسلامي”.
وأضاف “واللا” أن قيادة الجيش الإسرائيلي راضية من تدمير أنفاق في غزة ومن تدمير ورش لصنع مقذوفات وأسلحة أخرى. وحسب الجيش الإسرائيلي، فإن 120 ناشطا استشهد خلال العدوان، بينهم قياديون، وأن عدد الشهداء سيرتفع بعد إزالة الركام، “ولن يتمكنوا من إخفاء عدد القتلى لوقت طويل” بحسب مصدر عسكري إسرائيلي.
واعتبر مصدر أمني إسرائيلي رفيع أن “بنك الأهداف ما زال مليئا، لكن تحت الضغط الدولي، التخوف من خطأ واستهداف غير ضالعين في القتال، عملية شديدة تستهدف جنودا ومدنيين إسرائيليين، الرغبة في التهدئة في يهودا والسامرة قبل أن تشتعل، فإنه من الصواب التوقف الآن والتوجه لاتفاق، خاصة وأنه لا توجد نية للدخول برا. وليس لدينا نظام إنهاء لكن توجد اتصالات باتجاه نظام كهذا مع مصر، قطر، الاردن والإمارات”.
ولفت “واللا” إلى وجود خلاف في جهاز الأمن الإسرائيلي حول “إنجازات” العدوان. “تدعي مصادر في الجهاز أنه بعد مهاجمة الأهداف الأساسية في سلة الأهداف، يصعب وصف الوضع كحسم، رغم الضرر الكبير الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بحماس والجهاد”. وتقول هذه المصادر أن “حماس لم تركع وحسب التقديرات لن تركع قريبا”.
وأضافت المصادر أنه “كان متوقعا من الجيش الإسرائيلي أن يشن عمليات عسكرية خاصة أكثر، الأسبوع الفائت، وكان من شأنها أن تذهل الفصائل في غزة”.