اختراق لعشرات الوكالات الحكومية الأمريكية.. استهدف شركات دفاعية حساسية، واتهامات للصين
كشفت شركة خاصة للأمن السيبراني تعمل مع الحكومة الفيدرالية الأمريكية أن قراصنة صينيين اخترقوا عشرات الوكالات الحكومية والمؤسسات المالية وغيرها من القطاعات الحيوية في أمريكا، وفق ما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الأربعاء 21 أبريل/نيسان 2021.
طالما اتهمت أمريكا الحكومة الصينية بالتجسس الإلكتروني، كان آخرها بداية شهر مارس/آذار الماضي، عندما أعربت واشنطن عن قلقها المتزايد بشأن اختراق برنامج البريد الإلكتروني مايكروسوفت إكسشينج، وألقت شركة التكنولوجيا العملاقة باللوم على الصين.
قرصنة شركات دفاعية حساسة
فقد قالت شركة “FireEye” إن الاختراقات مستمرة. وأشارت إلى أن التحقيق في مراحله الأولى، لكنه كشف بالفعل عن أدلة على أن المتسللين انتهكوا شركات دفاعية حساسة.
كما قال مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر، إنه ليس معروفاً إذا كانت وزارة الدفاع تعرضت للاختراق في الحملة الحالية أم لا.
بينما ذكر تشارلز كارماكال، كبير مسؤولي التكنولوجيا في الشركة، أن عملية القرصنة الصينية كانت “متقدمة جدًا” ومتطورة مما صعب اكتشافها. وأوضح أن الحملة كانت مستهدفة المؤسسات التي تمتلك معلومات ذات قيمة بالنسبة للحكومة الصينية.
كما قال كارماكال: “هذا يبدو وكأنه تجسس كلاسيكي. كان هناك سرقة للملكية الفكرية وبيانات المشروع. نشك في سرقة بيانات لن نعرف عنها أبداً”.
أشار إلى أن شركته اكتشفت أيضاً مجموعة ثانية متورطة في عملية القرصنة في أمريكا، لكنها لم تستطع معرفة ما إذا كانت تلك المجموعة مقرها الصين أو لها صلات بالحكومة.
استغلال عيوب حواسب وكالات حكومية
من جانبها، أقرت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية التابعة لوزارة الأمن الداخلي في أمريكا، الثلاثاء، بأنها كانت على علم “بالاستغلال المستمر” لبعض العيوب في حواسب بعض الوكالات الحكومية وكيانات البنية التحتية الحيوية ومؤسسات القطاع الخاص.
كما ذكرت شركة “FireEye” أن القراصنة استغلوا بعض العيوب في برنامج “Pulse Secure” الذي يمكن الموظفين من العمل عن بُعد.
فيما قالت شركة “Ivanti”، المالكة للبرنامج، إن عدداً محدوداً من العملاء قد تأثروا. وأضافت أن الفريق عمل بسرعة لتخفيف الضرر.
قرصنة صينية مستمرة للمصالح الأمريكية
في 6 مارس/آذار الماضي، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين بساكي، بخصوص اختراق برنامج البريد الإلكتروني مايكروسوفت إكسشينج في أمريكا: “هذا تهديد فعال ونشط.. يحتاج كل شخص وجهة تشغل هذه الخوادم -الحكومة والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية- إلى التحرك الآن لإصلاحها”.
كما قالت مايكروسوفت إن المخترقين استخدموا خوادم البريد الخاص بها لمهاجمة أهدافهم. وأفادت تقارير بأن عشرات الآلاف من المنظمات الأمريكية قد تتأثر من ذلك.
قالت بساكي في تصريح للصحفيين إن البيت الأبيض “قلق من وجود عدد كبير من الضحايا” في أمريكا، وقالت إن نقاط الضعف الموجودة في خوادم مايكروسوفت “يمكن أن تكون لها آثار بعيدة المدى”.