غارات ومعارك باليمن.. السعودية تتمسك بحق الدفاع عن نفسها والأمم المتحدة تدعو لقبول مبادرة الرياض دون شروط مسبقة
جدد مجلس الوزراء السعودي التأكيد على حق المملكة في الدفاع عن أراضيها من هجمات الحوثيين، ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالمبادرة السعودية لحل الأزمة، كما أعلنت بريطانيا عن حراك دبلوماسي لبحث مبادرات السلام باليمن، بينما تتواصل الغارات والهجمات والمعارك.
وقال مجلس الوزراء السعودي -في بيان- إن المملكة لها حق الدفاع عن أراضيها من الهجمات التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران، موضحا أن تلك الهجمات لا تستهدف المملكة وحدها، وإنما تستهدف بشكلٍ أوسع أمن واستقرار إمدادات الطاقة، وكذلك الاقتصاد العالمي.
وأضاف مجلس الوزراء السعودي أن هجمات الحوثيين تمثل انتهاكا للقوانين والأعراف الدولية.
كما جدد رفضه التام لما وصفها بتدخلات إيران في المنطقة، والتي قال إنها تسببت في إطالة أمد الأزمة اليمنية، بدعمها تهريب الصواريخ والأسلحة وتطويرها، وفق البيان.
الأمم المتحدة
في غضون ذلك، رحّب غوتيريش بالمبادرة السعودية، وحث طرفي الأزمة اليمنية على اغتنام الفرصة والعمل مع مبعوثه الخاص مارتن غريفيث على المضي قدما بحسن نية ودون شروط مسبقة.
ودعا غوتيريش جميع الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة إلى بذل قصارى جهدهم لتسهيل التوصل إلى اتفاق فوري يعيد اليمن إلى طريق السلام، كما دعا إلى السماح لسفن الوقود بدخول ميناء الحديدة على وجه السرعة وإزالة العقبات أمام التوزيع الداخلي.
على صعيد متصل، قال الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام -في تغريدة على تويتر- إن وصول المشتقات النفطية والمواد الغذائية والطبية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، هو استحقاق إنساني وقانوني ولا يمكن المقايضة به.
وكان عبد السلام قد كتب في تويتر، ردا على المبادرة السعودية قبل يومين، قائلا “أي مواقف أو مبادرات لا تلحظ أن اليمن يتعرض لعدوان وحصار منذ 6 سنوات، فهي غير جادّة ولا جديد فيها”.
حراك دبلوماسي
من جهته، رحّب وزير الدولة البريطاني للجيوش جيمس هيبي بالمبادرة السعودية، وقال في لقاء خاص مع الجزيرة إنه يأمل في أن تسهم هذه المبادرة في تجنيب اليمن “المآسي” التي تسببت فيها سنوات الصراع.
واعتبر هيبي أن “هذا الصراع لا طائل منه، وهو يكلّف كلا الطرفين غاليا، والأهم أنه يتسبب بأزمة إنسانية لا يمكن لأحد أن يقبلها”.
بدوره، قال وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب إنه التقى الثلاثاء نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، ووزيري خارجية ألمانيا هايكو ماس وفرنسا جان إيف لودريان، لبحث مبادرات سلام من أجل اليمن.
وأضاف راب في تغريدة “من الضغط من أجل السلام في اليمن، إلى منع إيران من أن تصبح قوة نووية، تقف بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا معا كقوة للخير”.
وسبق أن كتب راب تغريدة الاثنين ترحّب بمبادرة السلام التي اقترحتها السعودية، وقال “يجب على الحوثيين الآن اتخاذ خطوات بالمثل صوب السلام وصوب إنهاء معاناة الشعب اليمني”.
قصف ومعارك
على الصعيد الميداني، قال الناطق العسكري باسم جماعة الحوثيين يحيى سريع -في تغريدة أمس- إن سلاح الجو المسيّر نفذ عملية هجومية على مطار أبها الدولي بطائرة مسيرة، مؤكدا أن العمليات العسكرية مستمرة طالما استمر ما أسماه “العدوان والحصار”.
كما قالت وسائل إعلام مقربة من جماعة الحوثي إن طيران التحالف السعودي الإماراتي شن 21 غارة جوية توزعت على مناطق مختلفة في محافظات مأرب وصعدة وحجة والجوف.
وقال خالد الشائف مدير مطار صنعاء المعين من قبل جماعة الحوثي إن الخسائر المادية الناجمة عن استهداف مطار صنعاء بشكل مباشر جراء غارات التحالف تتجاوز 150 مليون دولار، مضيفا أن الخسائر الناجمة عن إغلاق المطار تبلغ 3.5 مليارات دولار.
وفي الجانب الآخر، قالت مصادر عسكرية يمنية إن الاشتباكات العنيفة تواصلت بين الجيش الوطني والحوثيين في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب، في ظل استمرار شن الحوثيين هجمات على مواقع الجيش.
وقال المركز الإعلامي للجيش إن قواته أفشلت محاولات تسلل للحوثيين، وإنه استهدف بالمدفعية مواقع وتعزيزات لهم، كما بث المركز الإعلامي للجيش لقطات قال إنها لاحتراق آليات للحوثيين بعدما استهدفتها غارات التحالف.
وتتهم جماعة الحوثي التحالف بشن غارات على مطار صنعاء الدولي، وفرض حصار عليه، بينما يتهمها الأخير باستخدام المطار لأغراض عسكرية.
وأعلنت السعودية الاثنين مبادرة لحل الأزمة اليمنية، تتضمن وقف إطلاق النار، وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وسط ترحيب عربي ودولي بهذه المبادرة لإنهاء الصراع.