إشارات سعودية لإسرائيل: بن سلمان لن يوافق على تطبيع العلاقات بدون دولة فلسطينية كاملة السيادة
طه اغبارية
عشية انتخابات الكنيست الإسرائيلي، أرسلت الرياض إشارات للجانب الإسرائيلي بواسطة مقال نشر في صحيفة “القدس” الفلسطينية، ادّعى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لن يوافق على تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية قبل أن تقام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة، كما أوضح أن السياسات الإسرائيلية الحالية التي يقودها نتنياهو تجاه الفلسطينيين لا تسمح بتطبيع العلاقات.
ووفق المقال، الذي كتبه الأكاديمي السعودي نواف عبيد، والذي عمل مستشارا للحكومة السعودية بين الأعوام 2002-2015، فإن ولي العهد السعودي بذل جهودا كبيرة فيما يخص القضية الفلسطينية لدرجة أنه كان على تواصل مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لكنه الآن يفضّل عدم التقدم بهذا الملف.
وتعتقد الأوساط الإسرائيلية أن المقال المذكور لم يكن لينشر لولا تلقي ضوء أخضر من السلطات السعودية.
وكتب د. عبيد في مقاله: “نظريًا هناك من يلاحظ أن ولي العهد السعودي يتطلع نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل. لكنه يدرك جيدًا مخاطر مثل هذه النهج، الذي ينطوي على الاعتراف العلني بدولة إسرائيل في ظل الظروف الحالية. سيترك هذا الامر، في حال حدث فعلا، عواقبه ليس فقط على المملكة العربية السعودية، وإنما على العالم العربي والإسلامي بأسره”.
وأضاف عبيد أن “الغالبية العظمى في المملكة العربية السعودية وخارجها تتشبث بالإعلان التاريخي للملك فيصل بن عبد العزيز، الذي أعلن أن المملكة العربية السعودية ستكون آخر دولة مسلمة تعترف بإسرائيل”. وأضاف عبيد: لا يمكن التغاضي عن هذا التعهد”.
إلى ذلك، فقد اعترف الدكتور عبيد في مقاله: “حتى لو لم يتم التعامل مع ذلك في كثير من الأحيان، فمن الواجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن المسلمين المتطرفين ذوي الخلفية العنيفة لن يحبذوا قرار تطبيع العلاقة. ومثل هذه الخطوة ستغضبهم وسيعتبرونه تخليا عن القيم الإسلامية. لذلك، فإن القيادة السعودية ستكون حذرة للغاية في قرارها بشأن سياسة يمكن أن تخلق فجوة بينها وبين الشعب”.
وكتب الأكاديمي السعودي: “لا ينبغي تجاهل حقيقة أن باب التطبيع قد فتح على مصراعيه. يجب أن نضع في اعتبارنا أن الاعتراف السعودي، في حالة حدوثه، مشروط بحصول الفلسطينيين على دولة كاملة السيادة. لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به حتى تحصل الإدارة السعودية على ثقة الجمهور في هذه القضية، وهو أمر يكاد يكون مستحيلاً في الواقع الحالي في دولة محافظة مثل السعودية”.