الخط الأخضر حدود رسمت في رودوس سنة 1949
يوسف فوزي كنانه
كثيرا ما نسمع او نقرأ أو حتى نردد تعابير أو عبارات مثل، الحط الأخضر، الداخل الفلسطيني او عرب الداخل.
ولكن قليلون منا هم الذين يعرفون هذه العبارات اصطلاحا وليس لغة.
ما هو الخط الأخضر؟: تعود تسمية المصطلح نسبة الى استعمال القلم الأخضر الذي به تم ترسيم حدود وقف إطلاق النار على الخريطة التي عالجت موضوع النزاع العربي الإسرائيلي والتي دفعت فلسطين وأهلها ثمنا باهظا لذلك.
تشير الوثائق التاريخية الموثوقة والمعتمدة، أنه في اعقاب الجيوش العربية في حرب النكبة الفلسطينية عام 1948، تم تدشين مفاوضات وقف اطلاق النار بين العرب وإسرائيل في شهر كانون الثاني سنة 1949، والتي أجريت في جزيرة رودوس اليونانية، وقد تم ذلك بمبادرة الأمم المتحدة التي بعثت وسيطا بين الأطراف المتنازعة في الحرب، وهو الدبلوماسي الأمريكي والاكاديمي في جامعة هارفارد رالف بانش، والذي حاز على ذلك جائزة نوبل للسلام، رغم انه لا يستحق هذا اللقب لكونه ادار المفاوضات واملى على ممثلي كل من الأردن ومصر ولبنان وسوريا التوقيع على بنود الاتفاقية الجائرة في ظل تغييب وتهميش للفلسطينيين، وكذلك إذا أمعنّا النظر واجرينا دراسة عميقة في بنود وثائق المفاوضات حرص بانش والإسرائيليون على عدم ذكر كلمة فلسطين او مشتقات فقد استخدموا كلمة إسرائيل للتعبير والاشارة الى ما بعد 1948، ولم يكتفوا بذلك إذ ركزوا على ذكر ارض إسرائيل بدلا من فلسطين التاريخية.
فالناظر المتأمل والدارس الباحث المتعمق والمتعقب لوثائق الهدنة التي وقعت بين إسرائيل والدول العربية، يرى أن كل دولة من الدول الموقعة كانت قد فاوضت وعلى حدة، وقد أسفرت هذه المفاوضات عن اعتراف الدول العربية بإسرائيل، وتحديد حدود الدولة العبرية، وقد عرفت هذه الخطوط الحدودية بمصطلح الخط الأخضر.
فتوقيع الاتفاقية مع مصر التي تمت بشهر شباط 1949 تم وضع منطقة النقب والتي تقع جنوب فلسطين والتي تشكل 50 بالمئة من مجمل أراضي فلسطين التاريخية، ضمن نطاق دولة إسرائيل، وتم استثناء منطقة قطاع غزة، فيما تم اعتبار نيتسانا الواقعة على الحدود المصرية – الإسرائيلية منطقة منزوعة السلاح.
أمّا المفاوضات مع جمهورية لبنان التي تقع شمال فلسطين، فقد اتفق الطرفان الإسرائيلي واللبناني، على اعتبار الحدود التي كان قد وضعها الانتداب البريطاني هي الحدود الرسمية بين الجانبين.
أمّا المفاوض السوري – الإسرائيلي خرجا باتفاق باركت به الأمم المتحدة ينص على اخلاء الأراضي الواقعة شرقي بحيرة طبرية، أي شمال شرقي فلسطين.
أمّا المفاوضات الأردنية- الإسرائيلية، فقد أوصت على أن يبدأ مسار الخط جنوبا من منطقة عين جدي على البحر الميت شرقا، ويتجه نحو الغرب مرورا بجنوبي الخليل، ثم يتجه شمالا بمسارات غير مستقيمة، ومن ثم ينقسم في القدس الى خدين تاركا بينهما منطقة خالية، ثم ينحني شرقا عند شمال الضفة الغربية حتى حدود الأردن، ثم تم لاحقا ضم منطقة المثلث.
إن ترسيم الخط الأخضر بمفاوضات رودوس مكّن إسرائيل من وضع سيطرتها على 78 بالمئة من أرض فلسطين التاريخية أي حوالي 20 ألف كم مربع من مجمل 27 ألف كم مربعا.