وبالحبيب كُن مقتديًا
منى وجيه فياض (أم أنس)
حبيبي يا رسول الله، يا طِب القلوب ودواءها، وعافية الأبدان وشفاءها، يا قرة عيني ويا مُهجة قلبي.. لم تترك شاردة ولا واردة إلا علمتنا فن التعامل معها، رسمت لنا نهجًا سليمًا واضحًا، إن اتّبعناه ربحنا الدنيا والآخرة، كنت الزوج والأب والقائد والمجاهد والداعي.
سيرتك العطرة مليئة بالمواقف والأفعال التي من خلالها نتعلم كيف ندير أمور حياتنا.
ومن الأمور التي ألهمت أمتك بها، ومن خلالها نتعلم ونقتدي ونتأسى، معاملتُك لأزواجك، وبخاصة ما يُسمونه الرومانسية في عالم التعامل مع الجنس الآخر. فإليك أيها الزوج المسلمُ أوّجه كلامي، لأن الأزواج اليوم- إلا من رحم ربي- يجهلون أو يتجاهلون كيف يتعاملون في هذا الجانب الذي لا يُطرح كثيرًا ولا نلقي له بالًا، لا أدري أهو من الخجل، أم لأن الأزواج انغمسوا في مشاكل الحياة وهموم العمل؟
أغلبية الأزواج اليوم لا يعرفون من سيرة الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه إلا أنه تزوج أكثر من واحدة، ويُلّوح بهذا الشعار في البيت ليلًا ونهارًا، فتستشيط الزوجة غضبًا وتنفجر غيرة ويحدث ما لا يُحمد عقباه في البيت.
أيها الزوج العزيز؛ أتعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل من أحب الناس إليك ماذا قال!! قال: عائشة (رضي الله عنها وأرضاها)، بل وأكمل قائلًا عندما سئل: ومن الرجال؟؟ قال أبوها. يقصد أبا بكر رضي الله عنه. قالها بصوتٍ تسمعه الأمة الإسلامية جمعاء بلا ترددٍ، أليست هذه قمة الرومانسية!! يا من تؤمنون أن الرومانسية أصلها من الحضارة الأجنبية وأننا ما كنا لنعرفها لولاهم.
كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يسأل زوجته عائشة رضي الله عنها بين الحين والآخر: كيف العقدة؟ وهي كذلك تسأله عن هذه العقدة. أتدرون ما هذه العقدة؟ إنها العلاقة بينهما، إنه الحب الذي شبّه الحبيب صلى الله عليه وسلم قوّته ورسوخه بقوة العقدة وربطها المُحكم..
يا الله! منك يا حبيبي نتعلم، ومنك نستقي الإبداع في الحب بين الزوجين. فأنا على الصعيد الشخصي عندما كان زوجي يقبع في السجن، كنت أبعث مع المحامي هذا السؤال لزوجي حتى يسأله: كيف العُقدة. نعم، تعلموا الرومانسية أيها الأزواج مع نسائكم فقط!! لأن الزوجة مزيج من المشاعر والأحاسيس إذا أعطيتها أعطتك وإذا بادلتها شعور المحبة والود بادلتك..
فبالله عليك أيها الزوج؛ تصفَّح سيرة الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه في هذا الجانب المشرق.